الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجارة الجزائر تُرَسِّم رأس السنة الأمازيغيةل

الحسين أيت باحسين

2017 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الجارة الجزائر تُرَسِّم رأس السنة الأمازيغية
عطلة وطنية مدفوعة الأجر
في يوم 12 يناير من كل عام
(بدءا من يوم 12 يناير 2018).

بداية لنستعرض، باختصار، ما ورد من معلومات أولية مرتبطة بالموضوع من بعض المواقع الإخبارية الجزائرية.
لقد أجمعت المصادر إعلامية جزائرية التي كشفت عن الخبر، أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قد أصدر؛ خلال اجتماع لمجلس الوزراء المنعقد اليوم الأربعاء 28 دجنبر 2017، من أجل توقيعه على قانون المالية لسنة 2018؛ قرارا رئاسيا بجعل رأس السنة الأمازيغية؛ والتي تصادف 12 يناير من كل عام؛ يوم عطلة وطنية في البلاد لأول مرة، لكل الجزائريين، مدفوعة الأجر.
كما أوردت تلك المواقع الإخبارية الجزائرية، قول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة: "إن هذا الإجراء؛ على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث: الإسلامية والعربية والأمازيغية؛ كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي".
كما تجدر الإشارة إلى أن معظم، إن لم نقل كل، تيارات الحركة الأمازيغية في الجزائر، ومثيلاتها في الدياسبورا، تعتبر بداية "رأس السنة الأمازيغية الجديدة" هو 13 يناير الكريكوري، بينما يتم الاحتفال ب"ليلة رأس السنة الأمازيغية" في الثاني عشر منه.
أما بصدد أصول الاحتفال بهذه المناسبة التي يطلق عليها "ينّاير"، فهناك روايتان مختلفتان:
الأولى تعتبر "ينّاير"رمزا للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما، وتفاؤلا بسنة خير وغلّة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس عموما.
أما الثانية فتذهب إلى القول بإن الاحتفال يعتبر ذكرى لليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" أو "شيشونق" على الفرعون المصري “رمسيس الثاني” في مصر.


وإذا عدنا إلى السياق الاجتماعي والسياسي، المحلي والإقليمي، الذي أعلن فيه هذا القرار خلال اجتماع مجلس الوزراء من أجل التوقيع على قانون المالية لسنة 2018؛ سنلاحظ ما يلي:

- خلال الأسابيع الأخيرة شهدت بعض المناطق التي يقطنها الأمازيغ أو أغلبية الأمازيغ احتجاجات؛ نتيجة تراجعات في ما يتعلق بترقية اللغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية؛ بولايات منطقة القبائل، وخاصة في مدينة البويرة شرق العاصمة الجزائر.


- قرار الرئيس الجزائري يعتبر بمثابة استجابة لمطالب قديمة لمنظمات وأحزاب تمثل أمازيغ الجزائر ظلت تدعو إلى ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني ويوم عطلة وطنية، مدفوعة الأجر.


- قرارات كل من المغرب والجزائر، فيما يتعلق بتدبير ملف القضية الأمازيغية، في كلي البلدين، ومنذ 1994 حين أعلن المغرب إدماج الأمازيغية في التعليم وفي الإعلام، تتسم بنوع من المنافسة والسبق إلى تهدئة الحركة الأمازيغية وإلى نوع من إحراج الدولة الأخرى أمام حركتها الأمازيغية وأمام المنتظمات الدولية خاصة منها المتعلقة بحقوق الإنسان.


- قد تستغل الجزائر جواب محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح وتحديث الإدارة والوظيفة العمومية بالمغرب، الذي أنكر وجود شيء اسمه "السنة الأمازيغية"، مؤجلا النظر في القضية إلى حين المصادقة على تفعيل القانون التنظيمي الخاص بإحداث "المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية"، بالرغم من أن هذا الموضوع يهم القانون التنظيمي الخاص ب"تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية"، الذي هو بدوره لا زال يبارح مكانه منذ ست سنوات.


أما فيما يتعلق بطبيعة القرار نفسه، فيمكن القول بأنه:
- مكسب من المكاسب التي جاءت استجابة لمطلب الحركة الأمازيغية منذ عقود؛ وعرفان للفلاح المرتبط بقضايا البيئية وكذا بالمرأة، خاصة القروية، التي حافظت وتحافظ على العادات والتقاليد المرتبطة بتدبير الندرة.
- رد الاعتبار لثقافة سكان شمال إفريقيا، التي يعتبر هذا الاحتفال من خصوصياتها تاريخا وتقويما وبيئيا ورمزيا.
- ربط هذا القرار بقرارين آخرين وهما تحضير قانون يتعلق بإنشاء "أكاديمية جزائرية للغة الأمازيغية وترقيتها وتطويرها، وتعميم اللغة الأمازيغية في كافة البرامج التعليمية.
ومن بين الملاحظات الأولية التي يمكن إبداؤها بصدد هذا القرار، فيمكن إجمالها في ما يلي:
- الروايات التي تربط هذا الاحتفال بانتصار شيشونق الليبي (الأمازيغي) على رمسيس الثاني (الفرعون المصري) تجانب الحقيقة التاريخية، لكون رمسيس الثاني توفى سنة 1213 ق.م. بينما شيشونق الأول اعتلى عرش مصر الفرعونية سنة 950 ق.م. وتوجد مجموعة من المصادر، باللغة الإنجليزية، التي تورد معلومات دقيقة عن هذا الموضوع.
- بصدد ليلة أو ليالي الاحتفال وبداية السنة الأمازيغية، توجد تواريخ مضبوطة سواء لدى الفقهاء المهتمين بعلم التوقيت أو لدى كبار الفلاحين المسنين المهتمين بمختلف أزمنة السنة الفلاحية أو لدى المسنات من النساء اللائي يهتمن بمختلف أزمنة السنة الفلاحية حفاظا على العادات والتقاليد التي تستلزمها تلك الأزمنة؛ كما تقدم لنا يوميات من مختلف مناطق شمال إفريقيا بتلك التقويمات. وتجمع على أن ليلة الاحتفال ب ئنّاير هي 13 يناير الكريكوري، وأن بداية السنة الفلاحية الجديدة / السنة الأمازيغية الجديدة هي يوم 14 يناير الكريكوري.
- نتمنى، نظرا لكون السنة الأمازيغية سنة شمسية، أن يتوحد التقويم بين مختلف بلدان تامازغا (شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء حيث يوجد الأمازيغ وجزر الكناري).
- كما نتمنى أن يكون الاعتراف الرسمي لبلدان تامازغا، بالسنة الأمازيغية وباللغة والثقافة والهوية والحضارة الأمازيغية دستوريا ويتم تفعيلها مؤسساتيا، عامل أمن ثقافي وسلم اجتماعي بين شعوب تامازغا وبينها وبين شعوب المنتظم الدولي، إسوة بمختلف التكتلات الديموقراطية في مختلف قارات العالم.
الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية