الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشيع قراءة عراقية للاسلام

منار عبدالهادي ابراهيم

2018 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عندما دخل العرب ارض العراق خلال فتوحاتهم الاسلامية تعاملوا مع سكان تلك الارض بنوع من الفوقية والتحقير وذلك لان العراقيين كانوا على دين ولغة مختلفين عما يحمله الفاتحون , اذ كان العراقيون يدينون بالمذهب النسطوري , وهو مذهب مسيحي نشأ في العراق حينما حاول العراقيون تمييز هويتهم واستقلال دينهم , الذي استعاضوا به عن ديانة الكواكب التي كانوا يعتنقونا لأسباب ليس بصدد الخوض بها , عن الكنيسة الرومانية وقد عرفت بكنيسة بابل وعرفت ظلما في كتب الغرب بكنيسة فارس باعتبار العراق كان خاضعا للحكم الفارسي , كما كانت لغة العراقيين في ذلك الوقت هي الارامية (السريانية حاليا) بالإضافة الى الفارسية . ان معاملة العرب للعراقيين بفوقية ساهم في تنامي شعور المظلومية لدى سكان العراق , كما دفع فيهم تراثهم الحضاري الرغبة الى ابراز هويتهم وتمييزها عن الفكر القادم من الصحراء .
ان اتخاذ علي ابن ابي طالب للكوفة القريبة من عاصمة العراقيين القديمة بابل كعاصمة لخلافته الاسلامية , وحصول واقعة الطف , شكلا نقطة هامة في تاريخ العراق . حيث ان اتخاذ علي للكوفة كعاصمة اعاد الثقة الى العراقيين انفسهم بعد ان فقدوا عاصمتهم التاريخية بابل وأصبحت الكوفة المركز السياسي والعالمي الأوّل في العالم الإسلامي ، فهاجر إليها الناس وطلاب العلم ، واتسعت بناءً وسكاناً ، وعظمت مكانةً وشأناً في كلّ جانب مما حدا بهم الى حب شخصية علي ابن ابي طالب وتقديسها . اما حصول واقعة الطف ومقتل الحسين ابن علي في كربلاء , جعلت العراقيين يسوقون مظلوميتهم من خلال ابرازهم لمظلومية الحسين كما ساهمت تلك الاحداث بدمج موروثاتهم العقائدية مع الدين الجديد , اذ كان العراقيين القدامى يقدسون عشتار ويرمزون لها بكوكب الزهرة كما انهم كانوا يبكون وينوحون ويقيمون طقوسا خاصة بسبب موت تموز حسب الميثولوجيا العراقية , ولان عقليتهم كانت مشبعة بذلك التراث , ولأنهم كانوا يريدون ابراز هوية خاصة بهم تميزهم عن غيرهم من المسلمين القادمين من الصحراء , ادخلوا او دمجوا ذلك التراث مع الدين الجديد فقدسوا فاطمة بنت محمد وأطلقوا عليها لقب الزهرة وبدئوا يقيمون طقوسا خاصة تتضمن بكاء ونواح بذكرى مقتل الحسين كما ان ايمانهم بفكرة القربان جعلهم يتبنون فكرة ان الحسين قدم نفسه قربانا للبشرية . حتى فكرة غيبة الامام المهدي وظهوره في اخر الزمان ليملئ الارض عدلا وقسطا التي يؤمن بها العراقيين الشيعة هي ايضا لها تجليات بابلية حيث كان العراقيين القدامى يتوقعون عودة تموز التي تضع نهاية لأشهر القحط والجفاف . الشيعة ليسوا فرقة خارجة عن الاسلام كما يقول البعض بل انهم جماعة من المسلمين العراقيين ارادوا ابراز هويتهم الثقافية من خلال الاسلام , وانتشرت فيما بعد الى ارجاء العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست