الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الثورة الاشتراكية

فريدة النقاش

2017 / 11 / 22
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


قضية للمناقشة: عيد الثورة الاشتراكية


تحتفل كل القوى والأحزاب والمنظمات التقدمية شيوعية وإشتراكية على امتداد المعمورة بالعيد المائة لثورة أكتوبر الاشتراكية التي أدت إلى ولادة الإتحاد السوفيتي وتستمر الاحتفالات طيلة شهر نوفمبر الذي توجت فيه الثورة نضالها بالانتصار.
تتنوع أشكال الاحتفال بين الندوات وورشات العمل والمهرجانات وتتطلع فى الغالب الأعم لاستخلاص دروس القيام والسقوط.
وقد كان سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية زلزال نهاية القرن العشرين الذي وقع بعد سبعين عاما من الانتصار المدوي للثورة الاشتراكية، والذي كان بدوره زلزال بداية القرن الذي غير خريطة العالم، إذ بقى النظام الاشتراكي تحديا مستمراً للرأسمالية ونظمها التي أخذت تقدم التنازلات للنضال العمالي والتحرري بسبب إحتمال هزيمتها فى المنافسة المحتدمة مع النظام الاشتراكي، خاصة حين بدا فى ستينيات القرن العشرين أن التقدم الاقتصادي فى روسيا السوفيتية هو أفضل منه فى الولايات المتحدة الأمريكية.
يتجاهل نقاد الاشتراكية والشامتون بالاشتراكيين مجموعة من الحقائق الثابتة، وهم يواصلون التعتيم على كل ما مثلته الثورة الاشتراكية فى تاريخ الإنسانية فى سعيهم لتشويه وعي الكادحين وحشو عقولهم بأفكار زائفة حتى أن أحد مفكري الامبريالية الكبار هو « فرانسين فوكوياما « كتب كتابا يعلن فيه نهاية التاريخ بعد إنهيار المنظومة الاشتراكية.
أول هذه الحقائق التي يجرى تجاهلها هي أن الاشتراكية هي نظام جديد تماماً يشكل قطيعة شبه تامة مع كل ما سبقه من النظم، لأن هذه النظم السابقة قامت كلها بشكل أو بآخر على إستقلال الإنسان للإنسان، بينما كان الهدف الأساسي للإشتراكية ولايزال هو نفى هذا الاستغلال وتحرير الإنسان من كل ما يعطل إمكانياته، أو يقف حجر عثرة فى طريق سعيه للعدل والمساواة والعيش الكريم والحرية.
ولطالما وصف مفكرو الرأسمالية هذا التطلع الإشتراكي بأنه يوتوبيا وهم يتحدثون عن طبيعة ثابتة للإنسان لا تتغير أبداً تتأسس على الأنانية ومفهوم التملك.
ومع ذلك فقد رفض الاشتراكيون بكل مدارسهم وتوجهاتهم أن تكون هذه القطيعة مع النظم السابقة على الاشتراكية من عبودية وإقطاع ورأسمالية مبرراً للجرائم الكبرى، ولا أقول مجرد الأخطاء التي وقعت فى التجربة الاشتراكية الأولى فى تاريخ البشرية، ودفع كل الاشتراكيين ثمنها.
الحقيقة الثانية التي يتجاهلها الشامتون بالاشتراكية هي أن الرأسمالية التي تسود العالم الآن يتجاوز عمرها الخمسمائة عام، ورغم كل ما أنجزته من تقدم فى مجال العلوم على نحو خاص فإنها تواجه صعوبات بالغة، وتتعثر فى سعيها لفرض الهيمنة على العالم كله، رغم أنها تحتكر كل مكونات الثروة من وسائل الاتصال للأسلحة، ومن منابع المواد الخام إلى التقدم العلمي.
وتتفاقم فى ظل الهيمنة الرأسمالية على العالم مشكلات الفقر والجوع والهجرة رغم كل الآفاق التي يفتحها التقدم العلمي لإسعاد البشرية جمعاء، وهو تفاقم آخذ فى الإزدياد حتى أن أحد المدافعين عن الاقتصاد الرأسمالي كتب يقول إن الرأسمالية فى حاجة إلى من ينقذها من نفسها، إذ أن النقاش بدأ يدور الآن بين رأسماليتين، واحدة تحسن أوضاع البشر، وتبنى مجتمعات وتوطدها، فيما تشبع سوقها وتتعاظم أرباحها، وأخرى تنهش البشر والمجتمعات، وتنتهي بنهش نفسها، وبذلك تجري عملية تحطيم الوعود التي بشرت بها الرأسمالية العالم، إذ أن هذا العالم أخذ يزداد تعاسة.
أما الحقيقة الثالثة فتتعلق بطبيعة العون النزيه الذي قدمه الاتحاد السوفيتي لحركة التحرر الوطني فى القارات الثلاثة وهي تكافح للخلاص من الاستعمار القديم، ومواجهة الشكل الجديد للاستعمار الاقتصادي بعد إزاحة الاحتلال العسكري حتى أن الزعيم الجزائري « أحمد بن بللا « قال لو لم يوجد الاتحاد السوفيتي لكان علينا أن نخلقه.
فإذا سلمنا جدلا بأن الرأسمالية لاتزال تقوم بإنتاج البروفات حتى تطلق ما تسميه مشروعها الموعود الذي بشرت به البشرية، فإن البروفة الأولى للإشتراكية قامت بعد أن إستدرجتها النظم الأمبريالية عشية إطلاق سياسات الليبرالية الجديدة والتي يسميها الاقتصاديون التقدميون الرأسمالية المتوحشة إستدرجت الاتحاد السوفيتي إلى حرب النجوم التي إستنزفته ماليا وعلمياً وعجلت بالسقوط.
هذه فقط بعض الحقائق الكبرى التي يحق للإشتراكيين أن يفخروا بها، وهم يقولون مع صن يات صن أحد قادة الثورة الوطنية فى الصين هذا مجرد فشلنا الأول ونحن نتعلم دروسه، ونتجرع مرارته.
أما على صعيد الأفكار والقيم فإن تراثا غنياً أصفه بالقارة الشاسعة قد راكمته البشرية التقدميه على امتداد السبعين عاما التي عاشتها الثورة الإشتراكية الأولى. ليكون بوسع المناضلين المفكرين أن يخوضوا الصراع ضد الاستغلال فى كل مكان وهم مسلحون بالخبرة والفهم العميق الذي تساعدهم عليه المادية الجدلية التاريخية جنبا إلى جنب إرتباطهم بأحلام شعوبهم وتطلعاتها.
يتهمنا الرجعيون والمحافظون نحن الإشتراكيين أننا إنما نتشبث باليوتوبيا.
فلتحيا اليوتوبيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يحتفلون بالثورة بأن يبصقوا عليها !!
فؤاد النمري ( 2017 / 11 / 22 - 06:26 )
السيدة النقاش احتفلت بالذكرى المئوية للثورة البولشفية بأن كرمتها ببصقتين فأدانتها بالجرائم وليس الأخطاء فقط والبصقة الثانية هي الإقرار بهزيمتها في مواجهة الرأسمالية الإمبريالية
أقول للسيدة فريدة ولأمثال السيدة فريدة أن الشيوعيين ليسوا بحاجة لأمثالها كان لينين قد حذر من أخطارهم حيث قال في كتابه ال-الضريبة العينية- 1921 .. -يجب فضح أولئك الذين لم يدركوا بعد الدور الذي تلعبه البورجوازية الوضيعة في الإقتتصاد وأنها العدو الرئيسي للإشتراكية- - مكررا مفردة الرئيسي

البورجوازية لبوضيعة التي تحكم عالم اليوم في غفلة من التاريخ تقدم كل الشكر والإمتنان لفريدة لأنها جرمت البلاشفة وهو أفصى ما ترغب فيه البورجوازية الوضيعة حيث تدرجه المادة الأولى في دستورها
أما المادة الثانية في ذات الدستور فهي هزيمة الاشتراكية في مواجهة الرأسمالية برهانا على عجز الاشتراكية وهي البصقة الثانية للسيدة فريدة
ثمة سؤالان حديان ستعجز السيدة فريدة عن الإجابة عليهما ..
هل كان الاتحاد السوفياتي سينهار لو لم تكن هناك حرب عالمية تحمل وزرها وحيداً ؟
هل تفهم السيدة فريدة قرار أول مؤتمر للجي فايف في رامبوييه 1975

(يتب


2 - يحتفلون بالثورة بأن يبصقوا عليها !!
فؤاد النمري ( 2017 / 11 / 22 - 07:07 )
أول مؤتمر (G 5)
الذي قرر أن الأصل في القيمة هو النقد وليس البضاعة وهو ما يعني قطعياً انهيار النظام الرأسمالي الذي يقوم على أن أصل القيمة هو البضاعة التي تجسد العمل المختزن فيها
كيف لحصن الرأسمالية - سابقاً - الولايات المتحدة لا تستطيع أن تخدم ديونها دون أن تستدين ستويا ترليون دولار؟
وأن نصف موازنتها الاتحادية هي سندات صينية بالفائدة (1500) مليار ؟
وكيف هذا الحصن الرأسمالي مدين اليوم بعشرين ترليون دولار وكأن رأسماليته لم تعد تخلق نقوداً ؟
شيوعيو البورجوازية الوضيعة يتجاهلون أن الإتحاد السوفياتي كان أقوى دولة في العالم بعد الحرب مما سمح لحركة التحرر الوطني أن تفك الروابط من مراكز الرأسمالية وسد بالتالي منافذ فوائض الإنتاج في مراكز الرأسمالية وهو ما رتب انهيارها في السبعينيات
يلزمكم يا فريدة أن تكونوا ماركسيين أقحاح كي تدركوا انهيار النظام الرأسمالي في العالم في السبعينيات

حكايتي طويلة مع شيوعيي البورجوازية الوضيعة لكن أريدهم أن يعلموا أن الثورة البلشفية لم تمت وهي ما زالت تزلزل الأرض تحت أقدام البورجوازية الوضيعة التي بين صفوفها -شيوعيون- من أمثال فريدة وأحزاب -شيوعية- بحالها


3 - الأخلاق الوضيعة
طاهر مرزوق ( 2017 / 11 / 25 - 10:35 )
إلى الأخ فى الإنسانية/ فؤاد النمرى
لم أكن أتخيل أن أخلاقك الماركسية الشيوعية وصل بها الحد أن تتشبه بأخلاق نبى الإسلام الذى يتفاخر بها المسلمون!!!
مقال الأستاذة/ فريدة النقاش بدأته بعبارة -قضية للمناقشة-، أى أنها تدعو القراء أصحاب العقول المثقفة للحوار والنقاش وليس لألفاظ الردح والبصاق والأخلاق الوضيعة التى تعبر عن قائليها مع الأسف!!
تيقنت الآن أن العربى بثقافته الإسلامية، مهما تجددت ثقافته وتغيرت أيديولوجياته سيظل دائماً يحيا بأخلاق رسوله السابق حتى وإن كانت وضيعة سيظل محافظاً عليها لتفضح تخلف أخلاقه وثقافته الماركسية والشيوعية المكتسبة عن تغيير طباعه وسلوكياته الإسلامية السابقة.
نعم تيقنت أن المسلمين العرب فى هذه البقعة من العالم سيظلوا يتناحرون ولا يتناقشون فى قضاياهم الثقافية، ليظل التخلف والجهل الذى تم تشريعه منذ العام الأول الهجرى سارياً حتى اليوم حتى وإن عاش العرب بعد ذلك وتركه عقيدتهم ، سيظلوا أمناء على أخلاق وشريعة رسولهم الكريم.


4 - إلى المؤدب مرزوق
فؤاد النمري ( 2017 / 11 / 25 - 11:24 )
لي ثلاثة أعمام من الاكليروس المسيحي
وعندما حاصرني الحزب الشوعي والحكومة ودرت أشحد الخبز لي ولعائلتي لم يرأف بحالي سوى مؤسسة مسيحية
ولا أرى في النبي محمد سوى نصيراً للمساكين من الفقراء واليتامى
لقد أشرت إلى بصاق السيدة فريدة النقاش ولا حاجة بك لتحور المقال
على كل حال
شكراً لتنبيهي إلى الكلام الجارح
ولك أن تعلم أن البلاشفة لا يحسنون القول عن أعدائهم ولنا قدوة بلينين وستالين


5 - نصير الفقراء واليتامى
طاهر مرزوق ( 2017 / 11 / 25 - 12:45 )
أعتقد أن كلامى واضح وبالعربى الفصيح ولا يحتاج أن يُفهم منه أنه يتكلم من قريب أو من بعيد عن المقال ليقصد تحوير أى كلمة منه.
كلامى كان واضحاً جداً أى كان دفاعاً عن آداب الحوار المتمدن خصوصاً إنسان مثقف مثلك أحترمه وأقرأ كتاباته مثلما أقرأ كتابات الأستاذة فريدة النقاش لأتعلم من وجهات النظر المختلفة، فأن لا يهمنى أن القارئ العادى يكتب بعض الألفاظ الجارحة أو الوضيعة التى تطول شخص الكاتب، لأن هذه ثقافته الإسلامية الفطرية التى فرضت نفسها على الجميع، لكن هنا الوضع مختلف قل ما تشاء فى المقال بكل أحترام، لكن الأستاذ/ فؤاد النمرى بما أعرفه عنه كشخصية مثقفة كبيرة وقامة عالية بين المثقفين، هذا ما جعلنى أشعر بالإهانة مرتين: الأولى بتوجيهك كلمة الوضيعة للأستاذة والأخت فريدة، وهى ليست لفظة جارحة بل إهانة مقصودة ، والمرة الثانية أن الإهانة صدرت من أستاذ ومفكر كبير له منى كل التقدير، إهانة جعلتنى أشعر بأن فؤاد النمرى كاتب تلك الكلمات أهان وشوه صورة الأستاذ الكبير فؤاد النمرى الذى أعرفه من كتاباته الموسوعية.
شكرا لك


6 - السيد طاهر المرزوق
فؤاد النمري ( 2017 / 11 / 25 - 14:59 )
تعلير البورجوازية الوضيعة عو تعبير اقتصادي لا علاقة له بالأخلاق
وهو التعريب الدقيق للمصطلح الانجليزي
Petty-bourgeoisue
الذي يترجمه خطأً العرب البورجوازية الصغيرة

مع ذلك أرجو أن تعلم أن تعليقي على مقال فريدة النقاش هو استكمال لتعليقات عل انحرافها الخطبر عن النهج البولشفي وقد وصفته برأسمالية الدولة قبل 15 سنة

أخي طاهر المرزوق لا ترأف بالمنحرفين عن النمهج اللينيني !!

اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال