الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معايير التكفير بين الأمير و الفقير

ماهر رزوق

2017 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للتوضيح أولاً ، أود أن أبين أن ما أقصده بالفقير هو كل من افتقر إلى أي مكانة مرموقة (سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً) و الذي ليس لديه ظهر يستند عليه إذا ما تكاثرت عليه التهم الجاهزة و المعدة مسبقاً لكل مختلف و ثائر ... ثانياً : لفظة الأمير هنا أقصد بها الأمير الداعشي الحقيقي أو الأمير المتخفي باللباس الرسمي (السياسي أو الديني)

أما معايير التكفير ، فللأسف لا يمكننا الإحاطة بها ، لأنها كالهلام تأخذ شكل المكان الذي تستخدم فيه ... فيمكن تطبيقها في أي مكان يريده الفقيه أو الشيخ الذي يسمح له هو فقط استخدامها ...
و للغرابة فهي أيضاً صلبة كالفولاذ ، و لا يمكن استخدامها إلا في أماكن محددة و ذلك أيضاً تبعاً لأهواء الفقيه و الشيخ المصرح له بذلك !!

فهي ببساطة : كل المغالطات المنطقية الممكنة التي تساعد مدّعي التدين و الأخلاق على تحقيق مصالحهم الشخصية أولاً ، و كذلك مصالح الدول الإرهابية الداعمة لهم ثانياً ...

نلاحظ الفصام و التناقض الهائل في تلك المعايير عندما يخرج لنا شيخ ما (فشل دراسياً و اجتماعياً فكان الدين سبيله الوحيد لتوكيد الذات و لفت النظر و كسب الاحترام) ليكفّر أحد المفكرين المعاصرين ، فقط لأنه ارتكب إثم إعمال العقل و طالب بتجديد الفكر الديني و هندسة الخطاب الديني بما يتناسب مع متغيرات العصر و متطلباته ...

وهذا الشيخ نفسه يناقض نفسه و يستسخف عقول المستمعين له ، عندما يرفض تكفير أمراء داعش و توابعهم ، بحجة أنه لا يمكن تكفير من نطق بالشهادتين علناً و أدى فروضه الدينية !!

إذا مهما ارتكبنا من جرائم (قتل و اغتصاب و سرقات) كلها لا تعتبر من الكبائر و يبقى الشخص مسلماً و موعوداً مثل باقي المسلمين بالخلود في الجنة الموعودة !!
طبعاً مع مراعاة وجود فترة قصيرة يقضيها ذلك المجرم في جهنم كعقوبة على تلك الأفعال الشنيعة ، أي ما يشبه قرصة الأذن التي يمارسها الأب على ابنه للتعبير عن انزعاجه من تصرفات الولد !!

كيف لهذه المجتمعات (حكومةً و شعباً) _التي تسمح لهؤلاء البلهاء أن يخرجوا على وسائل الاعلام و يبثوا سمومهم في عقول البسطاء ، و تمنع كتب المفكرين و تحاربهم بقوانين تشبه إلى حد كبير معايير التكفير التي سبق ذكرها_ أن تتخلص من تخلفها المزمن الذي طال أمده و الذي أصبح كالعين المقلوعة واضحاً للقاصي و الداني ، و يساهم إلى حد كبير في خضوعها للمجتمعات المتقدمة و تبعيتها لها ، بل و حتى لعبوديتها على كل المستويات و الأصعدة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا