الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفة الأقليم هو النفاق !!

عبدالسلام سامي محمد

2017 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما من امة افلحت او تقدمت اذا نافقت لحكامها و اذا غضت النظر عن سلبياتها و اخطائها او اذا حاولت تعليق اسباب فشلها على شماعة الاخرين . و من هذا المنطلق الصحيح و حفاظا على قول الحقيقة و كوني مواطن متجذر من اقليم كوردستان احاول و في كل مرة و حسب معرفتي المتواضعة لحيثيات الأمور القيام بوضع النقاط على الحروف و توجيه النقد و حتى الكلام اللاذع الى المسببين لمعانات شعبنا في الاقليم بدلا من القيام بالنفاق للسلطات الاحزاب و القيادات و عوضا عن البحث عن الحجح و الذرائع الواهية لتبرئة مواقف الاطراف التي سببت و تسبب لشعبنا الكثير من الإجهاض و المعاناة و لمجتمعاتنا النكبات تلو النكبات ،، فما يهمني اكثر من اي سيء هو ان يتمكن شعب الاقليم و كذلك جميع الناس و على اختلاف لغاتهم و مذاهبهم أن يعيشوا أحرارا سعداء و ان يكون لهم و لأجيالهم القادمة مستقبلا موعودا و زاهرا ،، و عند الرجوع الى وضع الأقليم المتأزم سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا و في خضم الحديث عن الازمات المختلفة و المستمرة في هذه المنطقة المبتلية بالصراعات السياسية و القومية و الدينية القوية و خاصة تلك النزاعات القائمة و المستمرة بين الاقليم و حكومة المركز على وجه التحديد و خاصة بعد حلول النكسة المريرة الأخيرة على شعبنا الكوردي في اقليم كوردستان اذبان الإعلان عن نتائج الاستفتاء لاحظت أن الحزبين الحاكمين في اقليم كوردستان حاولا في الماضي و تحاولان الان بل و في كل مرة و بشتى الطرق و الوسائل اقناع الشعب الكوردي المغلوب على امره في الاقليم و من خلال الصرف السخي على المنافقين و وعاظ السلاطين و الاعلام الحزبي المزيف تبرئة قياداتها الفاسدة من اسباب الفشل الذريع لإدارة دفة الحكم في الاقليم و كذلك لتبرئة اسباب النكسة الأخيرة التي تلت إعلان نتيجة الاستفتاء ،، كما أن الحزبين الحاكمين يحاولان اليوم و اكثر من اي وقت مضى البحث عن شتى الحجج و الذرائع و نسج مختلف الأكاذيب و التلفيقات لجر الاقليم و شعبه الى ازمات و معانات و حروب و مواجهات جديدة و اضافية مع المركز او مع الاحزاب الكوردية المعارصة لنهج تلك الاحزاب و ذلك للقفز على الازمات المستعصية الحالية التي يمر بها الاقليم و لتبرئة الازمة الاقتصادية و السياسية المعقدة الحالية و كل ذلك من خلال تعليق اسباب فشل قيادات الحزبين الحاكمين للاقليم لفترة أكثر من ربع قرن على شماعة الاخرين و خاصة على شماعة حكومة المركز السابقة و كذلك الحالية و التي تتحمل هي الأخرى ايضا و من دون اي شك الكثير من المسؤولية لما الت اليها الأوضاع و لما حدث و يحدث لشعب العراق و للشعب الكوردي في الاقليم من ويلات و منذ زمن طويل و ذلك لنهجها القومي المتعصب و الطائفي المحاصصي المشين و لعدم التزامها و منذ البداية بتطبيق و مراعاة نصوص الدستور ،، لكن و بالرغم من طائفية و تخلف و فساد حكم المركز و منذ رحيل الطاغية هدام و الى يومنا هذا ألا ان التلميح و الاشارة فقط الى فشل الحكومة المركزية في تطبيق المواد و البنود الدستورية و استثناء سلطات الاقليم من ذلك لهو كذب و نفاق و طعن في الحقيقة و المصداقية لكل من يقوم بذلك ،، إضافة إلى ذلك فمهما كانت المواقف التي اتخذها حكومة المركز من حكومة الاقليم و شعبه عدائية و طائفية و عنصرية و غير سليمة لحد الان إلا أن ذلك لا يعني أبدا أن مواقف حكومة الاقليم و قياداتها الفاسدة كانت دائما صحيحة و سليمة و إيجابية كون اقليم كوردستان كانت خلال كل تلك المدة المنصرمة و بالأحرى منذ عام 1991 تدار فقط من قبل احزاب الاقليم نفسها بل و بمعزل شبه كامل عن تأثيرات و تدخلات حكومة المركز ،، فالأقليم كان و الى حد بعيد إدارة ذاتية شبه مستقلة منفصلة عن العراق بشكل سبه كامل كما ذكرت و كانت احزاب الاقليم تحكم نفسها بنفسها فهل من الحق و الإنصاف القول ان المركز كان من وراء إقامة النظام الفيفتي فيفتي المحاصصي الفاسد القذر في الاقليم مثلا ؟؟ او هل يصح لنا الإدعاء بأن المركز او حزب الدعوة هي التي كانت تشرف على ادارة دفة الحكم في الاقليم كل هذه السنين و الاعوام العجاف ؟؟ او هل يمكن القول ان المركز كان من وراء افساد المجتمع الكوردستاني فكرا و عقلا و ثقافة و سلوكا كل هذه المدة الطويلة ؟؟ و هل يحق القول ان المركز هو الذي أعطى الإشارة الخضراء لقيادات الاقليم لسرقة العشرات و المئات من المليارات من الميزانية العامة المخصصة لأعادة اعمار الأقليم كل هذه الفترة الزمنية ؟؟ او هل يمكن تصديق القول ان المركز هو الذي قام بتعطيل دور البرلمان و القضاء و الصحافة و دور النشر و الاعلام و كل مؤسسات المجتمع المدني و حقوق الانسان في الأقليم ؟؟ او هل يصدق احدا اذا قلنا ان المركز هو الذي احتكر اقتصاد الاقليم لنفسه و حول المجتمع الكوردستاني إلى مجتمع فاسد و عاطل و مهمل و غير منتج و متكل على الرواتب و الهبات و المساعدات الحزبية كل هذه الفترة الزمنية الطويلة و الى يومنا هذا ؟؟ او هل يمكن تصديق القول اذا قلنا أن المركز هو الذي قسم الاقليم إلى منطقتين ذات ادارتين متصارعتين و الى شعبين و جيشين متنازعين و الى جهتين و جبهتين معارضتين متضادتين كل هذا الوقت ؟؟ و هل يمكن القول بأن المركز هو الذي كان من وراء الملاحقات و المداهمات و تعذيب السجناء و المعتقلين من دون محاكمة و كان من وراء كتم الافواه و انتهاك الحقوق و الحريات و الاعراض في الاقليم ؟؟ و هل يعقل اذا أدعينا ان المركز هو الذي كان سببا من وراء تعذيب و قتل الصحفيين و محاربة المعارضين السياسيين و تهميش دور احزاب المعارضة في الاقليم ؟؟ او هل سنكون مع الحقيقة اذا جعلنا المركز سببا رئيسيا من وراء الاقتتال الداخلي الذي حصل بين أعوان حزب البارتي و اليكيتي في بداية التسعينيات و التي راح ضحيتها الالاف من خيرة أبناء شعبنا جراء صراع القيادات للاستحواذ على الأموال من إلأيرادات الحدودية ؟؟ ثم و هل أن الحق سيكون في طرفنا اذا وضعنا الخيانة العظمى و جرائم القتل الجماعي و الابادة الجماعية التي تعرض لها أبناء شعبنا من الايزيديين على عاتق المركز ؟؟ ثم و هل كان المركز سببا من وراء إدخال القوات العسكرية و الاجهزة المخابراتية التركية في اقليم كوردستان ؟؟ و بعد ذلك فهل كان العبادي أو الجحشري من وراء اعلان الحرب على حزب العمال الكوردستاني في عام 1996 ،، او في فرض الحصار الاقتصادي المشين على كوردستان روژآفا ،، أو في إرسال الجحوش و المرتزقة لمقاتلتهم و بالتنسيق و التعاون مع مرتزقة النظام العنصري الفاشي لقردوغان ؟؟ أو هل يحق القول ان المركز و المالكي و العبادي او الجحشري كانوا من وراء الخيانة الاخيرة لقيادات البارتي و اليكيتي و كانوا من وراء الانسحاب الجماعي المخزي لقوات البيشمركة من مدينة كركوك و طوزخورماتو و خانقين و المندلي و سنجار و زمار و كل المناطق المتنازعة عليها ؟؟ ،، و اخيرا و ليس اخرا و هل يحق القول ان العبادي و غيرهم كانوا من وراء التصدي بالرصاص الحي للمظاهرات الأخيرة التي قامت في كل من محافظة السليمانية و حلبجة و المناطق التابعة لهما و التي أدت الى سفك دماء الكثيرين من أبناء شعبنا لمجرد قيامهم بالمطالبة بمستحقاتهم المعيشية و لأستعادة حقوقهم و كرامتهم الانسانية ؟؟ لذا فإن كل هذه الأسئلة و غيرها ينبغي الإجابة عليها اولا قبل القيام بتبرئة المواقف لقيادات البارتي و اليكيتي من خلال نظرية المؤامرة التي تسوقها اعلامهم الحزبي المقزز في اقليم كوردستان ،، بل و قبل ألقيام بشتم الغير و وصفهم بالمجرمين كمحاولة خبيثة من البعض لأيصال رسائل نفاقية مبطنة الى سلطات الاقليم لكسب عطفهم و مودتهم و من اجل تعزيز مصالحهم الشخصية هناك و على حساب التستر على الجرائم الكبيرة التي اقترفها قيادات الاقليم بحق شعبنا المظلوم في اقليم كوردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت