الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإشتراكية التحررية!

محمد رضوان

2018 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هناك تصور واحد سائد داخل الأوساط الثقافية عن الشيوعية، تصور يتلخص في النموذج الفاشي للإتحاد السوفيتي، في كوريا الشمالية، في الصين، لكن في الواقع ان كل تلك النماذج هي للماركسية كأيدولوجية للدولة وانا اعتبرها احد نظم الحكم في العصر الحديث بإعتبارها مجرد منافس للتيارات الاخري علي الحكم .
يوجد ما يسمي "الإشتراكية التحررية" او الاشتراكية اللاسلطوية، لن اتحدث عن كونها الفرع الاخر للاشتراكية العلمية او عن بضعة جمل رنانة حول الاممية الاولي وهذا الحديث المعتاد تكراره لدي الكثير لكن هنا سأوضح نقاط هامة حول الاشتراكية التحررية .
الإشتراكية التحررية لم تُكتب داخل احد الجامعات وليست نتاج جهد ذهني لشخص او مجموعة اشخاص بل هي سلسلة طويلة جدا ومتصلة لمختلف نضالات وكفاح الشعوب ضد الجهاز البيروقراطي سواء لدولة النبلاء او لدولة البرجوازيين واثناء "حركة" تلك السلسلة عبر مسار حركة التاريخ ظهر العديد من المثقفين الذين لاحظوا وقد أدرك وعيهم تلك الحركة التي هي ذاتها جوهر حقيقة الصراع (الصراع الطبقي) فوضع كلاً منهم نظرياته الثورية حول طبيعة هذا الحركة، وضع إطار ثقافي محدد علي نسق واضح، من هنا تحولت الاشتراكية التحررية الي أيدولوجية لكنها الأيدولوجية الثورية الوحيدة، لماذا ؟
اصعد الي السماء وقف بمنتصفها وانظر الي جميع الأيدولوجيات والتيارات المختلفة علي وجه الأرض من اقصي اليمين الي اقصي اليسار، ماذا تري ؟
انا اري مسارين اثنين احدهما هو جميع الأيدولوجيات والتيارات السياسية المختلفة التي لا يمكن ان تتحقق الا عبر الوصول لقمة السلطة، فالسلطة لهم هي الهدف الأسمي والغاية القصوي لأن بدون السلطة لا يمكن لأي من هذه الايدولوجيات والبرامج ان تتحقق ماديا لذلك فالقول "بأن السلطة وسيلة وليست غاية" هو قول مبني علي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بإعتبار الدولة وهي الشكل الاكثر تعقيداً للسلطة هي "شر محض لابد منه " علي لسان الغالبية العظمي لمنظريها عبر التاريخ.
والمسار الاخر هو الاشتراكية التحررية وهي الأيدولوجية الجماهيرية المعادية للسلطة والتي كانت وما تزال بين يدي التنظيمات" الدعائية" في حالة الركود الجماهيري تحميها من الأمراض البرجوازية وتعيدها الي الجماهير في وقت ادراكها للحظتها التاريخية والانتفاضة الإجتماعية ليشاركوا الجماهير في اسقاط الدولة ذاك التنظيم الإجتماعي التاريخي العتيق الذي اصبح وجوده متجلي في الجهاز البيروقراطي اكبر عائق لجميع الشعوب نحو تقدمها الي الأمام .
أي مسار هو الأكثر منطقية وواقعية وعملية ؟
لذلك لا يمكن ان نصنف الإشتراكية التحررية بإعتبارها اقصي اليسار الراديكالي، تلك مغالطة شنيعة، فهي لا تنافس اي نظير لها علي الحكم بل تحمل كاطار ثقافي حاجة الجماهير التاريخية والحالية في التخلص من ذلك النظام السائد، نظام الدولة والانتخابات الشكلية المزيفة والتنافس ومنظومة العمل المأجور، في التخلص من الحروب القومية التي هي نتيجة طبيعية لوجود الدولة والمجاعات المنتشرة التي هي نتيجة حتمية للتفاوت الطبقي الذي لا يكمن إلغائه وإن امكن تقليصه بإعتباره طبيعة تكوين الجهاز الطبقي ذاته (الدولة) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت