الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف العضوي والمثقف المأزوم

احمد عناد

2017 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


المثقف العضوي
والمثقف المأزوم
بين تقديم كرامشي والواقع
اما ان تكون على خطاي او ضدي
ربما تناولت القضية في اكثر من مرة لكن كل مرة بوجه نضر علنا نستفيد منها خلافاً لما يقال اختلاف الرأي لايفسد للود قضية
التربية الاساسية للفرد وتعويد وتهذيب النفس على احترام الاخرين وافكارهم ومعتقداتهم شي مهم للفرد والحذر من الوقوع بالخطاء اكيد افضل من الوقوع بالخطا ان يحذر الفرد خيراً له من ان يتجاوز على الاخرين وهناك من الحكم ما تملاء بطون الكتب والعقول تحذر من الوقوع بالخطاء وتذوق الكلمات قبل اطلاقها خصوصاً ان وضعنا في حساباتنا ان لكل شخص طاقه معينة للتحمل تتفاوت بين شخص واخر فربما هناك شخص يرد مباشرة وهناك شخص له طاقة على تحمل الاخطاء من الاخرين وتكون هذه الطاقة بأقصى مديتها حين لم يكن من الطرف الاول اي خطاء او تجاوز ان كان فكري او لفضي .
وللاخطاء عناوين واحجام واعمار فربما يكون الخطاء من شاب من المؤكد لن تكون حسابته مثل ما تكون من بعمر الخمسين ربما يقول البعض ان الخطاء هو الخطاء اذا كان من صغيراً او كبير سيكون هذا الطرح مقبولاً من البعض ومرفوضاً من البعض الاخر
لاسباب متعددة منها ان تلتمس عذراً للصغير بصغر سنه وتجربته في الحياة وهذا من رقي الأخلاق حين تبحث لتعذر شخص مخطئ .
لكن ماذا عن الكبير والذي دارت عليه السنين وتجاربها انا هنا اتوقف واقول ان الشاب ممكن ان تكون اخطائه درسا له ولكنه يصر على تكرار الخطاء مرة بعد مرة رغم التنبيه .
لكن الكبير فاته درسها ولن ينفع ترويض نفسه عليها .
هذه الاساسية في التهذيب النفسي والتربوي تعكس شخصية الفرد في اي محفل يكون فيه وهنا اريد ان اتناول قضية الحوار واختلاف الراي .
الرأي متاح للجميع ولايستطيع ان ينكر احد رأيه في اي قضية مجتمعية او فكرية لكن في العلوم لايمكن ابداء الرأي الى من مختص وعلى البقية الاستماع لكون الرأي العلمي لم يأتي من فراغ بل من مختص كالطب كالفيزياء والكيمياء وكثير من العلوم . الا من امتلك الاختصاص بهذه العلوم او لمن امتلك المعلو مة البحثية .
في واقعنا نجد اليوم الكثير ممن يحاول ان يسوق نفسه كمثقف ونجد حقيقة مثقف امتلك الثقافة الأكاديمية وله مكانه الاجتماعي بين الناس وفجاء تجده تحول بين ليل وضحاها لبوق لايعرف غير ان ينال من الاخرين وهناك من وضع قدمه في أولى خطواته وأصبحت طريقته في ان يحاول ان يصنع له مكان وينال من هذا ومن ذاك بشتى الطرق ويحاول ان يصغر ما يقدمه الآخرون واصبح يرى نفسه متميزاً عن الاخرين .
وبين هذا وذاك ومي يسب ومن يشتم وبين من صعد لعرش اصبح السؤال ملحاً من هو المثقف الحقيقي هل هو النموذج الذي قدمه غرامشي هو صاحب مشروع ثقافي يتمثل في "الإصلاح الثقافي والأخلاقي" سعيا وراء تحقيق الهيمنة الثقافية للطبقة العاملة بصفة خاصة وللكتلة التاريخية بصفة عامة ككتلة تتألف في الحالة الإيطالية او لغيرها ان كانت التجربة ناجعه.
(وغرامشي يفكر من داخل السجن)
العمال بالشمال والفلاحين بالجنوب و"المثقفين العضويين" الذين لهم قدرة صياغة مشروع "إصلاح ثقافي وأخلاقي" وإرادة هزم الكتلة التاريخية القديمة المؤلفة من برجوازية الشمال وإقطاع الجنوب و"المثقفين التقليديين" أصحاب المشروع الفكري المحافظ والإيديولوجيا السياسية اليمينية المرتبطين بالكنيسة والإقطاع حينها ربما الكنيسة والمؤسسة الدينية موجودة لحد الان لكن بدل الإقطاع اليوم نجد الرأسمالية .
ام المثقف المأزوم الذي يحاول ان ينال من كل من حوله من اجل ان يصنع لنفسه مكان .
وهذا نجده في الكثير من الشعوب او المجتمعات
وهو انعكاس لثقافة هذه الشعوب .ربما لا نستثني احد من الحالتين .
سنرتقي حين نصل لهذه الثقافات في داخلنا ثقافتنا لاتعني ان لادين لي ولا معتقد او انا اشرب الخمر وذاك لايشرب وانا متدين .
ان نكون أنداد حقيقين في الرأي والطرح وان نكون مستمعين جيدين لمايطرح ونناقش بموضوعية لا ان نحطم ما يبنيه الآخرون لمجرد اننا نرغب بالتحطيم ان نشجع ان كنّا في مكان التشجيع وان نصحح او نزيد ولانكسر مجاديف الاخرين .
لا اريد ان اطيل لكن علينا ان نسموا بانفسنا ونضع امام اعيننا ان ان الاسائة للاخرين تسبب جرحاً لنحافظ عليهم كما نحافظ على انفسنا .

احمد عناد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا