الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب وحكم الديكتاتورية العلوية بين الأمس و اليوم

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2017 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


إن المطلع على التاريخ الذي تم تأريخه حول المغرب قد يصاب بنوع من الدوران و الدوخة ، و الهيجان ، حيث أن المواجهات المسلحة التي لم تتوقف بين القبائل الأمازيغية و العصابة العلوية التي هيمنت على السلطة بالمغرب بالحيل و القوة ، و كتبت تاريخها بدماء الأمازيغ ، و هو ما فرض على تلك العصابة العلوية عند شعورها بالنهاية و الإنهزام ، و فقدانها السيطرة على الشأن السياسي ، و العسكري ، و الأمني ، و المالي ، و الإقتصادي على المغرب أن تعرض هذا البلد و وشعبه في المزاد العلني الدولي ، حيث فاز الفرنسيون و الاسبان بالصفقة ، إذ دخلت كل من فرنسا لتحتل وسط و شرق و غرب و الجنوب الشرقي للمغرب ، ثم اسبانيا التي احتل كل من شماله وجنوبه ، لحماية عرش العصابة العلوية ، و بذلك حماية لمصالحم التجارية ، و المالية المتبادلة على حساب دماء الشعب المغربي الأمازيغي . لقد كان ذلك في سنة 1912 و هي المرحلة التاريخية التي تُعرف عند المغاربة بمرحلة بيع المغرب مقابل دراجة هوائية من قبل المدعو " مولاهم حفيظ " لأسياده الفرنسيين.
لقد دخل كل من الفرنسيون و الإسبان أرض المغرب مدججين بكل أنواع الأسلحة الفتاكة لحمايتهما للعصابة العلوية ، و هتكهما للعرض المغربي ، وسفك دماء شعبه الأبي المسالم ، لكن مع كل الجرائم و الإغتيالات ، و المحاكمات الصورية التي تعرض لها الشعب المغربي في ُعقر داره ، تأكد للفرنسيين و الإسبان أن الشعب المغربي الأمازيغي شعب مسالم لا يستحق كل هذا الإجرام و القتل و التصفية ، و الدمار ، بل تأكد لهما أن العصابة العلوية لا تمثيلية شعبية ، و لا شرعية سياسية لها بالمغرب ، لأن العلويون لا يمثلون حتى نسبة و احد في المائة من الشعب المغربي ، و بالتالي تم التفكير من قبل الحماية الفرنسية و الاسبانية في تغيير استراتجيتهما بالمغرب و ذلك ُبغية التعامل و التعاون مع الشعب الأمازيغي عبر ممثليه استعدادا لمنحه السلطة ، و الاستقلال لما تقرر تلك الحماية مغادرتها أرض المغرب. و ذلك عبر فتح مؤسسات تعليمية ، ومدارس عسكرية أمام أبناء الأمازيغ ، و تقريب الإدارة منهم ، و ما يتطلبه ذلك من تعبيد الطرق ، و بناء البنية التحتية ، عوض التركيز على التدمير و القتل. عندها شعرت العصابة العلوية بخطورة الأمر الذي قد ُيلغيها من المعادلة السياسية ، إذ ينقلب السحر عن الساحر، حين أدركت كل من الحماية الفرنسية و الإسبانية حقيقة الوضع التاريخي ، و القبلي و الإثني و اللغوي ، و الحقوقي ، و الأخلاقي للشعب الأمازيغي المسالم ، و بالتالي فهو الإنسان صاحب الأرض ، و الهوية و التاريخ الحقيقي ، فهو أولى بتولي السلطة بوطنه و على أرضه المغرب
أنذاك فكرت العصابة العلوية في خلق دسائس ، و إشاعات من بينها ما أطلقت عليه " الظهير البربري " ونشرها كالنار في الهشيم عبر إعلامها و مساجدها ، وزواياها و أضرحتها لتحريض الأمازيغ على عدم تعاملهم مع الفرنسين و الإسبان ، بل ضرورة مقاطعتهما و مقاومتهما مقاومة شرسة و فق ما يفرضه الشرع الديني ، حسب تفسيرات أبواق تلك العصابة العلوي ،أي عدم شرعية و شرعنة التعامل مع النصارى و اليهود ، من هنا رفض الأمازيغ بسذاجتهم السخيفة حتى تسجيل مواليدهم ، و أبنائهم ، و ممتلكاتهم بسجيلات المؤسسات التي كانت تحت الحمايتين الفرنسية و الاسبانية ، و اليوم هاهم يؤجون ضرائب تلك الأخطاء القاتلة ، حيث تنتزع القبيلة العلوية منهم أراضيهم و ممتلكاتهم الغير مسجلة، بل قرر الأمازيغ مقاومة الحماية مقاومة شرسة ، و من هنا تمكنت العصابة العلوية من ضرب عصفورين بحجرة واحدة ، إذ فرقت بين الأمازيغ و الحماية الفرنسية و الاسبانية ، و أحدثت قطيعة وشرخا بينهم ، كي تسود هي ، فعملت على تعليم أبنائها و أبناء أعوانها و خدامها و رعاياها و تدريسهم في المعاهد ، و المدرس ، و المؤسسات الفرنسية ، و الإسبانية و إعدادهم للتحكم في الشأن السياسي ، و الديني ، و العسكري ، و الأمني ، و الإداري ، و الإستراتيجي بالمغرب ، إذ أن العصابة العلوية أحلت لنفسها كل ما حرمته على الأمازيغ . وقد حصدت و لازلت تحصد ثمار ما زرعته منذ عهد تلك الحماية ، إذ أن عملاء الحماية الفرنسية و الإسبانية ، وأحفادهم هم من حكموا و لازالوا يحكمون إلى حد الأن بالمغرب. لكن الغريب في الأمر أن هؤلاء الخونة من مدوني التاريخ بالمغرب يوهمون الجميع بأن العلوين مقاومين للفرنسين و للاسبان إبان ممارسة نفوذهما على المغرب ، إذ كيف لأي عاقل أن ُيصدق تلك الخُرافة ، الشبيهة بخُرافة إشاعة " ُظهور" صورة المجرم " محمد الخامس " على سطح القمر، كيف يتم تصديق ذلك إذا كانت كل من الحماية الفرنسية و الاسبانية قد حلتا بالمغرب بطلب ، و بإلحاح و رغبىة من العصابة العلوية نفسها ، فكيف لهذه العصابة نفسها أن تقاوم حُماتها؟؟؟
لقد تمكنت العصابة العلوية على تحريض الأمازيغ لمقاومة تلك الحماية بوازع ديني ، فيما تعاملت هي مع نفس الحماية لتأسيس ترسانة قانونية فرنسية إسبانية حُكم و لازال يُحاكم بها المغاربة إلى حد الساعة ، تلى ذلك تسليمها السلطة من يد الحماية بخُرافة ما يُسمى بالإستقلال سنة 1956 ، ثم إنشاء مؤسسات ُصورية ُسميت بالمؤسسات التشريعية ، و التنفيذية ، و القضائية كالحكومة ، والبرلمان و القضاء ، و المجالس القروية و الحضرية و المهنية وغيرها من المجالس و المؤسسات الصورية ، و المزورة ، و الشكلية التي لا ُتمثل الشعب المغربي في شيء ، بل تم إنشائها لتحل محل كل من الحماية الفرنسية و الإسبانية في حمايتها للعصابة العلوية الحاكمة ، ولسلطتها الإجرامية المطلقة.
و بالتالي فكل شيء صدر عما هو غير شرعي فهو بالضرورة غير شرعي ، لأن كل تلك المؤسسات و ما رافقها من ترسانة قانونية فهي مؤسسات مزورة فاقدة للشرعية الشعبية ، فكل ما صدر عنها و منها فهو غير شرعي ، إذ أن كل القوانين بالمغرب سواءا المتبقية عن الحماية الفرنسية و الاسبانية ، أو الصادرة عن مؤسسات العصابة العلوية المزورة فهي قوانين جائرة باطلة لا يجب إحترامها ، و الإنصباط لها ، و من هنا تبدأ دائما المعركة مع العصابة العلوية
إن كل الهزات و الإنتفاضات الشعبية التي عرفها و لازال يعرفها المغرب عبر مختلف مناطقه ، مبنية أساسا عن قاعدة " كل شيء صدر عما هو غير شرعي فهو بالضرورة غير شرعي" فلما ينتفض الشعب المغربي ، فإنه ينتفض علانية ضد ما ُيسمى بالمؤسسات ، إعتبارا أنها صورية مزورية و غير شرعية ، وضمنيا ضد العصابة العلوية الفاقدة للشرعية و العميلة للحماية الفرنسية و الإسبانية ، لكن الُمُفارقة ما بين ما هو علني و ما هو ضمني في انتفاضة الشعب المغربي ، هو أن الجماهير الشعبية تنتفض رافضة ضمنيا و بالأساس لحكم العصابة العلوية ، لكنها تخشى القمع الشرس و العذاب ، و القتل ، و سفك الدماء في حالة إعلانها علانية ، و مطالبتها مباشرة بإسقاط حكم العصابة العلوية المسير من قبل الملك المفترس ، و هذا الأخير يُدرك الأمر عبر ُمختلف أنواع ُمخابراته ، وعُملائه ، و أعوانه ، حيث يلجأ عبر إعطاء أوامر صارمة لسلطاته إلى شن اعتقالات و اختطافات و اغتيالات للتي تمس بالأساس رموز تلك المظاهرات ، و قمع كل المتظاهرين ، لوضع حد بسرعة لتوسع تلك المظاهرات ، و امتدادها لتشمل ، وتشل كل مناطق المغرب ، عندها يصعب أمر قمعها ، لاعتبارات عديدة أهمها خوف و تخوف العصابة العلوية من تدويل الأمر، و هو ما بدأ يحدث مع إنتفاضة أمازيغ مدينة الحسيمة
في 7 أكتوبر 1958 انتفض أمازيغ الريف ، حيث طالب المنتفضين بمطالب من ضمنها إجلاء جميع القوات الأجنبية عن المغرب ، ، حل الأحزاب السياسية ، اختيار الموظفين المدنيين من السكان المحليين ، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، عودة محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى المغرب، ضمان عدم الانتقام من المنتفضين ، اختيار قضاة أكفاء ، ، تقديم المجرمين للعدالة ، خلق برنامج طموح ضد البطالة ، إحداث منح دراسية للطلبة الريفيين ، ، بناء مزيد من المدارس في القرى ، فتح ثانوية أو مدرسة عليا في الحسيمة... و هي تقريبا نفس المطالب التي رفعها الأن المنتفضون الأمازيغ بالريف و نحن في سنة 2017 ومن ضمنها رفع العسكرة عن مدينة الحسيمة خاصة و الريف عامة ، إحداث معامل و فرص الشغل لأبناء المنطقة ، إنشاء مستشفى لعلاج داء السرطان بالمنطقة ، تشيد جامعة بالمنطقة ، و هي مطالب اجتماعية بسيطة ، لا يتطلب إحداثها صرف درهم واحد لا من جيوب المواطنين و لا من ميزانية المهلكة " الدولة " ، لأن هناك أموال باهضة تم منحها لمدينة الحسيمة من مختلف دول العالم إبان تعرضها للزلازال المدمر، لكن تلك الملايير تم نهبها من قبل العصابة العلوية و خدامها الخبراء في النهب ، و السرقة ، و الإختلاس
إن عدم الثقة المتبادلة بين كل من العصابة العلوية الفاقدة للشرعية ، وبين الشعب المغربي الرافض للعلم " راية " و لحفدة الجنيرال الفرنسي " اليوطي " هو العامل الحاسم في قمع أي مظاهرة أو انتفاضة أو حراك شعبي بالمغرب ، لأن خروج الجماهير الشعبية للشارع بالمغرب لا يعني بالضرورة مطالبتهم بمطالب اجتماعية ، بل هم يرفعون تلك المطالب الإجتماعية للتعبير عن غضبهم أتجاه العصابة العلوية الحاكمة ، و هو ما تعتبره هذه الأخيرة بمحاولة زعزعة عرش الطاغية المفترس ، وذلك في إطار إنعدام الثقة بين الطرفين .
كما أن العصابة العلوية تستغل الصراعات الدولية ، و ما يحدث في العالم من أحداث إرهابية ، أو تهريب للمخذرات ، أو الهجرة السرية ، حيث تتاجر تلك العصابة العلوية في كل القضايا لتحقيق أرباح مالية ضخمة ، و ابتزاز دول العالم ، رغبة منها في ضمان بقائها على العرش بكل الوسائل . فقد تتاجر في المخذرات عبر مهربيها ، فيما تعتقلهم ، تصنع الإرهابيين الإسلامين و قد تعتقلهم ، تدعم المهربين و تجار الهجرة السرية و قد تعتقلهم و ذلك كلما تطلبت مصالحها في تعامها مع المنتظم الدولي ذلك ، كما أنها تلفق التهم للمنتفضين و المتظاهرين ، و للمعارضين لها من بينها تهم الرغبة في الإنفصال ، التعامل و التخابر مع ما تسميه بالجهات المعادية ، ثم الإنتماء لمنظمات إرهابية ، أوالترويج للمذهب الشيعي و التشيع ، أي تلفيق و توزيع تهم تتماشى مع ما ُيشغل بال العالم من إرهاب سني ، و تحدي شيعي ، و مخدرات و هجرة سرية ... و كلها تهم ُملفقة ، ُمفبركة الظاهر منها إبتزاز دول العالم ، و كأن أعين العصابة العلوية ياقظة لا تنام للسهر على حماية العالم و مصالحه ، و الخفي منها هو إظهار للعالم على أنه لا شرعية لأحد أخر بالمغرب بإمكانه ضمان استقرار المغرب ، و حماية مصالح تلك الدول سوى شرعية تلك العصابة العلوية ، لكن الهدف الأساسي من كل هذا هو ثني العالم عن عدم حشر أنفه في الشأن الداخلي المغربي ، مادامت كل تلك التهم متطابقة مع ما تحاربه دول العالم ،
إن المغرب لم و لن يعرف استقرارا عبر تاريخه ، فالإستقرار المتحدث عنه شبيه بسد مملوء مقابل للإنفجار في أي لحظة ، لأنه استقرار مبني أساسا على الإفتراءات ، و الأكاذيب ، و الُخدع ، و المكر و الخيانة ، و هو محكوم بالمقاربات الأمنية القمعية ، حيث الإعتداءات ، و الإعتقالات ، والإختطافات ، و الإغتيالات الممنهجة ، و المحاكمات الصورية ، و العمل على ردع الإنسان المغربي بنشر البطالة لفتح المجال أمام الزبونية و المحسوبية ، والرشوة ، و نشر الفساد بكل أشكاله ، و الإجرام ، و الظلم و الطغيان لإرهاب الإنسان المغربي ، و تهديده في حياته و أمنه ، ثم ثقل متطلبات العيش و الحياة كغلاء المعيشة ، و الرفع من سومة الكراء ، و الابتزاز عبر الرشوة للتساهل مع نشر دورالصفيح و القصدير في انتظار تحطيمها على رؤوس ساكنيها في أي لحظة من قبل السلطة ، و هي سياسة " جوع كلبك يتبعك " التي كان قد نهجها و دعا إلى ممارستها المجرم السفاح " الحسن الثاني "
خلاصة لا يمكن للمغرب أن يعرف استقرارا سياسيا ، و أمنيا ، وعسكريا إلا إذا تحققت الديمقراطية الفعلية ، و حقوق الإنسان ، و نزاهة القضاء ، وسيادة العدل ، و الحرية ، و احترام كرامة الإنسان المغربي ، و تجفيف منابع الفساد بكل أشكاله ، و محاسبة كل من يمس بالقيم الإنسانية التي تتمتع بها شعوب الدول الديمقراطية ، و لن يتحقق ذلك بالطبع إلا بالحسم النهائي و القضاء على العصابة العلوية الحاكمة بالمغرب ، و على رأسها المفترس محمد السادس ، و بناء جمهورية مغربية ديمقراطية تتسع أرضها للجميع.
علي لهروشي
مواطن هولندي
أمستردام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة