الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتذكر ثورة اكتوبر البلشفية

فؤاد النمري

2018 / 1 / 2
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا




كان جميلا ان يفرد "الحوار المتمدن" ملفاً خاصاً للذكرى المئوية لثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى . أما أن ينشر الحوار المتمدن كل المقالات التي تطعن في الثورة وتنسب كل المثالب لها فمن الإنصاف ولو بمقدار ألا ننسب كل الإنكار للثورة لهيئة التحرير بل هم الكتاب الذين يتحملون معظم الوزر . جميع الكتاب الذيم شاركوا في الملف لم يكونوا على قدر المهمة . وكيلا يتهمني بعضهم بالفوقية دفاعاً عن النفس أدرج هنا ثلاث نقاط لا يجوز القفز عنها، قفز عنها جميع الكتاب المشاركين في الملف .

النقطة الأولى وهي المجودات الحربية العملاقة التي بذلها الاتحاد السوفياتي في مواجهة النازية ليس في ألمانيا وحدها بل وفي معظم الدول الأوروبية . أن يأمر ستالين خلافاً لأمر غرفة العمليات فتح جبهة حربية على عرض القارة الأوروبية يشارك فيها حوالي ثلاث ملايين جندياً بهدف إنقاذ جيوش الإنزال النورماندي من الهلاك في 12 يناير 1945 لهو أمر ينفي كل الترهات حول البيروقراطية وغياب الديموقراطية . المحللون الإستراتيحيون في الغرب إعترفوا أن الإتحاد السوفياتي ما كان ليكون بكل هذا الجبروت لو لم يكن اشتراكياً . أما الكتبة في الملف فيقفزون عن هذه الحقيقة العظمى .

النقطة الثانية وهي أن أحدا من كتاب الملف لم يذكر أن الثورة الإشتراكية ما كانت لتغيب إلا بسبب الصراع الطبقي الذي هو وحده محرك التاريخ . كيف لدولة البروليتاريا أن تنهار بغير الصراع الطبقي ؟ ألا يذكر الكتاب في الملف أمر الصراع الطبقي فذلك يعني أن أحداً من هؤلاء الكتاب ليس له أدنى علاقة بالماركسية وعليه لا يجوز له أن يشارك في الإحتفاء بالذكرى المئوية للثورة الاشتراكية . يبدو أن أحداً من هؤلاء الكتاب لم يقرأ كتاب ستالين "القضايا الإقتصادية للإشتركية في الاتحاد السوفياتي" الصادر في العام 1952 حيث يتحدث الكتاب عما دار في الندوة التي عقدها الحزب في العام 1951 وكان معظم المنتدين يرون وجوب تسعير الصراع الطبقي بخلاف ستالين الذي كان يرى أن تسعيرالصراع الطبقي من شأنه أن يشكل خطراً حقيقياً على الثورة .

النقطة الثالثة وهي النقطة الأهم والتي تفيد أن الثورة الإشتراكية البلشفية لم تمت وهي ما زالت حيّة في الأرض . ثورة التحرر الوطني 1946 – 1972 ما كانت لتكون بدون المظلة السوفياتية وخروج الإتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض . خلال تلك الثورة نجحت كل المستعمرات والدول التابعة في فك ارتباطها بمراكز الرأسمالية وبذلك سدت منافذ فائض الإنتاج المتحقق بالضرورة في مراكز النظام الرأسمالي العالمي وانهار النظام في ارضه . لم يعقب انهيار النظام الرأسمالي أي نظام للإنتاج . عالم اليوم هو عالم فوضى الهروب من الاشتراكية التي بدأتها البورجوازية الوضيعة السوفياتية . البورجوازية الوضيعة السوفياتية قوضت النظام الاشتراكي دون أن يكون لديها البديل . ثمة من يزعم أن البورجوازية الوضيعة الروسية هي اليوم في طور بناء النظام الرأسمالي وهذا زعم لا يستحق المناقشة، ليس لأن البورجوازية الوضيعة هي عضوياً عدو للنظام الرأسمالي بل لأن النظام الرأسمالي انهارفي العالم فكيف له أن يعود في روسيا !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقييم المقال
فؤاد النمري ( 2018 / 1 / 3 - 04:08 )
المقال حتى الساعة نال 6 أصفار

لكن كل ما قاله المقال هو أن ثلاثة حقائق هامة جداً تشير إلى قيمة ثورة أكتوبر الإشتراكية في الحياة الدولية غابت عن كل المقالات في ملف الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الإشتراكية

نصيحتي لأولئك الذين قيموا المقال بدرجة الصفر أن يحترموا عقولهم وليس الكاتب وما يقول

كيف يمكن أن نحيي ذكرى ثورة أكتوبر دون الوقوف عند هذه الحقائق العظمى في حياة الثورة !؟


2 - عودة الرأسمالية ضد حركة التاريخ المادي
نجاة طلحة ( 2018 / 1 / 4 - 01:36 )
من يقول بأن الصراع الطبقي يمكن أن يتوقف في أي مرحلة كانت قبل مرحلة الشيوعية، بما في ذلك المراحل الأولى للأشتراكية، عليه أن يعيد قراءة الماركسية. وأي تحليل يُبنى على عودة الرأسمالية من جديد في روسيا أو أي مكان آخر فهو يرفض ويشكك في المادية التاريخية التي ليس فيها مجال -للخلف در-


3 - الرفيقة الأثيرة نجاة طلحة
فؤاد النمري ( 2018 / 1 / 4 - 08:47 )
أفتقدتك لبعض الوقت فيما أحب أن تكوني دائما لجانب البلاشفة الجدد
كتبت التنبيه أعلاه لأؤكد أن الماركسيين المفلسين فيما بعد انهيارالاتحاد السوفياتي لا يعرفون ثورة أكتوبر ومفاعيلها العاملة حتى اليوم في العلاقات الدولية
بفعل ثورة أكتوبر يفتقد عالم اليوم أي نظام مستقر للإنتاج الأمر الذي يعني أن عالم اليوم هو بالضبط فوضى العروب من الاستحقاق الإشتراكي
يخرج علينا اليوم قادة الشيوعيين العرب باستراتيجية سمجة ورجعية تقول بوجوب إعادة هذه الفوضى إلى القيم اليورجوازية والتي اندثرت حتى في العالم البورجوازي الرأسمالي

لا تعود الديموقراطية البورجوازية إلا بإعادة النظام الرأسمالي إلى الحياة من جديد !!

من من الماركسيين المفلسين يعرف قيمة وأبعاد الخطة الخماسية الخامسة التي ألغاها الحزب الشيوعي في سبتمبر 1953 بطلب من الجيش ؟
هل يعرف أحد في حزبكم أن ستالين صاغ تلك الخطة ليس فقط لتنعم الشعوب السوفياتية بالرفاه فقط بل ولكي تستعيد البروليتاريا قبضتها الفولاذية على الدولة والتي ارتخت بفعل الحرب !؟

يؤسفني أن هيئة التحرير لم تعط تنبيهي أعلاه ما يستحق على صفحتها الأولى


4 - إلى ماجد عايف من البصرةأأ
فؤاد النمري ( 2018 / 1 / 25 - 09:50 )
للأسف ماجد عايف لا يعرف ما يعرفه حتى الأطفال وهو أن الماركسية إنما هي نظرية تتحدث في التطور الإقتصادي
هل لم بعد هناك اقتصاد في البصرة

اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران