الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في كراهية خطابات الصهاينة العرب ..يوسف زيدان وخطاب مغازلة الصهاينة
هويدا صالح
2017 / 12 / 30مواضيع وابحاث سياسية
عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي تجاوز المائة عام لم يخرج علينا أحد بوجه مكشوف ودون خوف من نظرة المجتمع له متبنيا خطابا متصهينا مثلما فعل يوسف زيدان، الذي دأب منذ عامين على ترديد خطاب متصهين يفوق خطره الخطاب الصهيوني الذي يطلقه أي إسرئيلي أو منحاز لإسرائيل.
صحيح أن ظاهرة المتصهينين العرب ليست جديدة، فطوال صراعنا مع العدو التاريخي للعرب، ونحن نسمع على استحياء خطابات يطلقها عرب ينحازون لإسرائيل، ربما طمعا في دعم ما، أو جائزة كبرى، وربما كراهية في فصائل متشددة من فلسطين( حماس أنموذجا)، لكن أن يخرج علينا كاتب بهذا الوضوح ويدافع باستماتة عن حق الصهاينة فيما يفعلون ضد شعب أعزل، سُلبت منه أرضه، وأُرِيقت دماؤه، فهذا لم يحدث من قبل إلا مع ظاهرة" يوسف زيدان"، فهو يعمل منذ سنوات على تفكيك القضية الفلسطينية ونزع شرعية الحق القومي عنها، بل ويعمل جاهدا على تبييض وجوه القتلة الصهاينة بحق أخوتنا الفلسطينيين.
وحين نسمع مُسمّى"متصهين"، نتساءل فورا عن الفرق بينها وبين " الصهيوني"؟
الصهيوني هو اليهودي الذي يؤمن بحق الكيان الصهيوني( إسرائيل) في وجودها على أرض عربية سكنها العرب وعمرها منذ آلاف السنين، وهو يختلف حتما عن اليهودي الذي لا يؤمن بمقولة إن فلسطين هي أرض الميعاد، وحق عودة اليهود إليها، لذا من المنصف في خطابنا أن نوضح رفضنا التام للصهيوني الإسرائيلي وبين اليهودي كمعتننق لدين اسمه اليهودية، لكنه يعيش على أرض أخرى ، ولا يؤمن بمقولات حكماء صهيون في أرض الميعاد.
أما المتصهين، فقد أُطلِق على العربي أو المسلم الذي يتبنى وجهة نظر إسرائيل، ويدعمها نكاية في حماس أو لأسباب أخرى تخصه.
عبر تاريخ القضية الفلسطينية الذي يمتد لقرن من الزمن، تلبّس "الصهاينة العرب" بلباس التشدد والمزايدة في الوطنية لخدمة أهداف بني صهيون، لذا فحقائق التاريخ التي لا تكذب تظهر بشكل جلي ان ما دمر القضية الفلسطينية وخسّرها كل حروبها، وأسال دماء أبنائها، هم هؤلاء المتصهينون، الذين يحاولون عبر خطاباتهم بمستوياتها المختلفة( مقال ـ برنامج تلفزيوني أو إذاعي) أن يهزموا روح المقاومة لدى شعب دفع من دماء أبنائه الكثير والكثير حتى يحافظ على حقه في الحياة.
هؤلاء المتصهينون كانوا وما زالوا يقدمون خطابهم مغلفا بمزايدات عن الوطنية وغيرها، ولم يجرؤ الكثيرون منهم على مواجهة الجمهور في برامج تلفزيونية كثيفة المشاهدة وتقديم خطابه المتصهين، إلا أن يوسف زيدان لم يتورع عن هذا الفعل، فمنذ سنوات، وهو يكتب مقالات ويخرج في لقاءات تلفزيونية جماهيرية يشكك في حق شعب فلسطين في قضيته العادلة، بل يقدم لنا إسرائيل باعتبارها دولة يمكن إقامة سلام معها، بل وصل به الأمر أن يشكك في تاريخية الإسراء والمعراج، وأنه لم يكن نحو المسجد الأقصى، وحول كون المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وأن المسجد الحالي ليس هو المسجد الأقصى، وهكذا يغلف خطابه المتصهين بخطاب يقدمه للعالم على أنه خطاب تاريخي، لكن هذه التصريحات تستحق التوقف والتفنيد من قبل المفكرين المنصفين والرفض المجتمعي من قبل عامة الناس.
من أقوال زيدان في تعليق على زيارة بابا الإسكندرية، تواضرس، للقدس الشريف، إن لا قدسَ في المسيحيّة، حيث عاش اليهود، قبل المسيحيّة بمئتي عام على أمل المخلّص، أسموه ماشيح، وهي كلمة بالعبريّة تقابلها بالعربيّة، الممسوح بالزيت المقدّس، ما سبّب جلبةً داخل الدولة الرومانيّة؛ فقام عدد من اليهود بالتواطؤ مع الدولة الرومانية لإخبارهم بكل من يدّعي النبوة، حتى جاء الملك إليانوس، وقرر تدمير عاصمة اليهود، أورشليم، أو كما يسميّها اليهود بيت همقداش (بيت المقدس)، وأمر بمسحها عن الوجود، وكان ذلك في عام 70 ميلاديّة، ركّز المسيحيّون على المدينة التي بناها إليانوس، وأسموها إيلياء، حتى عندما فتحها عمر بن الخطاب كان اسمها كذلك، وقال إن ما نسميها بـ العهدة العمريّة هي تعهد بن الخطاب لأهل إيلياء، وهي لا تحتوي كلمة القدس".
إذن هو ينفي وجود القدس ليس في الميراث الديني المسيحي وحده، بل في الميراث الديني الإسلامي، في محاولة لنزع رهبة قدسية المدينة، حتى يسهل الصراع على إسرائيل، ومن خلفها أمريكا، وربما إجماع دول العالم، باستثناء سبعة جزء صغيرة وأمريكا وإسرائيل، خير رد على عربية مدينة بيت المقدس، وأن ليس من حق إسرائيل اتخاذها عاصمة لها.
لكن لماذا يتبنى زيدان مقولات الكاتب الصهيوني" مردخاي كيدار" عن أن مقداش التي تنطق القدس في العربية ليست مدينة العرب، ويستدل على عدم عربيتها بأن مقداش كلمة عبرية ، ونسي أن القدس في العبرية هي أورشليم، وهي محرفة عن كلمة عربية " أور سالم" حيث سكنتها تلك القبيلة العربية وأنشأتها قبل آلاف السنين.
بل إن زيدان يروج لمقولة الصهيوني "نيسيم دانا"، رئيس وحدة العلوم الاجتماعية في جامعة أرئيل الاستيطانيّة، القائل إن الإسراء والمعراج كان إلى المدينة المنورة لا إلى القدس الشريف، فيردد زيدان مع عمرو أديب ضمن برنامج "كل يوم" أن الإسراء كان إلى المدينة المنورة أما المعراج ـ بحسب قوله ـ" معرفش جابوه منين"، بل يغالي زيدان، ويزايد على الصهاينة أنفسهم قائلا: ""المسجد الموجود في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى وليس مكانًا مقدسًا"، قائلاً: "مغالطات تاريخية تدخل في باب التفاهات".
ولأنه قال إن "الصراع العربي-الإسرائيلي قائم على لا سبب ، حيث أن القادة في الجانبين يضحكون على شعوبهم" فكان من الطبيعي أن تخرج السفارة الإسرائيلية في القاهرة بتقديم الشكر له، فهل ثمة مصالح يهدف زيدان إلى تحقيقها؟ أم أنه يراهن على نيل جائزة نوبل بعد أن نال أكبر جائزة في الوطن العربي؟.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لم تتمكني
سيلوس العراقي
(
2017 / 12 / 30 - 16:53
)
للاسف من تفنيد مقولات يوسف زيدان الواردة في مقالك
لا لغويا
ولا تاريخيا
نتمنى لك التوفيق في محاولة أخرى
بعد ان ترجعي فقط الى معاجم عربية وعبرية رصينة وقديمة
والى مراجع تاريخية رومانية وبيزنطية موثوق بها
تحية
2 - تحليل لمقال هويدا صالح -في كراهية خطابات الصهاينة
محسن بن علي
(
2018 / 1 / 1 - 17:00
)
تحليل لمقال هويدا صالح -في كراهية خطابات الصهاينة العرب. يوسف زيدان وخطاب مغازلة الصهاينة-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=584450
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي