الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في -ملتقى فاس للقصة القصيرة جدا- -مسارات- تحتفي بالأديب حميد ركاطة

علي بنساعود

2017 / 12 / 11
الادب والفن


اعتبر الناقد حسام الدين نوالي أن جمعية مسارات للتنمية والمواطنة أحسنت في اختيار الأديب حميد ركاطة كاسم للاحتفاء، وأنه من حقنا جميعا أن نفخر به، لأنه مفرد بصيغة الجمع، (روائي، وكاتب قصة قصيرة، وقصص قصيرة جدا، ومسرحي، وناقد، وشاعر أيضا...)

وذهب نوالي إلى أن ما لم يقله "حميد ركاطة" في مجموعته القصصية الأولى (دموع فراشة) - وَشَت به كتاباتُه النقدية ومتابعاته المنشورة، وأنه يعتمد لعبة تسعى لمنح مساحة تطبيق إبداعي للرؤى النظرية في كتاباته النقدية. ما يجبر القراء، حسبه، على القراءة بحذر، لأن كتاباته حقل ألغام، بل مساحة ألغاز تتجاوز المواد الحكائية للنصوص، إلى بناء الفكر النقدي والوعي بالممارسة الأدبية القصصية.

وأوضح حسام الدين أن (دموع فراشة) كبسولة نقدية، يشارك بها مؤلفها في الجدل النقدي حول الأشكال المقتضبة، وحول مفهوم القارئ والتلقي، وحول الدور النقدي والقوالب الإبداعية وغيرها...
لذا، فهذا العمل، حسبه، مساحة تطبيقية بين وجودين و"بيان نقدي بيرقات إبداعية عديدة" تبني تنظيراتها من خلال نصوص سردية موغلة الكثافة، تمثل بوابة لتجاوز المواد الحكائية داخل المجموعة نحو مخرجات تركيبية لاشتغال فكري ونقدي لدى الكاتب على عدد من النصوص العربية عموما، والإبداع السردي القصصي تحديدا، مضيفا أن نصوصها الداخلية لا تختلف كثيرا في بنائها وفي تشكيلها للرسائل عن عمل المجموعة الأولى.

أما في رواية (مذكرات أعمى) فنجد، حسب نوالي، عالَما روائيا شذريا ومتشظيا مبنيا بمقاطع مستقلة عن بعضها، وكل مقطع يشكل وحدة سردية كاملة في بنائها وفي مادتها الحكائية... وهي في العمق تمثل قصصا قصيرة جدا ليست مرصوصة إلى بعضها البعض فقط، ولكنها مشدودة بخيط حكائي وبشخصيات وعوالم وبنية لغوية مشتركة.

وقراءة هذا التشظي والسرعة والقفز وتعدد المداخل وتعدد الأجناس في الرواية، كمعادِلات روائية لعالم نعيشه، حيث اللايقين، وحيث التحولات المتسارعة، وحيث الضعف الموغل.
وسيختار الكاتب مدينة خنيفرة وفضاءاتها وذاكرتها وشخوصها ليطل عبرها جميعا على عالم الهامش وتفاصيل الهشاشة من جهة، وعلى عالم الأقنعة والتعدد والنفي من جهة ثانية...

وباستثناء مجموعتيه القصصيتين، فإن باقي أعماله الصادرة، حسب هذا الناقد، لا تشبه بعضها أبدا، حيث في روايته الأخيرة (أسرار شهريار)، خط مغاير تماما، وتجريب على مستوى المادة الحكائية وبنائها مقابل خطية الشكل الكلاسيكي.
لكن، يظل التجريب في (أسرار شهريار) حاضرا في تجاوز الشكل الرائج لبناء الحكاية، بل يتجاوز المبدع نفسه في نفي النمط الذي بنى به روايته الأولى... بالمقابل، يضيف نوالي، ثمة بناء للحكاية بشكل جديد حيث العجائبية وحيث الأسطورة والتاريخ والأسئلة الراهنة تتمازج في لوحة سردية مغايرة.

هذه المغايَرة التي تشمل المنجزات الإبداعية لحميد ركاطة هي ما يجعلنا نوقن أنه إذا كان ثمة تعدد لديه على مستوى الأشكال الإبداعية باعتبارها حوامل للفكرة النقدية والرؤية التي تؤطرها ويتم الاشتغال عليها في إصداراته النقدية، فإن هناك أيضا تعددا حتى على مستوى الممارسة السردية نفسها، والجنس الأدبي نفسه. وتلك سمةٌ أساس في الإبداع عموما، وهي التجريب والتجاوز باستمرار.

وبالمناسبة، قدمت مجموعة من الأسماء (علي بنساعود وفتيحة فوكاني وعز الدين الماعزي وميمون حيرش) شهادات في حق الأديب المحتفى به أجمعت كلها على صفاء معدن هذا الأديب المتفرد ــ إنسانا وإبداعا ــ منوهين بعطائه وأخلاقه وإبداعه، داعين له بالصحة وطول العمر والمزيد من الإبداع والتألق... وبالمناسبة أيضا، قدمت الجمعية للأديب المحتفى به هدايا رمزية تذكارية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما