الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جدارية محمود درويش

كاظم الفياض

2017 / 12 / 2
الادب والفن


مع جدارية محمود درويش
أسم إشارة + المشار إليه >> المكان المغيب >> التطلع "هناك" إلى "السماء"
كاظم الفياض: (فضاء الذئب الميت -4-)
وغوايتنا هذه ،
إنها فسحة للأراضي الكثيرة
حول مقابر كنّا لها آفة ، أو رخاما
مشيرا إلى قمة لا أراها .. هناك تكون السماء أرقّ ، وأجمل
**
محمود درويش: (جدارية)
هذا هُوَ اسمُكَ /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيد.
________
إشارة لأولى: الفياض كتب قصيدته وعمره 22و23 سنة. وكتب درويش قصيدته في سنة وفاته، عن 66 عاما.
إشارة ثانية: أبيات الفياض تكاد تكون الأخيرة من كامل القصيدة! وأبيات درويش مفتتح قصيدته الطويلة.
تفسير متعسف: {هذا هو اسمك/} "على شاهدة القبر".
تفسير متعسف: {قالت امرأة، / وغابت في الممرّ اللولبي... }الحضور والغياب يحددهما المتحدث! فإن كان ميتا فالغائب الحي، وهو هنا "المرأة" و "الممر اللولبي" جملة تشبه نوعا ما جملة الفياض " أتأنى عادة حين أمرق من تجاويف اللحظة" من مجموعة "قبر الحيوان"
_________
التحول>> الحلم أو أمنية>> انتباهة
درويش :
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني

كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ
**
الفياض من مكان آخر في القصيدة، وبما يناسب قول درويش "في متناول الأيدي" مع حفظ وحدة المقطع وإن من أبياتها من لا يخدم موضوعنا:
تلك انحداراتها
ومشيئتنا تلك
لكنّ ماء العيون سواء الشعاب وأعلى الجبال ورأسي
إذن ميتا لا يقوم يقود الجبال إلى آخر الأرض حيّا
إلى جوهر الرأس حيّا
إلى دمعة في ركام من الأمنيات تغوص
هكذا نبدأ الصحو: أعلامنا رفرف في رياح تريد الرياح
____________

ملاحظة : تنتهي القصيدة بجملة " أعلامنا رفرف في الرياح" وقرأت إنّ شاعرا شابا من فلسطين يقول إن درويش سرق منه جملة: "راية في الريح"
**
درويش ونحن معه في مقطوعته الأولى بيتا بيتا دون عبور:
كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ .
الفياض:
اهبطي من جحيمك أيتها المرثية

واغفري لمدائحنا ما تقول عن الأمنيات
تقول: "غدا سيكون لنا ما نريد
____________
ملاحظة : سيقول درويش " سنكون يوماً ما نريدُ” ويكرر مرارا ” سأَصير يوماً ما أُريدُ"
ملاحظة: قول درويش: " الفلك الأخير"
يقابله لدى الفياض وفي سياق متسلسل الأبيات، ومتصل مع الأبيات السابقة:
يكون انبساط السماء
يكون ارتقاء الصخور
تكون الحجارة ماء
تكون الغيوم هباء
يهبّ العراء- العراءُ على كلّ شيء يهبّ –
تقوم الأراضي بلا كوكب
وتشعّ السماء بلا ظلمة أو نهار
**
الفياض:
هنا يمتطى ما وراء وما سيصير قديما
هنا نتلكؤ في ردم هذا
ولا أرض في كل هذا
إذا ما استطعنا عبور النجاة إلى غيمة في أعالي السماء
نخيرها جهة جهة ثم نذهب كيما نقرر ما سوف يحدث
قد يحدث الآن هذا الذي ستؤول إليه مصائرنا بعد حين
درويش:
..
وكُلُّ شيء أَبيضُ ،
البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم
أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي
فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :
(( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))
ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،
أَنا وحيدُ …
..
**
مدخل المصائر أو باب القيامة . عدم الشعور بالألم . نفقد نحن والأشياء ثقل تجسدنا ..
الفياض:
فمن أيما مدخل سوف ندخل بهو مصائر
لا تعتري روحنا تحت أضراسها رعشة الجدّ
أو تمّحي مثلما نهبط السفح
تاركة فيه أشياؤنا ومضة
ومضة قد يجيء بها الليل إلّا إذا حلّ قبل الأوان النهار .
درويش:
..
لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .
لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا
أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ
الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :
أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ
الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ
هنا في اللا هنا … في اللازمان ،
ولا وُجُودُ
..
**
الفياض: (قبر الحيوان/ العالم برهة)
البراءة ليست يدا
ولا العشب فكرة
سئمت غناء المنجل يجزّ عشب البرية الممتلئ بالإيمان
تاركا الشرّ ينبت في كل أرض
وقد نبت في كل أرض
وقد شغلني ما أراه عمّا أتذكره
عندما حملتني مياهك المتفجرة من عين التضرع
على مركب الطهر الراسخ في النور

درويش:
سأصيرُ يوماً ما أُريدُ
..
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها
إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ …
كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من
تَفَتُّح عُشْبَةٍ ،
لا القُوَّةُ انتصرتْ
ولا العَدْلُ الشريدُ
..
سأَصير يوماً ما أُريدُ
..
**
.الفياض:
لكننا قد هبطنا جميعا
هبطنا جميعا وما كان عند خرير المياه
سوى طلل حام طائره ، ثمّ شاه
هكذا نبدأ الصحو
أعلامنا رفرف في الرياح .


سأَصير يوماً ما أُريدُ
..
سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
الطريدُ .
..
سأَصير يوماً ما أُريدُ
**
الفياض (فضاء الذئب الميت -3-) :
إذ ضلَّ اسمي في الطريق إلى صميم البيت
درويش:
هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !
لا تختلفْ مَعَهُ
...
يا اسمي: أَين نحن الآن ؟


**
الفياض (فضاء الذئب الميت-4-)
تقول: "غدا سيكون لنا ما نريد
درويش:
سنكون يوماً ما نريدُ
**
الفياض (فضاء الذئب الميت-3-)

وهواي نافذة تطلّ على حريق أو على طرق
تسير من النهاية ، من بداية مبصر
ثابت إليه العيس
واصطدمت به فلك بأضراس الرمال
فكانت الرؤيا سلالم نحو مجد نافذ يلهو به رزق الغمامة .
أيها الموتى : " أفيقوا .. هذه أنعامنا ترعى على تلٍّ قريب من
ثآليل الجذور وباطن النعمى "
هناك
أنا هناك
درويش:
..
لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى
لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ
كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،
فلنذهب إلى أَعلى الجداريات :
أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ،
كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
وأَنا البعيدُ
أَنا البعيدُ
..
**
الفياض (فضاء الذئب الميت-3-)
أنا هناك
أنا هناك
درويش:
وأَنا البعيدُ
أَنا البعيدُ
**
الفياض (فضاء الذئب الميت -1-) :
أقول : لقد كان من واجبي أن أرافق قافلة
سوف تبدأ كالنور طور الفراشة بالنار .
كان عليّ محاججة السرّ بالشك ،
والرحم بالطفل
أن أرأب الشق بالماء ! قبل انهمار الحجارة ...حتى بكيت
وهاأنذا عائم فوق ذنبي أباهل قلب الحضارة
درويش:
في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ
الساحل السوريّ من طول المسافةِ ،
واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على
طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ
صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ :
عُدْنَ إلى السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ
..
**
الفياض (فضاء الذئب الميت -1-) :

والجمع من حولي الآن ، هذا العناء يرفّ بقايا النسيج .
أنا مورق في النشيد ،
ولكنني يابس في الأداء .
أهيل عليّ من الزمن الميت البعث ، ليس الخلود !
درويش:
..
قال الصدى :
لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء
على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ
ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ،
أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى .
فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ
..
**
الفياض (قبر الحيوان/ الشهاب) :
الشهاب الذي لمع في بداية الهواء
لم يضئ غير نفسه
سارعت إليه الظلمة
تفشى في وضوحه الكتمان
وصار منسيا إلى الأبد
درويش:
..
قال الصدى :
وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ
من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد
بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلى
السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ
نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ،
وانكسر النشيدُ
..
______________
تفسير متعسف: في هذا المقطع يشكو درويش الذي يسمي نفسه " الصدى" من تردد الصوت القادم من بابل بين الإيقاع والنثر! إضافة لما يعانيه من مرضه العضال.
**
الفياض (شجرة البمبر) :
الحقيقة رؤى ممكنة
هل تتحرك الحدود فيتداخل المشهد
وتكون الأشياء جزءا من غيرها
وأكون شيئا في غيري
أنا هي
أنا فقط
هي أنا
أرى وأشارك

درويش:
لا شيءَ
ممَّا كُنْتُ أو سأكونُ . تنحلُّ الضمائرُ
كُلُّها . ” هو ” في ” أنا ” في ” أَنت ” .
لا كُلٌّ ولاجُزْءٌ . ولا حيٌّ يقول
لميِّتٍ : كُنِّي !
**
الفياض (فضاء الذئب الميت -1-) :
أقول : " المساءُ وراء المساءِ ،
ونجمته مقفل بابها ،
والسماء تمدّ معابر عامرة بالحمائم حتى اشتعال الغروب "
أقول : " أمام الدوالي ، تحت الشموس عيون الأحبة مشرقة ،
والزمان صديق قديم "
ولكنني ذائب في السديم
أرى ما يرون !
وأبكي لكي يحفظ الدمع عينيّ من جمرة العشق .
درويش:
..
.. وتنحلُّ العناصرُ والمشاعرُ . لا
أَرى جَسَدي هُنَاكَ ، ولا أُحسُّ
بعنفوان الموت ، أَو بحياتيَ الأُولى .
كأنِّي لَسْتُ منّي . مَنْ أَنا ؟ أَأَنا
الفقيدُ أَم الوليدُ ؟
..
الوقْتُ صِفْرٌ . لم أُفكِّر بالولادة
حين طار الموتُ بي نحو السديم ،
فلم أكُن حَيّاً ولا مَيْتاً،
ولا عَدَمٌ هناك ، ولا وُجُودُ
..
الفياض (رأسي ليس خاملا) :
أنا ظل عوسجة منحن على نفسه

درويش :
تركتُ ظلِّي عالقاً بغصون عَوْسَجَةٍ
**
الفياض (حدائق جافة) :
ادخلي السهل
نصف إغماضة ثمّ يممي شطر الخراب
ما اسم من أنطقه وأنا هو وأبشر بغزو نفسي
أنت غير الماء
وأنا غير الهواء
يمخرنا السكون الذي يشع منك
وأنا سمعك
ارجعي زبر الحديد إلى فمي
أوقفي تناسل أعوامك على وجهي
درويش :
..
الأرضُ عيدُ الخاسرين [ ونحن منهُمْ ]
نحن من أَثَرِ النشيد الملحميِّ على المكان ، كريشةِ النَّسْرِ
العجوز خيامُنا في الريح . كُنَّا طيِّبين وزاهدين بلا تعاليم
المسيح . ولم نكُنْ أَقوى من الأعشابِ إلاّ في ختام
الصَيْفِ ،
أَنتِ حقيقتي ، وأَنا سؤالُكِ
لم نَرِثْ شيئاً سوى اسْميْنَا
وأَنتِ حديقتي ، وأَنا ظلالُكِ
عند مفترق النشيد الملحميِّ …
ولم نشارك في تدابير الإلهات اللواتي كُنَّ يبدأن النشيد
بسحرهنَّ وكيدهنَّ . وكُنَّ يَحْمِلْنَ المكانَ على قُرُون
الوعل من زَمَنِ المكان إلى زمان آخرٍ …
..
**
الفياض( الشرخ) :
الراحلون النائمون وكنت أعني صاحبي
تركوا البراءة في المدارس
والرمال على الصحارى
درويش :
فاتركوا وَرْدَ
الكنائس للكنائس والعرائس /
أَيُّها الموت انتظر !



ا**
لفياض (الشرخ):
كان موتي كائنا كالكائنات
درويش :
كأنَّكَ المنفيُّ بين
الكائنات
**
الفياض (أغنية إلى س شديدة الصمت) :
تدلت حنطة روحي وجاع الجراد
درويش :
وأُوزِّعَ القمح الذي امتلأتْ به رُوحي
على الشحرور حطَّ على يديَّ وكاهلي
**
الفياض ( العالم برهة) :
أسمع صوت الروح يصعد في نسغ الشجرة
أسمعه في ملح الأرض
يشرب الضياء المنسكب من الشمس
أسمعه في مرونة الثيل حين يصعد مطمئنا على فم الخروف
درويش :
وأُودِّعَ الأرضَ التي تمتصُّني ملحاً ، وتنثرني
حشيشاً للحصان وللغزالة .
**
الفياض ( أجراس الفصول الثلاثة) :
هنا كل شيء على حاله
ما عداك
وما خلتك الآن تحيين إلّا كما كلمة
أو صدى كلمة
طارئ كل ما حولها
درويش:
أَخاف على لغتي
فاتركوا كُلَّّ شيء على حالِهِ
وأَعيدوا الحياة إلى لُغَتي !..
**
الفياض (ضجر) :
ويأتي الحمام
ونذهب دون رجوع إلى لغة تتمغنط
درويش :
أُريدُ الرجوعَ فَقَطْ
إلى لغتي في أقاصي الهديل
**
الفياض (ضجر) :
كنت أنظر، ما هذه لغة لم أكنها
درويش :
كُنْتَ تهذي طويلا ً ، وتسألني :
هل الموتُ ما تفعلين بي الآنَ
أَم هُوَ مَوْتُ اللُغَةْ ؟
**
سأوجز مكتفيا، وأنهي مع مقطعين متتاليين، ولهما موضوع واحد من الجدارية، حتى يمكن عدهما قصيدة بذاتها، ويمكن اعتبارهما نموذجا لطريقة كتابة كامل الجدارية!
ذات متضخمة سوداوية + تل + معلم مائي (نهر أو ينبوع) + وسيلة نقل (سفينة أو حصان) >> وصف المتكلم لشبكة العلاقات الناجمة عن كل هذا >> الاقتراب من الموت ( قرصان أو سيارة إسعاف)
الفياض (قبر الحيوان/ حدائق جافة)
أنا أرتجف
الظلام يرتجف
محض خراب هو أو ضوء محض
أرى نهرا عاليا
وقطيع حدائق جافة يهبط التل
أرى قطيعا متواصلا من العبث يخرج من ثيابي
أنا صاحب السفينة التي يعذبها الموت
مرساتها في يدي وعلى متني حبالها
بيني وبينها الريح
وتحتي وتحتها الماء
ادخلي السهل
نصف إغماضة ، ثمّ يممي شطر الخراب
ما اسم من أنطقه وأنا هو وأبشر بغزو نفسي
أنت غير الماء
وأنا غير الهواء
يمخرنا السكون الذي يشع منك
وأنا سمعك
ارجعي زبر الحديد إلى فمي
أوقفي تناسل أعوامك على وجهي
أنا سندانك وأنت جيشي
أنت كمن يده حبل حول عنقه أنت لي.
يعذبني النمل الذي يسيل على خشب الصارية
تعذبني ثقوب جدرانك
تحت قدمي الماء الذي يحملك
وفي يدي مبخرة قديمة ( كان
أمامي القرصان يئن
وكنت أنا في قبر من خوف...)

درويش :
..
وأَنا أَنا ، لا شيء آخر
واحدٌ من أَهل هذا الليل . أَحلُمُ
بالصعود على حصاني فَوْقَ ، فَوْقَ …
لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ
فاصمُدْ يا حصاني . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ

أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ . فانتصِبْ
أَلِفاً ، وصُكَّ البرقَ . حُكَّ بحافر
الشهوات أَوعيةَ الصَدَى . واصعَدْ ،
تَجَدَّدْ ، وانتصبْ أَلفاً ، توتَّرْ يا
حصاني وانتصبْ ألفا ً ، ولا تسقُطْ
عن السفح الأَخير كرايةٍ مهجورةٍ في
الأَبجديَّة . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ ،
أَنت تَعِلَّتي وأَنا مجازُكَ خارج الركب
المُرَوَّضِ كالمصائرِ . فاندفِعْ واحفُرْ زماني
في مكاني يا حصاني . فالمكانُ هُوَ
الطريق ، ولا طريقَ على الطريق سواكَ
تنتعلُ الرياحَ . أَُضئْ نُجوماً في السراب !
أَضئْ غيوماً في الغياب ، وكُنْ أَخي
ودليلَ برقي يا حصاني . لا تَمُتْ
قبلي ولا بعدي عَلى السفح الأخير
ولا معي . حَدِّقْ إلى سيَّارة الإسعافِ
والموتى … لعلِّي لم أَزل حيّاً /
..
كاظم الفياض
بغداد
1/12/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق