الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجداَ لذكراك رفيقنا العزيز آرا خاجادور ستبقى في وجدان كل العمال و الشيوعيين العراقيين

كريم الزكي

2021 / 12 / 5
الحركة العمالية والنقابية


يمتاسية ذكرى رحيله
ذكريات لا تنسى
تعرفت عليه لأول مرة في اجتماع للجنة العمالية المشاريع الكبيرة وكان الرفيق أرا مشرفاً من قبل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وهذا الأجتماع الأول لي بعد خروجي من سجن نقرة السلمان عام 1967 في الشهر التاسع وتقريباً في تلك الأيام كان قد حدث انشقاق القيادة المركزية . وكنت في حيرة من أمري هل أكون مع الانشقاق أو أبقى مع الحزب وهذا ما حدده لقائي بالرفيق أرا في ذلك الاجتماع حيث أقنعني بما كنا نؤمن به وهو الخط الأممي الذي لازال الحزب هو الذي يمثله وليس المنشقين . حيث أن المنشقين استطاعوا السيطرة على منظمة ( منطقة ) بغداد بالكامل واللجنة العمالية أيضاَ بالكامل , وبقى الحزب يدير بعض المنظمات التي كانت سرية وبعص الخطوط الخاصة وقليل من الرفاق المتفرغين للعمل الحزبي ومنهم حميد بخش أبو زكي و واثق الدليمي وأبو علي كاكة سعيد وفارس أبن أخت مرتضى الحديثي ,, المهم كانت أسمها لجنة عمالية ولكن أعضائها ليسوا عمال وفقط كنا مجموعة صغير من الرفاق العمال أنا كاتب السطور والشهيد الرفيق كريم أحمد النعمان أما الباقي من تنظيمات المحليات الحزبية والذين شكلوا القاعدة الحزبية للجنة العمالية ,
كانت جميع تنظيمات الحزب الشيوعي تؤمن بالعمل المسلح لإسقاط السلطة وقيام جمهورية ديمقراطية شعبية تظم كل القوى الديمقراطية واليسارية , جرى الانشقاق في حين كان الحزب الشيوعي يلملم جراحة وتنظيماته ويحاول بصورة جادة محاسبة القوى اليمينية التي سيطرت على الحزب بعد استشهاد سلام عادل والقادة الذين جرى تصفيتهم معه في انقلاب شباط الفاشي العام 1963 وهذا شجع عزيز الحاج و حسين الكمر مع لجنة منطقة بغداد للقيام بالانشقاق وأبرز الأمور في عملية نجاح المنشقين هو كره الشيوعيين لبعض القادة والذين كان يدور الحديث عنهم بقوى اليمين الأسود والمشبوه من أمثال بهاء الدين نوري وعامر عبدالله وزكي خيري . وتجدر الإشارة الى أن حسين الكمر كان من أبرز كوادر التيار اليميني داخل الحزب , وعلى حين غرة أصبح من غلاة اليسار المتطرف . إضافة الى ذلك بعض كوادر المنشقين كانوا هزيلي الشخصية أمثال بيتر يوسف وحميد الصافي وغيرهم من الذين ركبوا موجة الانشقاق للوصول الى مستوى حزبي اعلى , وتمكن المنشقون وفرضوا سيطرتهم على القاعدة الحزبية والتي كانت تتوهج ثورية وشجاعة ,
أعود الى طيب الذكر أرا كان الرفيق من الشيوعيين المغمورين والذين يعملون بهدوء وحزم , ويؤمن بالعمل الحاسم أي القيام بتحريك الجيش والانقلاب على السلطة . وهذا حسب ما تم مناقشته بصورة فردية معه , وفهمت منه أنه كان يعلم بوجود خط عسكري قوي وخاصة في معسكر أبو غريب ومرسلات الإذاعة والتلفزيون هناك . وهذه الأمور تم تداولها معه بصورة سطحيه والذي شجعه على الحديث معي في هذه الأمور كونه يعلم أنني قبل أن اسجن كنت في خط مسلح يسمى ( خط حسين ) و الهدف من تشكيل هذا الخط هو مساعدة أي تحرك عسكري بالسلاح وبالدعم الجماهيري له ,, كانت أمنياتنا مجرد حديث ذهب سريعاً مع ريح الانشقاق . والعمل التخريبي الذي قاموا به المنشقون كقيادة وليس قواعد . حيث كانت هناك أمكانية لعقد مؤتمر للحزب يجري فيه طرد قوى اليمين والمشبوهين وانتخاب قيادة ثورية جديدة . ولكن الانشقاق ضيع كل شئ . حاولنا جاهدين تشكيل تنظيمات عمالية وفعلاَ استطعنا , واصبحنا من أشد المنافسين للمنشقين في كافة الميادين , أسسنا خلايا في كافة المصانع في القطاع العام والخاص وفتح لنا المجال للعمل النقابي وشكلنا لجنة تحضيرية للأنتخابات العمالية باسم ( قائمة وحدة العمال ) وكذلك فعل المنشقون وباقي الأحزاب من الاتحاد الاشتراكي والبعث السوري والعراقي الجميع شكلوا لجانهم التحضيرية للأنتخابات ولكن جرت الأمور عكس ما كنا نريد ونعمل من أجله , وجرى انقلاب 17 تموز 1968 وضيع كل أحلامنا .
زارنا الرفيق أرا خاجادور مرة واحدة في مقر قائمة وحدة العمال الكائن في نقابة الخدمات الاجتماعية في شارع السعدون ساحة النصر.
طبعاَ زيارته كانت لا توصف , كون هذا القائد العمالي الكبير يجازف ويتحدى السلطة ويقوم بزيارة لمقر عمالي علني ومعروف أن القائمين عليه من العمال الشيوعيين وأصدقائهم . كنا فرحين جداً وكنا متشوقين لسماع حديثه وتجربته في العمل النقابي العمالي ,,
كنت ازوره في بيت والده فقط للقاءات الحزبية ومرات كنت انتظره الى أن يصل الى البيت وصرت على معرفة بالعائلة وكنت أجد قوري الشاي في كل الأوقات على الصوبة في ايام الشتاء . والده كان كبير السن ولديه محل نجارة في شارع النضال وعلى الرغم من كبر سنه كان يعمل لتلبية حاجات العائلة وهو معروف أنه والد القائد العمالي أرا والذي يعمل بصورة سرية وبعيداً عن أنظار السلطة ..
كنت فكرياً مع المنشقين وهذا مما سبب لي مشاكل داخل الحزب وحتى كنت أسمع من بعض الرفاق الذين كانت علاقتي بهم وطيدة أن الحزب يعتبرني يساري متطرف ! وهذا الوصف عني سببه مناقشاتي المستمرة في الدفاع عن العمل المسلح وإسقاط السلطة , في حين علاقتي كانت سيئة جداً مع المنشقين , وتصل في مرات عديدة الى التهديد والوعيد من قبلهم , لأنني كنت أفضح هزال قياداتهم وثوريتها المزيفة , وكنت بين نارين قيادة يمينية تحريفية وقيادة منشقة يسارية متهرئة . وهذا تسبب باعتقالي لفترة طويلة في معتقل قصر النهاية ولولا الموقف البطولي لزوجتي ومساعدة الشخصية الدولية ورئيس مجلس السلم العالمي روميش جاندرا لكان تم تصفيتي في قصر النهاية في العام 1969 _ 1970,, وهذا جرى بعد أن سيطر البعث من جديد على السلطة أثر فشلهم في الحفاظ عليها بعد القضاء عليهم في انقلاب 18 تشرين 1963 ..
في ظروف العمل السري تجري اجتماعاتنا في بيوت الرفاق الذين غير معروفين و بعيدين عن أنظار السلطة , وحين يأتي الرفيق أرا للأشراف على تلك الأجتماعات , أكون أنا في غاية السعادة وخاصة في التعبير عن رأيي بدون مشاكل مع الرفيق المسؤول لأن الرفيق أرا كان يعطينا الحرية الكاملة في النقاش وتسجيل كل الآراء الثورية في محاضر الأجتماعات .. كان مسؤول اللجنة حميد بخش أبو زكي من الانتهازيين والذين يتعاطفون مع قوى اليمين التحريفي ولمجرد الحفاظ على مركزه الحزبي مع الأسف ,, وفي احدى المرات صرخ به الرفيق أرا وقال له لا تقمعه خليه يعبر عن رأيه بحرية وايضاَ تسجيل ذلك في محاضر الاجتماع ..
بعد قيام الجبهة مع البعث أنتهى كل شئ ولشدة موقفي الرافض لقيام الجبهة مع البعث تركت العمل في صفوف الحزب طيلة فترة سنين الجبهة , تركت العمل الحزبي وذلك بعد أن تم تجميد نشاطي التنظيمي في العام 1974 والتحقت بالخدمة العسكرية , وعلى أثر سقوط وانهيار الجبهة مع البعث عاد الحزب وأتصل بي وطلب مني العمل مجدداً في صفوف الحزب سنة 1979 من خلال الرفيق أبو ستار عضو اللجنة المركزية الذي كلف بقيادة العمل الحزبي في بغداد والموصل مع الرفاق الأخرين من بغداد والموصل الشهداء ( مثنى القصاب) ورفاق اخرين احياء أتمنى لهم الصحة والعمر الطويل وبقينا على أتصال بالحزب لغاية سقوط نظام صدام ,, وبعد الأحتلال أيضا , تركنا العمل الحزبي , لأنني من الرافضين للعملية السياسية والسلطة التي جاء بها الاحتلال
مجداَ لذكراك رفيقنا العزيز آرا خاجادور ستبقى في وجدان كل العمال الشيوعيين العراقيين

4-12-2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكدونالدز في ورطة جديدة بسبب إصابة عامل باليومية.. والشركة


.. ترمب يكتسب خبرة التعامل بشكل رسمي مع قاعات المحاكم




.. فرصتك-.. منصة لتعليم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل


.. طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعتصمون احتجاجا على الإبادة




.. ا?ضراب لعاملين بالقطاع الصحي في المستشفيات الحكومية المغربية