الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أشبه اليوم بالبارحة..

كفاح حسن

2018 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 1978 تفاجأ الناس بإنطلاق التظاهرات في إيران.. المعقل القوي للنظام الشاهنشاهي.. لم يصدقوا في وقتها بأن هذه التظاهرات ستؤدي إلى نتيجة.. فنظام حكم الشاه من القوة و الجبروت لا تستطيع المظاهرات ان تهدده.. و كان موقف الحوزات الشيعية في البداية هو تأييد نظام الشاه و اعتبار تصاعد حركة الاحتجاج الشعبي مؤامرة غربية ضد النظام الشيعي الوحيد في العالم.. و حاول الشاه من خلال قوته القمعية و رجال الدين إيقاف تصاعد حركة الاحتجاج.. و ارسل زوجته فرح إلى مراقد الأئمة في كربلاء و النجف كوسيلة رخيصة لشراء عطف الناس و جمهرة الغاضبين.
و في وقتها كانت حركة احتجاج عارمة و متصاعدة و لكنها كانت عفوية و تفتقد إلى قيادة تقود المتظاهرين إلى النجاح في القضاء على الجبروت الشاهنشاهي..
و هنا جاء الحل جاهزا.. ففي النجف كان يقيم رجل الدين الذي ابعده الشاه عن ايران بعدما أعلن اعتراضه على برنامج الشاه للإصلاح الزراعي و ضرب الإقطاع المتخلف في الريف الإيراني. و كان الإمام الخميني .. هو رجل الدين المدعوم من البازار الإيراني.. فهو شخصية جاهزة لان تكون قائدة لثورة الشعب الإيراني.. فهو رجل دين و يضمن الآمان لتجار البازار و يقطع الطريق على اليسار و ممثليه من قيادة ثورة الجماهير. و هكذا برز الإمام الخميني و انتقل من النجف إلى ضاحية في باريس ليقوم من هناك توجيه نداءاته إلى الجماهير الغاضبة.. و مع تصاعد نجم الخميني أفل نجم الشاه و نظامه.. إلى ذلك اليوم من شباط 1979 حيث حملت طائرة فرنسية الإمام الخميني إلى طهران.. و في نفس اليوم هرب الشاه من طهران نحو مصر هاربا من الغضب الجماهيري.
أحداث اليوم تذكرنا بإنطلاق الثورة الإيرانية في 1978.. فهي حركة جماهيرية متصاعدة و جدية في معاداة النظام و الحلم بإسقاطه.. و لكن هذه الاحتجاجات عفوية و تفتقد إلى قيادة حقيقية محلية أو وطنية تقودها نحو هدفها في إنهاء حكم الملالي..
ترى هل سيعيد التأريخ نفسه بمهزلة جلب قائد لهذه الحركة من خارج الحركة ليركب موجة الغضب الجماهيري. و لكن سيدخل البلاد في دهليز من نظام بديل لا يختلف عن سابقه..
ان الشعب الإيراني من الشعوب المتميزة في المنطقة بحضارته التي تمتد لأكثر من ألفين سنة.. شعب عرف بتراثه العلمي و الثقافي المبدع.. شعب احب بلاده بغض النظر عن موقفه من الحاكمين.. هل سيجد قادة ميدانيين حقيقيين من وسط المنتفضين ليقودوا حركة الاحتجاج نحو تحطيم نظام الملالي و بناء نظام ديمقراطي علماني على انقاضه.. ام سيعيد التأريخ ببديل مشوه و مفروض يسرق النصر من الجماهير المحتجة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا