الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما بين رياض والنواب -لغو الحديث-..... يرتدي - الصوف مقلوباً-
مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)
2017 / 12 / 15
الادب والفن
كانت مقابل البيت ساحة فاتحة ذراع واحدة لانقاض زمن كان يذكر بفرح ما ، وكانت تلك الساحة مشبعة بخمارين ابتاعوا خمرة لبل الريق ( فقط !) بأموال بيع (الفافون) ، وربما ببيع ما تم سرقته على طريقة (روبن هود) و عروة بن الورد !.
كانت تلك المساحة تتحدث بسماع اغاني لها كلمات تداعب الوجدان بوخزة جميلة جداً جداً حد الاستفسار لماذا هذا التأثير ؟ ، ولماذا اختار هذا المؤدي البارع تلك وهذه ! .
كان الصدى يجوب الأذن ،ويعرّج بعيداً فوق مسافات الحزن/المسكنة ، الذي كان ولا يزال يجتاح نفوساً لا تعرف بماذا تتشبع .
ويتشبع هو بحزنه المضيء الذي اشتقه من حانة (سدوري*) :
((من أتلك بالحلم يسمر ..
يجي القداح بيديه ،
وأعتك وأطبج بحركة ..
رفيف الريه ع الريه **.... ))
ماذا يقول ؟ !! ، وما هي تلك اللغة التي يسترسل بأنغامها ، واستفهامها :
(( رديلي الفرح رديت ..
معضد باب يبجيني وأحن ..
مثل الطاك ..
محني اعكاده عل المهجور ..
يعبرني ثلاثيني جنح عصفورطاير،
والعكودة تدور **.... ))
ما هي تلك اللغة التي يسترسل بكل ماهيتها ليصل " الى مكان يقع خلف الرأس وامامه ،وحوله ، لا أقول ان ذلك يشمل جميع الاشخاص ، ولكن عندما تحصل لدى البعض فان تلك الطاقة الرقيقة تنشط وتتدفق عند الملامسة ؛ لانها اشبه بالمطر الخفيف الذي يهبط ليغسل كل حجرات الجسد " .
(( أنه بيه من الدعا ..
لطولك الف وركة عنب ..
وارجه كربك بالتهجي ..
وروحي تبّاعة ذهب** ....))
فهو يعمد الى (التهجي) بأبجديات الحب ،وطرقه التي تكون معبدة دائماً لاقدام (بـــحرحارات) دافئة بالحقيقة .
(( بالحلم ختيله نلعب ..
وانته بحساب الورد ..
لنك ورد من لزمه تتعب** .... ))
مع حلمه هذا يرافقه نغمه الحصري المشبع بحزنه المضيء ايضا ، من خشبات باب الحانة التي باحت بأصوات التنهيدة والاجوبة ؛ لان هناك "الفن نوع من العبادة" ! ..
نعم ؛ لانه خلجات الحصرية التي تبتعد عن ماديات الغرض ، تبتعد عن ماديات الخلوة بالحبيب ، وتبقيه عاري من كل كل رجاء !! ، فقط تبيحه نغما ً عند منتصف (النشغه) :
(( هبت بنومي شمالي الليل ..
واستبرد على دموعي العشب **.... ))
(يستبرد العشب )!! بالتأكيد ؛ اذا كانت الكلمة فناً حقيقياً " صادر من حرية الانسان وأرادته ؛ لانه ناتج تلقائي شأنه شأن اي موجود طبيعي " .
(( أطكن ورد من تجزي ..
والف نمام يتحّنه ..
بترف جدميك اطيرن فوك ..
فوك الفوك ..
واكتّن على الورد مزنه ..
من أشوفك انذر النجمات ترجية لسوالفنه** ....))
نذور غريبة عن مألوف مدلولها ، نذور بعيدة عن "التعميد الدائم" ، وصراخات الاذانات في " الاشياء الجديدة" ؛ تلك هــــي " ربة الالهام التي توقظ الذكاء، وتجلبه بمناظر واعمدة ومذاقات مختلفة ...
ربة الالهام التي ترتفع بالشاعر/المغني ، الى مرابع حادة الحواف ،وتجعله ينسى ان النمل سيقدر على التهامه " .
(( كل نسمه ترفه من تهز الباب ..
يخنكني الدمع ..!
هلبت يخضّر الضرع ..
هلبت بعد بالروح
يا ريحان ..
وصلة تنزرع **.... ))
(هلبت) يكون الفن عازفاً " بابواق طويلة لوصول الربيع" ... ( هلبت ) يهبنا اخر يستمر بطرق المسامع بأنغام غير مألوفه عن واقع يزدري الكلمة ، ويزدري ان يُلبس الصوف بطريقةٍ صحيحةٍ .
------------------------------------------------------------
مرتضى محمد /العمارة/ 2017 .
*سدوري : صاحبة الحانة في الاسطورة السومرية : كلكامش .
** مقاطع نصوص من الشعر العامي العراقي للشاعر مظفر النواب
غناها المطرب الراحل رياض أحمد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح