الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخول القوات التركية لمحافظة ادلب : الاسباب والافاق

فالح الحمراني

2017 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



دخول القوات التركية لمحافظة ادلب : الاسباب والافاق

فالح الحمراني

وفقا لقراءة معهد الشرق الاوسط في موسكو فان في اولويات العملية التي بداتها تركيا في محافظة ادلب هو اضعاف مواقع المملكة العربية في سوريا نظرا لانها تهدف الى تصفية واضعاف الجماعات الموالية لها التي تتركز في ادلب. وتاتي العملية في اطار اتفاق ضمان تخفيف التصعيد الثلاثي بين روسيا وايران وتركيا.
ومن اسباب قيام تركيا بعملية الدخول الى أدلب هو خشيتها من ان الاكراد سيتقدمون من عفرين الى أدلب وبالمحصلة الى البحر المتوسط. نظر لان مثل هذا التطور سيوفر ليس فقد لأكراد سوريا وانما العراق ، منفذا الى البحر. فبخلاف ذلك ستبقى كردستان السورية والعراقية حتى في حالة ان تصبحا دولتان مستقلتان، تابعتان الى الجيران ( تركيا وايران). لذلك فان منع حصول الاكراد على منذ الى البحر يدخل ضمن اولويات انقرة. وهذه القضية تتعلق بامن تركيا الوطني.
ويشير التحليل نفسه الى ان تركيا تريد دخول ادلب من اجل زيادة مساهمتها في مكافحة الارهاب، وبالدرجة الاولى ضد " جبهة النصرة " التي تقول انها موالية لاحدى دول المنطقة، وكذلك من اجل تعزيز موقع انقرة في سوريا بعد تسوية النزاع وبكل ما يجر ذلك خلفه من آثار.الى ذلك فان انقرة تسعى الى تقوية مواقع المعارضة السورية وبالدرجة الاولى الموالية لها. كذلك تريد تركيا استكمال بناء "سد الصداقة" الذي بدأت سوريا وتركيا في اقامته علي نهر العاصي، وباشرت في بناءه في فبراير 2011، اي قبل شهر من اندلاع الثورة السورية ضد نظام الاسد. كذلك تضع من بين اهدافها بالدخول لادلب حماية التركمان السوريين الذين دعوا في ابريل/ نيسان 2017 الى اقامة منطقة آمنة في أدلب ذات الاهمية الاشتراتيجية، حيث تقع فيها المناطق التركمانية.وتخطط تركيا لان تبقى أدلب بعد تسوية النزاع في سوريا تحت سيطرة جيش سوريا الحر او التركمان. اضافة الى ذلك ان اوردغان وحزب العدالة والتنمية بحاجة الى تحقيق نصر عسكري صغير لتحسين صورته السياسية. وحسب التحليل فان اوردغان بحاجة ماسة الان الى مثل هذا النصر لأن اجراء الاستفتاء في كردستان انعكس سلبا على صورة الرئيس التركي في داخل البلاد نظرا لانه بالمحصلة لم يتمكن من منع اجرائه.
وتجدر الاشارة الى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اوردغان ناقشا خلال مباحثاتهما في 29 سبمتبر الماضي مناطق تخفيف التصعيد في سوريا ، واعلن اوردغان حينها عن ان قوات بلاده ستدخل قريبا الى محافظة ادلب، وان تلك الوحدات تقف في حالة تاهب على الحدود بين البلدين. وستتحرك وفقا للخطة التي ناقشها اوردغان مع رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتي في 29 سبتمبر.
وفقا للخطة التي جاءت تفاصيلها على لسان الرئيس التركي فقد تم تحديد مناطق تخفيف التصعيد حيث سيجري نشر المراقبين. وسترابط القوات التركية في داخل أدلب، وتكون القوات الروسية خارجها. وكان الرئيس اوردغان قد كشف عن ذلك للصحفيين الذين الذين رافقوه في الطائرة التي عادت به من ايران بعد زيارة عمل.
ووفقا للمصادر الروسية فان مقاتلي جبهة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) يسيطرون على جزء كبير من محافظة ادلب، بيد انه لم تجر اعمالا قتالية حتى وقت قريب، لأن المقاتلين المتشددين وفقا للتفسيرات الروسية وبمساعدة الولايات المتحدة وحلفاءها تمكنوا من الاختباء وراء ظهر " المعارضة السورية" التي توصف بالمعتدلة، ومع ذلك تم تشكيل منطقة تخفيف التصعيد. لكن مقاتلي هيئة تحرير الشام حاولوا القيام بالهجوم في جنوب منطقة تخفيف التصعيد في أدلب باتجاه حماة. وتكلل الهجوم في الساعات، الاولى بالنجاح حيث استخدموا المباغتة وقطعوا الطريق على قوات النظام السوري بيد ان القوة الجوية الروسية تدخلت في التطورات وتمكنت من تصفية قدرات المهاجمين، وهيأت لقوات النظام إحباط الهجوم والعودة الى مواقعها السابقة. وعلى خلفية ذلك بدأت القوات التركية في الثامن من الشهر الجارية العملية الرامية للسيطرة على أدلب.
وتباينت قراءات مراكز التحليل الاخباري بموسكو حول مضامين وافاق العملية التركية في ادلب المدعومة الروسية، بين متفاؤل ومتشائم. وضمن هذا السياق قال مدير معهد الدراسات الاستراتيجية دمتري يجورتشينكو في حديث مع "الوكالة الفيدرالية للانباء" ان العملية التركية الخاصة جاءت ضمن أُطر الاتفاق الثلاثي الذي تم التوصل له في أستانا الكازاخستانية خلال الجولة الاخيرة للمفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة السورية برعاية الثلاثي روسيا وتركيا وايراني، التي اتفقت على ان تأخذ على عاتقها ضمان أمن سوريا.
واوضح يجورتشينكو ان الكلام دار في استانا عن ان القوات التركية ستتحرك على الارض، بتغطية من القوة الجوية الفضائية الروسية. وبرايه ان هذه العملية تتيح حل القضية المتعلقة بتواجد من وصفها بالمنظمات الارهابية في أدلب. وفي حديثه عن اختلاط الاوراق في محافظة ادلب اشار الى " ان تركيا بالطبع تدعم المعارضة السورية " الجيش السوري الحر"، وان هذا الدعم مازال قائما بصورة جزئية. ومن ناحية ثانية ان عددا كبيرا من مقاتلي تحرير الشام احتشدوا في ادلب، فضلا عن بقاء مقاتلي الدولة الاسلامية هناك"، لذلك " فإن على طرف ما شن الحرب ضد هذه الفصائل.". وكان الرئيس التركي اوردغان قد اشار عشية العملية العسكرية ان تركيا تتعاون مع المعارضة ( جيش سوريا الحر) من اجل اقامة ظروف آمنة في أدلب على اساس الاتفاقية التي تم التوصل لها مع روسيا وايران.ويرصد محللون عسكريون ان تركيا ستصر على ان تكون لها افضليات ما في ما بعد تسوية النزاع في سوريا، باعتبارها بلد شارك في هزيمة الارهابيين.
وعلى حد قراءة رئيس الملف السياسي في "مركز دراسة تركيا المعاصرة" يوري مافاشيف فان الخطة التركية الروسية بفرض السيطرة على ادلب لن يكتب لها الدخول الى حيز التنفيذ. وتسائل خبير الشئون التركية في حديث صحفي : ما سيترتب في الواقع الفعلي ؟ انه سؤال كبير. وما العمل مع 28 ألف مقائل مدججين بالسلاح؟ فضلا عن ان هناك عددا غفيرا من السكان المدنيين. ولو لم يتواجدوا هناك لكان بالامكان الانتهاء من تواجد المقاتلين الى الابد.
وذهب مافاشيف الى ان العملية العسكرية التي من المحتمل ان توقع الضحايا والاصابات بين المدنيين ستثير من دون شك ردود فعل سلبية صاخبة من قبل الغرب ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان. موضحا بان تركيا لا تمتلك نفوذا هناك. وحتى روسيا مضطرة للذهاب الى ابعد الحدود مشيرا الى تصريح وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف الذي قال فيه ان بلاده مستعدة لدعم قوى المسلحين وحتى المقاتلين الذين يقفون ضد هيئة تحرير الشام. وعلى تعبير مافاشيف " اننا مع الأتراك من هذه الناحية في قارب واحد". .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل