الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار ترامب..هلا بالخميس؟؟؟!!!!

أسعد العزوني

2017 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


وضعنا الرئيس الماسوني الأمريكي دونالد ترامب بالأمس شعوبا وحكاما ومنظمات مقاومة ،أمام الإمتحان الصعب وقد سجلنا فيه جميعا سقوطا مدويا حتى أننا لم نحصل على علامة واحدة فوق الصفر،وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان الصدمة العظيمة - التي صدمتنا بإعلان ترامب القدس عاصمة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،بالتفاهم طبعا مع صهاينة العرب الجدد بعد أن نقدوه نصف تريليون دولار ثمنا للقدس ولموقفه الذي تجاوز فيه كافة الرؤساء الأمريكيين منذ العام 1995 ،ومنهم من هو اكثر جنونا منه –لم تحرك فينا خلية واحدة ساكنة.
كنت أتوقع أن يقوم المعنيون من ثورجيين وقومجيين بالتحضير للحظة منذ أن بدأ الحديث عن الموضوع ،وان يعطوا التعليمات لخلاياهم النائمة بالرد الفوري لحظة الإعلان ليزلزلوا الأرض من تحت أقدام المشاركين في نكبة اهل فلسطين والمتآمرين على القدس مقابل تحقيق مصالحهم الضيقة ،فمنهم من يريد الحصول على المال وآخر يريد أن يصبح ملكا ،والبعض يريد أخذ مكانة قطر الدولية وكأن الأمور تجري هكذا،ولكن شيئا مما كان يدور ببالي لم يتحقق ،لأن هناك من رسم وأبدع في الرسم وإن كان رسمه حراما .
إكتشفت أنه لا نار تحت الطنجرة التي قيل لنا ان فيها اللحم مقددا ،وأن وضع الطنجرة على الموقدة كان تمويها وتلهية لنا ،إذ لم يكن فيها لحما ،ولم يكن تحتها نارا،فقد خرج علينا صاحب اوسلو محمود عباس يحذر من حرب دينية يقوم بها الإسلاميون ردا على القرار ،وآخر قال ان القرار سيمكن الإرهابيين من التحرك،والبعض كشف أنه أعطى الأوامر لكوادره ان يكونوا على أهبة الإستعداد،وهناك من ظهر بعمامته يدعو المخيمات الفلسطينية للمشاركة في مظاهرة ببيروت الإثنين المقبل ،وهو الوحيد الذي كنا نتوقع منه إعلان النفير كما فعل في سوريا والعراق واليمن .
كالعادة فإن هناك طيفا يستمريء المصائب العربية ليجوب الشوارع مستعرضا حجمه لمناكفة الحكومات المعادية له ،وكأن الأمر الجلل الذي نحن بصدده يتم حله بالمسيرات والمظاهرات والمهرجانات والإعتصامات ،وهذه المظاهر مقبولة في الشارع الفلسطيني لأنه حتما سيتبعها تحركا عمليا كما هو حاصل اليوم ،إذ ان الشارع الفلسطيني إنتفض في اليوم الأول للقرار ،بينما نجد الشارع العربي ينتفض في مسيرات ثم يعودون إلى بيوتهم يغنون "يا هلا بالخميس"كما غردت المذيعة الأردنية علا الفارس التي تعمل في ال إم بي سي "يا هلا بالخميس" وتم إنهاء خدماتها بقرار أمني لأنهم كشفوا نواياها عندما قالت أن ترامب عندما زارنا إكتشف اننا لن نتحرك،ووصلت رسالتها وتم تفنيشها.
الغريب المفجع ان الرد الشافي والوافي لم يأت من بلد عربي بل أتحفنا به "الرفاق "في كوريا الشمالية "الفقراء الذين يحكمهم ديكتاتور أدخل بلده في النادي النووي العالمي وكسب سبق الشرف بتهديد امريكا بمحوها عن الوجود"،وجاء في افعلان الكوري أنه لا توجد دولة إسمها إسرائيل حتى نعترف بالقدس عاصمة لها ،فأين هؤلاء "الكفرة "من حماة الحرمين الشريفين الذين لولاهم لما ضاعت فلسطين من أساسها"،ولا ننسى موقف الرئيس الطيب أردوغان الذي إتخذ خطوات عملية ولكننا نتمنى أن يقطع العلاقات نهائيا مع مستدمرة إسرائيل.
صرختنا كانت أدنى بكثير من ألم الصفعة التي تلقيناها ،ويقيني أن المعنيين لم يتحسسوا حتى رؤوسهم مع انهم أصبحوا هدفا للتحالف العدواني الجدي على العروبة والإسلام ويتضمن "الإمارات والسعودية ومستدمرة إسرائيل"ومعهم التسي تسي الباحث عن الرز.
الصفعة التي نحن بصددها كانت موجهة أولا وقبل كل شيء للأردن الرسمي الوصي رسميا وبالتوافق مع الفلسطينيين على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وهؤلاء أرادوا القول أنه تم تجريد الأردن الرسمي وتحديدا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين من شرعيته الدينية كونه الوصي على المقدسات ،وقد خانهم تفكيرهم لنهم إستعانوا باعداء الله لفنتقام من الملك عبد الله الذي لن يتساوق معهم في قراراتهم الغبية ،إذ أنه لم يشارك في ضرب اليمن ولا في حصار قطر ولا في غزو سوريا،وهذا يعني أن للأردن المصلحة الكبرى بالرد عليهم بتحالفه على الأرض مع الفلسطينيين لتفجير إنتفاضة ثالثة يدعمها الأردن .
الجهة الثانية المستهدفة هي إيران وحزب الله وكان مطلوبا منهم التحرك الفوري للرد على امريكا وإسرائيل إن كانوا حقا يرؤيدون الدفاع عن وجودهم ،فالحرب المقبلة أصلا ستكون ضد إيران وحزب ،وما المصالحة الفلسطينية التي رعاها التسي تسي إلا تحييد لجبهة غزة لأن مستدمرة إسرائيل لا تستطيع القتال على جبهتين ،وعلى الإيرانيين أن يفهموا أن كل ما يجري في المنطقة هو رغبة سعودية لتقليم أظافر إيران وعدم السماح لها بتزعم المنطقة إسلاميا وهم يعبثون أيضا مع تركيا لأنهم يريدون التربع وحدهم في الحضن الصهيوني.
يبدو أننا كما نحن لا نقرأ وإن قرأنا لا نفهم بين السطور كما قال الأعور موشيه دايان ،ولذلك أبشركم بالفناء لأنكم إرتضيتم القعود مع الخوالف وقلدتم أبي عبد الله الصغير الذي بكى ملكا في الأندلس لم يحافظ عليه كالرجال كما قالت له أمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن