الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يسميه الأهالي (ثورة ريسان) تمرد عشائر سوق الشيوخ 1935
حسن اسماعيل
2017 / 12 / 5دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
جاء في مدونات المرحوم محمد العرب ما يلي: (حصل في ليلة 6 آيار 1935 أطلاق رصاص على مدينة سوق الشيوخ من قبل العشائر المحيطة بها. وقد بدأ ذلك في الساعة السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً. واستمر الرمي على المدينة طيلة الليالي الخمسة التالية أي حتى ليلة 11 آيار. وجرى بعد ذلك حصار المدينة من يوم 13 آيار حتى 15 منه حيث سقطت المدينة قبل المساء).
(وفي الساعة الحادية عشرة من اليوم التالي في 16 آيار أضحت المدينة تحت قبضة العشائر وأغلقت المحاكم والدوائر الحكومية أبوابها. وحوصر معاون شرطة المدينة في دائرته لمدة 24 ساعة حتى أضطر لتسليم نفسه لمسلحي العشائر. وقام المسلحون بعمليات سلب ونهب ـ فرهود ـ للمدينة وأحرقوا الأسواق التجارية والدوائر الحكومية).
ترافق هذا التمرد المعروف لدى العامة بـ(ثورة ريسان) والذي شاركت فيه معظم العشائر المحيطة بمدينة سوق الشيوخ مع جملة من أحداث يمكن ان يكون بعضها سبباً مباشراً لقيام هذا التمرد. ففي بغداد كانت الطبقة السياسية تعيش صراعاً شديداً على السلطة وكان أحد التيارات السياسية (جماعة ياسين الهاشمي) يشجع على قيام تمردات في الريف كما حصل في الفرات الأوسط. وقد تورط الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في هذا الصراع حين أنحاز إلى الهاشمي وكان له تأثيره الواضح في قيام تلك التمردات. وقد اجتمع لدى الشيخ عبد الواحد سكر قبل قيام التمرد، 45 من شيوخ عشائر سوق الشيوخ ووقعوا على وثيقة بالإشتراك في التمرد.
وصادف أن صدر في نفس الفترة قانون التجنيد الإجباري. أما فيما يخص الريف بالتحديد فقد قررت الحكومة إلغاء (السركلة) بعد أن كان السركال يجبي (4 فلوس) عن كل نخلة لصالح شيخ العشيرة. هذا إضافة الى تعيين الشيخ فرهود الفندي نائباً في البرلمان وحرمان الشيخ ريسان الكاصد من هذا المنصب والتنافس على الزعامة قديم ومعروف بين الإثنين.
في ليلة السبت 31 آيار 1935 وصلت قوة من الجيش العراقي بقيادة الجنرال بكر صدقي ـ قائد أول إنقلاب عسكري في العالم العربي ـ بالقرب من قريتي (الشواليش) و(كوت المحينة) وهما يقعان على طريق ناصرية ـ سوق الشيوخ حيث أنحازت عشائر تلك المنطقة الى جانب الجيش وكانت خطته اقتحام المدينة.
صباح اليوم التالي، تسربت أخبار مغايرة تنفي هجوم الجيش على اثر اجتماع الشيخ حسن الرميض برفقة وفد من عشائر الغراف مع متصرف لواء الناصرية ماجد مصطفى واتفاقهم على ان يترك مسلحو العشائر المدينة مقابل عدم اقتحام الجيش لها. والتزم الطرفان بالإتفاق فانسحب المسلحون ودخل الجيش المدينة صباح يوم 2 حزيران 1935 بواسطة المراكب النهرية. وبدأ الأهالي بفتح محلاتهم واصلاحها من التخريب الذي لحق بها.
يقول الدكتور عبد الحميد الفرج في مخطوطة مذكراته عن ذلك ما يلي: (الحدث الكبير الذي لم يبرح ذاكرتي وكأنه ماثل اليوم أمام عيني هو نصب "المشنقة" في الساحة المقابلة للجسر وقرب "حمام السوق" لغرض تنفيذ حكم الإعدام بأحدهم. إلا أن التنفيذ لم يتم رغم جلب المحكوم عليه وهو السيد عبد الرسول السيد حسين المولى، جارنا وابن محلتنا. ومما يجدر ذكره في هذا المجال أن الشيخ ريسان الكاصد قائد التمرد كان متزوجاً من أخت المحكوم عليه، ولا أستبعد أن وقف تنفيذ الحكم حصل ضمن صفقة معينة).
ويبدو أن الإتفاق الذي تم مع متصرف الناصرية بإنهاء النزاع سلمياً جاء وفق مساومة او صفقة بين الشيخ ريسان والسلطات الحاكمة على إيقاف التمرد لقاء وقف تنفيذ حكم الإعدام بالسيد عبد الرسول المولى.
لقد حصل هذا التمرد بعد مرور عام على ولادة الحزب الشيوعي العراقي. وحدثني الراحل الأستاذ عبد الكريم محمد علي العبدي (مؤلف كتاب تاريخ مدينة سوق الشيوخ) بأنه، في ذلك الأوان، كان على معرفةٍ بيوسف سلمان يوسف (فهد) رغم حداثة سنه وكلفه فهد بأن يتصل بالشيخ ريسان الكاصد ويبلغه استعداد الشيوعيين للوقوف مع العشائر ضد الحكومة الرجعية الإستعمارية. وقد أوصل الراحل (ابو سلام) الرسالة إلى قائد التمرد.
المصادر:-
ـ مدونات المرحوم الحاج محمد العرب.
ـ تاريخ سوق الشيوخ (مخطوطة) ـ د.عبد الحميد الفرج.
ـ حديث خاص مع الراحل عبد الكريم محمد علي (أبو سلام).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية