الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسوع يعلن مسئوليته

جهاد علاونه

2017 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإنسان بطبعه لا يحب أن يتحمل المسئولية, فهو على الأعم الأغلب يتهرب منها وهو طفل صغير وأيضا وهو شاب وأخيرا وهو على حافة قبره, حتى أولادي غالبا ما أقول لهم: ابعدوا عني لا أريد أن أتحمل مسئوليتكم, نحن ضعيفون يا رب, مسئوليتنا أنت تحملتها وأنت من تطوع من أجل ذلك.

المسئولية صعبة جدا, حتى أننا كبشر من المستحيل أن نتحمل المسئولية أو نصل إلى مستوى تحمل المسئولية, ولا يوجد لا ملك ولا امبراطور يقدر على تحمل مسؤولية إشباع شعبه أو إسعاده أو إعطائه الصحة, ولكن من هو ذلك الذي جاء من الناصرة والجليل وبيت لحم ومشى وعلى ظهره الصليب في شارع الجلجلة(الجلجثة) وتحمل عنا المسئولية؟ وأعلنها صراحةً في شوارع القدس العتيقة!!!, إنه من المستحيل أن يكون بشرا أو امبراطورا أو ملكا يتوجه الفرس ويخلعه الروم أو ملكٌ يتوجه الروم ويخلعه الفُرس, أو بالتعبير الحديث ملكا تتوجه أمريكا وتخلعه روسيا أو تتوجه روسيا وتخلعه أمريكا.

جاء يسوع وافتدانا, واشترانا, الفداء بحد ذاته تحمل للمسئولية, الخروج من الجنة بفعل الخطيئة مسئولية, ولكن مسئولية من؟ إنها مسئولية أمنا حواء وأبونا آدم, ولم يستطع أحد من البشر أن يأتي ليتحمل أخطاء آدم وحواء إلا الرب نفسه, وأخيرا جاء مخلصنا.
الفداء+ الخلاص, كله تم بفعل نعمة الرب التي اكتملت علينا, افتداني وافتداك وخلصنا وتحمل عنا المسئولية, نحن هاربون دوما من المسئولية, إذا كان رغيف الخبز أنا شخصيا يعيقني إنتاجه أو إحضاره لي ولآل بيتي فكيف بي أن أقوم بتأمينه للجميع, أنا خالي من المسئولية, والمحكمة قد تعطينا حكما وهو (عدم تحمل المسئولية) ليس لأنني مجنون ولا لأن لي واسطة ولكن لأنني لا أستطيع أن أتحمل مسئولية صناعة وتأمين حاجيات الحياة, يسوع وحده من تقدم وملء أفواهنا وبطوننا, داوود كان ينظر إلى الجبال ويقول: من هنالك تأتي معونتي من عند الرب, هو معولنا ونتكئ عليه).
ما أجمل هذا الشعور أن يأتيك من يتحمل المسئولية عنك, لا لكي يحاسبك ويحملك المسئولية, المسئولية يتحملها من كان قد المسئولية ومن كان قادرا على تحمل المسئولية.

بيتي الآن يخلو من الدقيق ويخلو من الخضروات ويسوع وحده من يملأه لي, يسوع يتحمل مسئوليتي.

بيتي الآن يخلو من الحب ومن العطف ومن الحنان, يسوع يأتي مثل كل مرة ويملأه لي حبا وعطفا وحنانا, يسوع هو من يتحمل المسئولية وليس أنا أو أنت.
نحن غير قادرين على إطعام أنفسنا فكيف سنطعم غيرنا إلا أن يأتي يسوع ويعلن مسئوليته.

العالم كله يهرب من تحمل المسئولية, الأب يهرب من تحمل مسئولية البيت, الحاكم والحكومة تتهرب من مسئولية إطعام الشعب, الطبيب يهرب من مسئولية شفاء المريض, لا أحد يحب أن يتحمل المسئولية...حاول عزيزي القارئ أن تقف في الشارع وتسأل الناس هل تحبوا أن تتحملوا المسئولية؟ من المستحيل أن يقال لك نعم, نحب تحمل المسئولية, ولكن يسوع تحملها.

حمل عنا الصليب, يداه فيهما ندوب عيناه كالجمر وشفتاه ترتجف ودماءه تنزف وكل ذلك لأنه أراد أن يتحمل المسئولية, حمل عنا المسئولية بما في ذلك أخطاءنا.
أخطاءنا تحملها هو, إشباعنا تحمل مسئولية, ونحن دوما هاربون من تحمل المسئولية, أنظر صديقي إلى أي حادث سير, يحاول كل صاحب مركبة أن يزيل المسئولية عنه ويبعدها ويحملها للآخر, إلا يسوع جاء إلى الحادث وقال: الحق عليّ أنا وأنا أتحمل مسئولية أبنائي, أنا سعيد جدا لأن لي أب يتحمل مسؤوليتي, في الوقت الذي لم يصل فيه أحد لفهم هذه المعاني, أولا الوصول إلى مستوى تحمل المسئولية صعب جدا, وأن تجد من يتحمل مسؤوليتك أيضا صعب جدا, أو أن تؤمن بأن هنالك من تحمل عنك المسئولية ودفع عنك الفاتورة في الوقت الذي يرفض به الملوك ورؤساء الجمهوريات تحمل مسئولية الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل وتوفير لقمة الخبز وأمن الشعب وتأمين الغذاء والدواء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي الكاتب
صباح ابراهيم ( 2017 / 12 / 5 - 21:06 )
احسنت ،انت في الطريق الصحيح
كن مع الرب ،يكون الرب معك دوما . احفظ الوصايا ونفذها عمليا يكتب لك ملكون السماء .

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح