الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يضيق الحال بالقصائد

مالكة حبرشيد

2017 / 11 / 27
الادب والفن


يكفي أن اغتال الأصوات
للهواجس أفسح المكان
فوق المسافات العابرة دوني
أرقص
بهلوانا يقفز على أسلاك الموت
الصور حولي تضحك
مستفزة صبري
وهي المنتصبة دوما
على الجدار
الملتحفة بالذكريات
المنتعشة بانتصارها على عقارب الوقت
لا تغير مطارحها
مهما تزاحمت الوجوه
وحدي أنا
تتقاذفني المحطات
والفراغ يعتاش على الزمن المتقلب
بين الحقن المهدئة
وحروف الأبجدية
كلما ضاق الحال بالقصائد
ارتشفتْ فنجان حليب بارد
طقطقتْ القلم
لتقول للعتمة
أنا هنا
تشتم القهوة
وما فعله الكافيين بأعصاب الشعر
حين طلب اللجوء إلى بياض الكأس

قلب الأوراق في كتاب منسي
قد يمنح اللحظة معنى
يدفع العقارب عكس اتجاه الريح
أو عكس اتجاه الوهم
لا فرق
مادام الوهم رفيق الريح
وقد يشعرك بنبضات ثقيلة
طالما تجاهلتها
لتعبر المتاهة
دون مزيد من الخسائر
لا بأس من الجلوس قليلا أمام التلفاز
: مؤيد للمنتصر
متعاطف مع المنكسر
جالب الحظ للتعس
قاريء الفنجان للعانس
ومفتي الديار
بما يصلح حال الأمة
بعيدا عن أنيميا الوعي
وحمى الفكر الحداثي المتخم
في مطاعم الماكدونالدسا

التلفاز يغرق في الوحل
ولا يلوث الشاشة
يحافظ على اللمعان
لتجيد الأدمغة جمع الأزبال
مخلفات الطاولات المستديرة
هكذا
يكسب المزيد من الجلال
من العيون الراصدة
لحلقات الحب في المنفى
العشق المترف في الزريبة
والقتل المباح على الأرصفة
حين يستعصي اللقاء
بين خلود ومنتصر المنهزم
تكون العمامات جاهزة
لإصدار فتوى طازجة
تفك مشكلة إرضاع الكبير
وابتلاع الصغير

كل شيء جائز
على شاشاتنا
واجب حتمي في بيوتنا
كل شيء مباح
ولا شيء حرام
كل شيء حرام
ولا شيء مباح
فالليل وجبة عسيرة الهضم
الظلام أجراس شؤم
ولكل وجهة هروب
حتى انبلاج الهزيمة
!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع