الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نور الدين سعدي ترك رحيله اثرا بالغا بالوسط الثقافي الجزائري

محمد عبيدو

2017 / 12 / 22
الادب والفن


بعد مسيرة غنية وثرية بالابداع الفكري والادبي رحل قبل ايام رجل الثقافة والإبداع و والقانون والمواقف المبدئية الاكاديمي والكاتب نور الدين سعدي عن عمر يناهز 73 سنة في باريس
وصدر للروائي نور الدين سعدي أربع روايات والعديد من القصص القصيرة والمقالات، فضلا عن كتب في مجال تخصصه الجامعي ومن رواياته "الاله والخيط" () 1996 و"ليل الاصول" () 2005 و"بيت الأنوار" (2000). وصدرت آخر رواياته "شارع الهاوية" في أكتوبر الماضي وقدمها الفقيد في جناح ناشره بالطبعة 22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب. تعكس رواياته تساؤلات الفرد الجزائري عن العلاقة التي تربطه بأرضه وبدينه وبلغته، فهو إن ولد على هذه الأرض وتأسست جذوره فيها إلا أنه يعيش انفصالا إجباريا عنها وهذا ما جسدته رواية "ليل الأصول" ، فقد دفعت العشرية السوداء بالشخصية الرئيسية عبلة للهروب من قسنطينة والارتباط بالضفة الأخرى(فرنسا)، ولأنّ تلك الظروف أثرت فيها تأثيرا سلبيا فقد سعت في فضاء الآخر إلى إلغاء أي رابط بينها وبين الأرض(الأنا: الجزائر) تفكيرا وحديثا ولكنها لم تتمكن من ذلك فعليا، فقد عادت إليها عودة اضطرارية هي عودة جسد بلا روح . رواية "ليل الأصول" تدخلنا في عالم غريب، يوحي لنا كاتبها فيها بالعلاقة الموجودة بين فعل الكتابة وبين مفهوم القدر .
وكان نور الدين سعدي مهتما بعالم التشكيل والفن الجزائري حيث قدم عددا من الكتب التي تناولت سير فناني الجزائر ومنها :"قريشي, بورتريه لفنان بصوتين" 1999 و"معطوب لوناس أخي" 1999, و" دونيس مارتينيز, تشكيلي جزائري" 2003, و"علولة, عشرون سنة!" كتاب جماعي نشر سنة 2014, بالإضافة إلى "حورية عيشي سيدة من الأوراس" سنة 2013.
كما صدر للراحل كتب في علم الاجتماع مثل "النساء والقانون في الجزائر" 1991, و"يوميات حميمة وسياسية, و " المعايير الجنسية الانجابية " (1996), و " الجريدة الرسمية والسياسية, والجزائر بعد 40 عاما من الاستقلال " كما صدرت له مجموعة قصصية بعنوان " لا وجود للعظام في اللغة " (2008).الجزائر 40 سنة من بعد" 2003 .
وقد وقع نور الدين سعدي ايضا العديد من الاسهامات في الصحافة الجزائرية والفرنسية. 1944-ويدرس في كلية الحقوق في الجزائر العاصمة, وهو خبير قانوني في مجال التدريب, و مولود في 1944 في قسنطينة. وانخرط في العمل النضالي منذ شبابه، ففي سنة 1965 التحق بحزب الطليعة الاشتراكية، وريث الحزب الشيوعي الجزائري،وقد غادر الفقيد الجزائر سنة 1994 ليقيم بفرنسا حيث درّس بجامعة ارتواز (شمال).
ومع رحيله في المنفى , فان الجزائر فقدت من دون شك احد المفكرين العميقين الذي تمكن من توحيد الممارسة التربوية الاكاديمية, والتعبير الادبي . فنور الدين سعدي ، كان دائما حاضرا في اللحظات المصيرية للبلد ومساندا لقضايا المرأة وحقوقها ومدافعا عن الحق وعن قضايا اليسار العادلة وعن مجتمع متنور وعادل الإنسان فيه هو القيمة العليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع