الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شيء يشبهني سوى هذا الوطن

مصطفى آني

2017 / 12 / 19
المجتمع المدني


سوى هذا الوطن لا شيء يشبهني
الشبه هي تلك التفاصيل الدقيقة التي لا يمكن للسان التعبير عنها أو للفنان رسمها و تلوينها أو لشاعر مدحها ورثائها.
فلا شيء في هذه الحياة يشبهني سوى هذا الوطن البائس من إستكمال يومه صعيدا أو يبتسم لحرب نخر عظم الابناء وشتت حبال صوتهم وفرق شرايين قلوبهم وبهت صورة الصور كأعمى ينظر إلى المرآة بتمعن .
هذا الوطن الحزين كسهول خصبة لم تزرع منذ أن حل قحط الفكر بنا ! فصرنا نحصد الغبار أملاً ونشرب السراب ظمئاً ثم نأكل كلمات معلبة غصباً.
هذا الوطن كان يستقبلني ضاحكاً عندما أعود كزيارة خاطفة والان عبوسة تلفظ أنفاسها الاخيرة أو ما زالت تلك الصورة معلقة في فكري وهي ميتة تجاوب على أسئلة الناكر والنكير ويتلوى في القبر وحيداً.
هذا الوطن كان يعاني الغربة أثناء حكم الاغراب والان أزقته تعاني غربة الأبناء وكل شوارعها صاخبة ميتة ! .
هذا الوطن لوحوا إسمها عالياً كصقر يفردُ جناحيه للريح ففرحنا فدمروا منازلنا فصفقنا للنصر أو للصقر أو لنعود أدراجنا إلى ما كنا .
هذا الوطن تحت ركام المنزل جثةٌ أبى الرحيل فرحل روحه وجسدنا والمنزل وفي بهو الحوش شجرة مقطوعة الغصن وفي النافذة تطل قطة تلحس فمها ربما كانت تأكل ماتبقى من جسد صامد أبى الرحيل وعلى جدار المتبقي شهادة الولد وصورة الجد وآية قرانية .
هذا الوطن هي قصة نبتة قمح طائرة على بقايا غصن شجرة ربما تصبح قلوبنا حرة متحررة .
من يشبهني إذاً !؟
شوارع مدينة موحلة ..........
أم قلوب بشر مقفلة...........
لا شيء يشبهني سوء كتاب مغبر على رفوف مكتبة لم يجرئ أحداً على فتحه .
الذي يشبهني هو أن يرى النهر قوةً و وحدةً و حياةً لا أن يرى غضباً غرقاً لا مبالاةً .
أن يرى الشجرة ظلاً وارفاً خضاراً مبهجاً هدوءاً ملجاً للعصافير لا أن يراها مغلاق الافق يابس الغصن وصوت أوراقه جن .
الذي يشبهني هو أن يرى الامل بعيداً فيقربه ويرى الالم قريباً فيبعده ويرى الافق ضيقاً فيوسعه ويرى الريح عاصفاً فيسكنه ويرى البيت بارداً فيدفئه ويرى الارض قاحلاً فيخضره ويرى السماء غاضبة فيمطرها .
الذي يشبهني هو أن جبل الجودي باسق وبحيرة وان عميقة وقصة مم حزينة فيطعمني من العلو نسمة ومن العمق هدوء ومن الحزن وقار.........
الذي يشبهني هو أن سهل السروج قاحل
وهضبة مشته نور تنوح الفرقة
وكوباني تبكي الوحدة
فيحول السهل إلى مروج من دموع كوباني
ومن نواح مشته نور لحنٌ شجي يطرب الاقاصي ........
الذي يشبهني هو أن أختاره في وقت الحرب لتعم السلام على البلد .........!!
أن اختاره في وقت السلم فتنشب حرب بسوس بعدها .................(ألا بئس الحرب وبئس الشبه ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل