الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإيمان الهش... على سبيل النقد لأحد روافد الإلحاد (3)

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2017 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يمكن تمتين الهشِّ؟! ربما يكون في الأسطر التالية إجابة

على سبيل الرد... وتمتين الهشِّ
لا أسعى إلى تقديم ردود على الإشكالات التي قادت إلى ما اصطلحت على تسميته بـ"الإيمان الهش"، ولكنني أحاول في هذا الجزء أن أسرد مجموعة من الأفكار التي تبلورت من مناقشات الفردية التي جرت بيني وبين مجموعة من القراء بشأن مقالات كتبتها في موقع "الحوار المتمدن" تتناول مسألة الإلحاد وتتساءل عما جنته البشرية من فوائد جراءه، وتفند بعض الادعاءات ضد الحجاب من بينها مقال "فلينزع الحجاب... هل الحجاب حقا مرارة؟!" والذي رددت فيه على بعض ما ورد في كتاب "فلينزع الحجاب" للإيرانية "شاهدورت جافان". وفيما يلي مجموعة من أبرز تلك الأفكار أقسمها إلى محاور منفصلة متصلة.

العدل الإلهي وخروج آدم عليه السلام من الجنة
من بين الإشكالات التي أدت إلى الإيمان الهش مسألة خروج آدم عليه السلام من الجنة. تثور بعض الأسئلة بهذا الشأن ومن بينها: ألا ينطوي ذلك على ظلم للبشرية جمعاء بالخروج من الجنة نتيجةً لخطأ بشري واحد؟! كان ردي على هذا السؤال هو أن الأمر لا ينطوي على عدم عدالة بل ينطوي على رحمة واسعة من الله تعالى. كيف؟!
قدر الله تعالى أن يخرج آدم عليه السلام من الجنة لكي يكون خليفةً في الأرض. وشاءت الحكمة الإلهية أن يخرج بتلك الطريقة التي خرج بها؛ وهي ارتكاب المعصية ليكون في ذلك درس لنا نحن أبناء آدم عليه السلام. ما هذا الدرس؟!
لنبدأ بسؤال استفتاحي: لماذا خرج آدم عليه السلام من الجنة؟! لأنه ارتكب معصية. إذن... المعصية أخرجت أبانا آدم عليه السلام من الجنة، وفي هذا درس لنا لكي نتعلم ما الذي يمكن أن تؤدي إليه المعصية؛ وبالتالي نرغب أكثر في الابتعاد عنها، والإتيان بالطاعات التي كانت سببًا في استمرار آدم عليه السلام في الجنة طيلة التزامه بأوامر الله تعالى، والتي ستكون سببًا في عودتنا إلى الجنة بإذن الله، إذا أتيناها. وبما أننا تلقينا الدرس، وأدركنا مدى بشاعة المعصية، كان جزاء ارتكابها أشد من الجزاء الذي تلقاه آدم عليه السلام. لقد ارتكب معصية دون سابقة، فخرج من الجنة. أما نحن فإذا ارتكبنا المعصية ونحن على علم بمدى بشاعتها، فالجزاء في تلك الحالة هو ليس مجرد الحرمان من الجنة فقط، بل الذهاب إلى الجحيم. وإذا أردنا العودة إلى الجنة، كان علينا الطاعة لله تعالى. إذن، يمثل خروج آدم عليه السلام من الجنة قمة الرحمة بنا؛ فهو درس يوضح لنا بالمثال العملي بشاعة المعصية، ويرسم لنا طريق العودة إلى الجنة ممثلًا في الطاعة والابتعاد عن المعاصي.
عندما ورد لي هذا السؤال من إحدى القارئات عبر البريد الإلكتروني، وأرسلت إليها هذا الرد؛ جاءني منها تعقيب لا زلت أذكره نصًا يقول: "إنت حليت لي مشكلة كبيرة أوي". ولكن هذا الرد الذي أرسلته لها لا يمثل اختراقًا فكريًّا، ولكنه مجرد رد بسيط منطقي. سبق للمعصية أن أخرجت الإنسان من الجنة، وفي المرة القادمة سوف تورده الجحيم. الطاعة كانت سببًا في استمرار الإنسان في الجنة، وسوف تكون الطريق الذي يعود به إليها. لقد جئنا ونحن نعلم الطريق إلى الجنة، وندرك تمامًا كيف حُرِمْنَا منها.

العذاب الدنيوي والثواب الأخروي
من بين الإشكالات التي تعترض تفكير الإنسان المسلم فكرة المظالم والعذابات التي يعانيها بعض الناس. لماذا هذا مريض بهذا الداء العضال؟! لماذا هذه كُتِبَ عليها التشرد وفقدان الأهل؟! لماذا؟! لماذا؟! كثيرة هي الأسئلة بكثرة المظالم. ولكن الإجابة على ذلك تتمثل في أن الحكمة الإلهية اقتضت ذلك. هل تقتضي الحكمة الإلهية الظلم؟! كلا، حاشا لله تعالى. ولكن العنصر الغائب عن التفكير هنا هو الرزق. كل إنسان مقدر له رزقه، وهذا الرزق ليس مالًا فحسب، وهو كذلك ليس في الدنيا. ولكنه رزق متنوع لا يعلم تقديره إلا الله تعالى، وهو كذلك يتوزع على الدنيا والآخرة؛ فليس الرزق دنيويًّا فحسب.
يتعرض الإنسان للابتلاء، ويكون رد فعله إما الثبات أو الزلل. وعلى حسب رد فعله، يكون مصيره في الآخرة، وهذا جزء من رزق؛ فهناك من ابتلي بالمرض، وهناك من ابتلي بالفقر، وهناك من ابتلي بالخروج من الديار، ولكن لدينا قاعدة قرآنية وهي أن الله تعالى لا يكلف أحدًا فوق طاقته؛ فما دام المرء يتعرض لما يتعرض له، فهو قادر على الاحتمال؛ فإذا صبر، له الثواب الذي يمكن أن يكون في الدنيا والآخرة، أو في الآخرة فحسب. ومن زل ولم يثبت، له جزاؤه في الآخرة. ربما ينال في الدنيا حسنة، ولكنه في الآخرة ما له من خلاق.
هنا تتمثل مشكلة الإيمان الهش بأقصى درجات الوضوح؛ فأصحاب الإيمان الهش يدركون تمامًا هذه الآيات القرآنية الكريمة، ومقتنعون بقدسيتها، ولكنهم يعجزون عن الاقتناع بها على المستوى التطبيقي.
أذكر كذلك أن رددت على سؤال بهذا الشأن، وكان رد صاحب الاستفسار عبر الفيسبوك هو أنني قدمت له ردًا منطقيًّا، ولكنه لا يزال غير قادر على جعله يترسخ في وجدانه، وقال لي إني أرسيت لديه دعائم قوية يمكن أن يبني عليها إيمانه من جديد في المستقبل، لكنه أكد أنه لا يعد بأن ذلك سوف يكون في المستقبل القريب؛ فكان تعقيبي أن الهداية من الله تعالى لمن يبحث عنها.

انتشار المظالم
لا زلنا مع انتشار المظالم ولكن من زاوية أخرى، وهي زاوية كيفية اتفاق هذا الانتشار الفادح للمظالم مع فكرة العدل والرحمة الإلهيين. وردني هذا السؤال كذلك في سياق اتهامي من أحد الملحدين الصريحين في إلحادهم من خلال تعليق على أحد المقالات المتعلقة بالشريعة الإسلامية، وكان الرد هو أن القواعد المادية تقول إن كل شيء يقوم على التوازن؛ فإذا غلب عنصر على آخر في أي منظومةٍ، اختلت. إذن، لما كان الكون لا يزال قائمًا، ولم يفنَ نهائيًّا، ولم تؤد المظالم إلى حرب تأكل الأخضر واليابس، فهذا يعني أن الكون يعيش في حالة من التوازن بين المظالم والمراحم؛ أي أن هناك قدرًا من الرحمة والعدل يوازن ما يراه الإنسان من الظلم والجور في الأرض.
ولا يجب أخذ ردي هذا على أنه دعوة لقبول الظلم، وعدم السعي إلى رده. كلا؛ فالأمر ليس كذلك، وإنما هي دعوة لتقبل فكرة وجود الظلم في ذاته دون أن يكون في هذا أي مساس بفكرة العدل الإلهي؛ فماذا يعني العدل؟! أن يكون هناك ظلم ويقتص الله العادل جل وعلا من الظالم؛ فلن يكون هناك عدل من دون ظلم.

فكرة القضاء والقدر
من الأفكار غير الواضحة كذلك في العقل هش الإيمان مفهوم القضاء والقدر؛ فالبعض لا يرى أن الأمور تسير في الكون وفق نظام دقيق؛ حيث يرون أن الأمور ليست بهذا الإحكام الذي تبدو عليه، وأن الصدفة تلعب دورها مثلًا في اختيار المرء لموعد حافلة معينة؛ فإذا فاتته الحافلة، وتعرضت تلك الحافلة لحادثة، ولقي من فيها مصرعهم؛ فهذا الأمر مرجعه إلى الصدفة لا إلى القضاء والقدر.
يؤمن هؤلاء بأن الله عليٌّ حكيم عليم، ولكن مفاهيم السمو والعلو والحكمة ليست واضحة؛ لأنك إذا جادلت بآيات من القرآن الكريم مثل "رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا" في الآية 191 من سورة آل عمران و" كُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ" في الآية 8 من سورة الرعد تجدهم يؤمنون بالقرآن الكريم وبهذه الآيات، ولكن العقل يعجز عن استيعاب الفكرة.

الإساءات التي تتعرض لها المرأة
تعدُّ هذه النقطة من أكثر النقاط إضرارًا بإيمان الناس من الذكور والإناث على حد سواءٍ؛ فهي من الشبهات التي قضت مضاجع الكثير من النساء إلى حد دفع إحدى الكاتبات أنصاف المشاهير تعيش في إحدى المحافظات إلى أن تقول لي بعد أن قرأت مقالًا لي عن الحجاب إنها لا ترتديه ولا تصلي ولا تصوم إلا لخشيتها على حياتها أو على استقرار معيشتها بين أفراد أسرتها؛ فهي لا ترى في الإسلام سوى جور على حقوق المرأة. وأيضًا ما سمعته مباشرة من إحدى الفتيات المسلمات الملتزمات بالحجاب تقول إنها مسلمة؛ لأنها لم تجد دينًا أفضل، ولكن من الصعب أن تقبل بالانتهاكات التي تتعرض لها المرأة باسم الإسلام. كذلك سبق أن قرأت مقالًا للكاتبة "فريدة النقاش" في أحد أعداد مجلة "أدب ونقد" الصادرة عن حزب التجمع تقول فيه إن مشاكل المرأة في الإسلام ليست نابعة من سوء تفسير للنصوص المقدسة، ولكنها نابعة "من النص التأسيسي نفسه" على حد قولها، وهي في ذلك تمثل أحد الأبواق غير الرشيدة في الدعوة إلى حقوق المرأة من خلال الطعن في الدين الإسلامي نفسه دون التفرقة بين النص المقدس المعصوم وبين تفسيرات النص المقدس التي تعد بشرية قابلة للصواب والخطأ.
هنا أود أن أوضح نقطة شديدة الأهمية وهي أنني من خلال قراءتي لآيات القرآن الكريم لم أجد آية تتعلق بحقوق المرأة يمكن أن يُستخلص منها بأي حال من الأحوال قاعدة فقهية تنتهك حقًا من حقوق المرأة كإنسان، ولم أسمع بحديث للرسول عليه الصلاة والسلام يمكن أن يفهم منه أنه دعوة للانتقاص من المرأة لمصلحة الرجل. كل ما هو دارج من استلاب لحقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية عامة والمجتمع المصري خاصة تحت مظلة الدين لا يعدو أن يكون مجرد ميراث قبلي مجتمعي أُلْبِسَ عباءة الدين استغلالًا لتأويلات قاصرة من بعض الفقهاء أو لفتاوى مقصودة من بعض الفقهاء الآخرين لأغراض سياسية بحتة، زالت تلك الأغراض واستمرت الفتاوى تعيث في وجداننا الجمعي فسادًا.
وهناك الكثير من الأسئلة والإجابات التي نتجت عن مناقشات خضتها في هذا الاتجاه وغيره، ولكن هذه النقاط هي ما أسعفتني به الذاكرة كاملةً من حيث النقاش والسؤال والإجابة والسياق الذي ورد فيه النقاش.
******

وفي الختام...
كما قلت في المقدمة، ليست هذه دراسة أكاديمية موثقة، ولكنها كذلك ليست مجرد خواطر أو أفكار عابرة، وإنما هي مجموعة من الأفكار التي صيغت في نسق متجانس يهدف إلى إلقاء الضوء على إشكال ربما لا يكون ظاهرًا الآن، ولكنه آخذ في التنامي. ولا يتعين أن يؤخذ ما هو وارد فيها باعتباره تبريرًا لأصحاب الإيمان الهش كي يستمروا فيما هم عليه، ولا تؤخذ كذلك باعتبارها تحريضًا ضدهم. أيضًا يتعين توضيح أن هذه الرسالة لا تهدف إلى تقديم حلول لهذا الإشكال الذي نجم عن العديد من المشكلات المجتمعية المتنوعة والمتشعبة التي أدت إلى هشاشة في العقل والنفس؛ فبدوره هشَّ الإيمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البحث عن خيار جديد
عباس السماوي ( 2017 / 12 / 12 - 21:17 )
اذا اهتزت القناعة بجزئيه واحده من الدين اهتز الايمان بالدين كله ... واحده من الاحكام والعقائد التي يحرص عليها الاسلام الشيعي تجعل ايماني بهذا الدين هشا لدرجه تجعلني ادير له ظهر المجن الا وهو زواج المتعه او ما اصطلح عليه الزواج المنقطع لساعة او ساعتين او يوم او يومين الامر الذي يتعارض مع قيمي الاجتماعيه والعشائريه والاعراف والتقاليد التي عشت وتربيت عليها ... واحده من هذه العقائد تجعل ايماني هشا يمهد لالحادي لانني اما ان اعتقد ان الله قد اخطأ في فرض هذه العقيده او ان هذه العقيده الفاسده ليس من عند الله والنتيجتان تجبراني عن البحث عن خيار جديد


2 - التشكك ثم البحث والاختيار لا التشكك ثم نفض اليد
حسين محمود التلاوي ( 2017 / 12 / 13 - 12:48 )
أتفق معك في أن اهتزاز القناعة بجزئية يؤدي إلى اهتزاز الإيمان كله. ولكن الاكتفاء بالتشكك دون البحث أو التمحيص هو المشكلة. وفي اعتقادي، فإنك بوصولك إلى مفترق الطرق هذا، تكون قد أصبحت على الطريق الصحيح؛ لأن التشكك ثم البحث هو السبيل القويم في رأيي، ولكن الاقتصار على التشكك دون البحث أو التمحيص هو المشكلة، كذلك فإن نفض اليد من المشكلة كلها والإسراع إلى الإلحاد كبديل جاهز هو مشكلة أكبر؛ لأن في ذلك توقيف للعقل. التشكك والبحث وفي نهاية الأمر يأتي الاختيار.


3 - لا إختلاف بين المؤمن والهش الايمان
حميد فكري ( 2017 / 12 / 15 - 03:36 )
في الواقع يخطئ من يحلل ,مسألة وجود المظالم ,والفقر والمجاعات والحروب وحتى وضعية المرأة,سواء أكان هذا الشخص مؤمنا كحال كاتبنا أو هش ألإيمان - وأحيانا قد ينضم إليهما بعض الملاحدة غير الماديين -,إعتمادا على منطق الدين ورؤيته.كأن يقول هذا إن سبب كل هذه المأسي ,هو -الله- أو ينفي الاخر, هذا كله عن -الله- منزها إياه . فهذا يلومه وذاك يبرر له .الإختلاف إذن بينهما ليس إلا شكليا , لانهما يريان بنفس العين وهي عين الدين باللجوؤإلى مفاهيم هلامية كالقضاء والقدر, العدل والرحمة ,ألإختلاف يصبح مجرد إختلاف في التأويل والفهم .والغائب الاكبر والاهم هو طبعا التحليل المادي التاريخي الموضوعي للظواهر الانسانية . السؤال العلمي الصحيح ,ما ,واين توجد الاسباب المادية الموضوعية ,للفقر والظلم والمجاعات والحروب وغيرها من المأسي ؟؟؟؟ الجواب ,إنها توجد في البنى الاجتماعية .,وبتحليل هذه البنى تنكشف الحقائق .


4 - الزاوية الدينية والاختلاف بين المؤمن وهش الإيمان
حسين محمود التلاوي ( 2017 / 12 / 16 - 12:47 )
من الزاوية الدينية، لا مشكلة في النظر إلى الأسباب الموضوعية للمشكلات من أجل معالجتها،
بل إن التعرف على الأسباب الموضوعية هو الأساس في مسألة تشخيص المشكلات وتحليلها. والجانب المتعلق بالقضاء والقدر والعدل والرحمة الإلهيين هو كذلك من بين الأسباب الموضوعية من الزاوية الدينية. فعلى سبيل المثال، من بين الأسباب الموضوعية للبطالة انتشار الفساد والمحسوبية وبالتالي من الواجب معالجة الفساد والمحسوبية للقضاء على أزمة البطالة. الرؤية الدينية الإسلامية للأمور تقول إن الفساد والمحسوبية من الشرور التي ترتب مفاسد دنيوية وسيئات أخروية، والصمت عليهما يؤدي إلى المزيد من الشرور الدنيوية والسيئات الأخروية، ومحاولة علاجهما تؤدي إلى فوائد دنيوية تتمثل في القضاء على البطالة، وكذلك إلى فوائد أخروية وهي الحسنات. الرؤية الدينية تقول إن مكافحة الشرور في الدنيا شريطة إخلاص النية لله تؤدي إلى ثوابين أحدهما دنيوي بتحقيق منافع والآخر أخروي بكسب حسنات. إذن... الرؤية الدينية الإسلامية لا تغفل الأسباب الموضوعية ولكنها تضيف إليها دوافع الكسب الأخروي لتحفيز الفاعل لأن وظيفة الإنسان هي إعمار الأرض وفق التعاليم الإلهية


5 - الاسباي الموضوعية هي اسباب مادية
حميد فكري ( 2017 / 12 / 17 - 16:03 )
الاسباب الموضوعية ،تعني انها اسباب مادية ، فهي افراز واقع اجتماعي اقتصادي وسياسي محدد،وهذا ينفي عنها اي صبغة غيبية ،فلا يعود للقضاء والقدر ،اي دور في وجودها،والا كانت مادية وغيبية في ذات الوقت .وهذا طبعا غير منطقي ولاعلمي . ثم ان مفهوم الفساد والمحسوبية ،مفهوم اقتصادي ،واجتماعي في الاساس واضفاء الطابع الاخلاقي والديني عليهما مجرد اضافة لامعنى لها .لذا يتعين البحث عن جذورهما في بنية الواقع لا خارجه ،وهذا يقتضي معرفة بهذا الواقع نفسه .والنتيجة ،ان لاعلاقة للايمان ،سواء اكان قويا اوهشا ،بقضية البطالة او غيرها من الظواهر الاجتماعية .بل على العكس من ذلك قد يكون الايمان هنا ،عاءق ايديولوجي امام كل بحث علمي رصين .


6 - لا خلاف على التأكيد على أهمية الأسباب الموضوعية
حسين محمود التلاوي ( 2017 / 12 / 18 - 11:45 )
لا خلاف بين وجهتي النظر الدينية والمادية فيما يتعلق بالبحث في الأسباب الموضوعية المادية الملموسة للمشكلات بغية الوصول إلى حلول، وكذلك دراسة الأنماط المشابهة بغية استقدام حلول أو مؤشرات على حلول لتلك المشكلات... من وجهة النظر الدينية لا مشكلة في دراسة الأسباب المادية الملموسة للمشكلات. إضفاء الطابع الديني على وجهة النظر لا يعني تغييب البحث في المادي الملموس، ولكنه يضيف قوة دافعة إلى البحث. الفارق بين وجهتني النظر الدينية والمادية هو أن الأولى تقول بالبحث في المادي الملموس مع التحلي تبني المفاهيم الدينية في الوقت نفسه؛ لأن المفاهيم الدينية لدى المؤمن هي أيضًا من الأسباب المادية الملموسة، أما وجهة النظر الثانية فتقول بالبحث في المادي الملموس وكفى. الإيمان قد يبدو عائقًا أيديولوجيًّا أمام البحث العلمي الرصين من زاوية بحثية معينة ولكن في طرائق بحثية أخرى، يدخل الإيمان كأحد العوامل التي تساعد على إجراء التجارب. الفارق كله اختلاف في أساليب البحث ولا مشكلة في الاختلاف ما دام الهدف هو الوصول إلى الحقيقة.

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك