الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الشعبية الراهنة ضد نظام الإيراني وآفاقها المستقبلية

جابر احمد

2018 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت الساحة الإيرانية ومنذالثامن والعشرين ديسمبرمن العام 2017 انتفاضة شاملة ضد نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري، شارك فيها كافة المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم القومية. وبما أننا نعيش في المراحل الأولى لهذهالانتفاضة فالأمر يتطلب منا الاستعداد التام لخوض النضال ضد هذا النظام سواء في هذه المرحلة أو في المراحل القادمة.
ولعل أولى الواجبات الملقاة على عاتقنا في هذا السياق, نحن كأبناءللشعب العربي الاهوازي – الاحوازي، سواء كقوى وطنية أو كتنظيمات أو كأحزاب سياسية هو الفهم العميق لمضمون هذه الانتفاضة وخصائصها و أيضا المرحلة التي يمر بها نضال شعبنا حيث نعتقد:
1- أن هذه الانتفاضة هي بعيدة كل البعد عن إطار النظام الحاكم ولا تنتمي إلى أي مجموعة من تياراته، ولكنها انتفاضة شعبية تستهدف النظام برمته.
2- أن البذرة الأساسية لهذه الانتفاضة تتشكل من القوى الكادحة والمحرومة في المجتمع ,تلك التي لا تخشى أي شي تتفقده ،من هنا يمكن القول بأن لهذه الانتفاضة مضمون طبقي،كانت بدأت بمطالب اقتصادية. وذلك نتيجة لمعرفتهم بالسبب الأساسي لفقرهم وحرمانهم من العيش الكريم, ألا وهو نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم, وقد اتخذت- فيما بعد-وبسرعة طابعا راديكاليا، فاستهدفت السلطة الحاكمة بكل تياراتها,لأن هذا النظام غير قادر على حل أقل ما يمكن من المشاكل الاقتصادية لهذه الطبقات المحرومة, ولهذا السبب فإن هذه الانتفاضة سوف تستمر ولن تتوقف.
3- أن من أهم ما يميز هذه الانتفاضة شموليتها, فهي وخلافا للانتفاضات السابقة لها, ليست مرتبطة بفئة أو طبقة وليست مقتصرة على مدينة واحدة أو عدة مدن كبرى فقط, كما أن شعارها الأساسي هو إسقاط النظام المتجبر المجرم .
4- لقد انطلقت هذا الانتفاضة " بشكل عفوي " بادىء ذي بدء, ولكن مما لاشك فيه بأنها وكما تشكلت وانطلقت فسوف تفرز قيادتها الخاصة بها. وبما أن هذه القيادة سوف تنبثق من رحم هذه الانتفاضة فلن تكون لعبة بيد أي من التيارات الحاكمة في إيران.
5- خلافا للسنوات التي سبقت الحركة الخضراء, والتي كان المجتمع الدولي قد اتخذ موقف المتفرج تجاهها, فإنه قد أعلن عن تأييده لهذه الانتفاضة الحالية, مراقبا عن كثب ممارسات النظام الإيراني ضدها. وخلافا للسنوات السابقة فان الظروف داخليا وإقليميا وعالميا تساعد على إسقاط النظام.
هذه السمات الأساسية هي أكبر دليل على راديكالية هذه الانتفاضة،لذلكيتبقي لدى النظام بعض الخيارات, كل واحد منهما أسوء من الآخر. الأمر الذي من شأنه أن يجذر هذه الانتفاضة ويجعلها أكثر راديكالية.وبذلك فإنها سوف تزيد من فعاليتها، في حين أن خيارات النظام تجاهها يمكن تلخيصها على النحو التالي:
1- القمع المقرون بجو من الأمل يوحي بحل المشكلات الاقتصادية.
2- إجراء عمل جراحي للنظام من الداخل والتضحية بعدد من الأفراد, من أجل بث الأمل في النفوس, وذلك عبرتعويمشخص أو وجه معارض من داخل المجتمع .
3- كما هي الحال في سياسات النظام السابقة, فإنه سيحاول تصدير هذه الأزمة بواسطة الحرب إلىأحد البلدان المجاورة, وأنسبها هي المملكة العربية السعودية .
4- الاستسلام للظروف و للمطالب الدولية في حل المسائل الإقليمية,وبقية الملفاتالمختلف عليها.
مواقفنا وواجباتنا إزاء هذه الانتفاضة الشاملة
1- المشاركة الفعالة في جميع المظاهرات والاحتجاجات, وأن يكون الهدف تحقيق وحدة الشعار والعمل، وأي تصرف خارج هذا الإطارسيكون ضارا بنا في نهاية المطاف.
2- يسعى النظام الإيراني إلى ربط هذه الانتفاضة وهذهالمظاهرات, بالعامل الخارجي, كي يتسنى له قمعها.بالنسبة لنا كشعب عربي فإن ذرائع هذا النظام ناتجة عن بعض الشعارات المنفلتة من عقالها, والتي يطلقها البعض من مثل: الدعوة إلى الانفصال وتشكيل " دولة في المنفى ", وذلك دون الأخذ بعين الاعتبار للإمكانيات الداخلية وللظروف الدولية و الإقليمية التي تؤيد مثل هذا التوجه، مما يوفر الحجة لضربنا، ولتأليب الآخرين علينا.
3- من هنا فإن رفع أي شعار ومطلب خارج إطار هذه الانتفاضة العامة في الوقت الراهن هوعمل غير محبب، لأن هدف الجميع في هذه المرحلة يجب أن يكون إسقاط نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري لا غير.
4- من أجل إثبات وجودنا وحضورنا يجب أن نعلن ونقول بأنناجزء لا يتجزأ من هذه الانتفاضة الشاملة وذلك كي نضمن حقوق شعبنا مستقبلا وألا نضيعها، من هنا يجب أن نشارك في هذه المظاهرات بهوية الشعب العربي, وذلك عبر لف الكوفية بمختلف ألوانها على الرقاب, رافعين نفس الشعارات العامة. مرددين الشعارات باللغة العربية, وأنيتم تصويرهذه المظاهرات وتوزيعها ونشرها.
5- إذا استمرت الانتفاضة على هذا الوتيرة, فيجب علينا إضافة مطالب تتعلق بمنطقتنا, كالمطالب الاقتصادية وما نعانيه في مجال البيئة أو في المجال الثقافي وصولا إلى أهداف أخرى تشكل صميم نضل شعبن خلال العقود الأربع الماضية ا.
6- إذا أصبحت هذه الانتفاضة أكثر راديكاليةمستقبلا،عندها يجب رفع شعار " إطلاق سراح السجناء السياسيين"، وبذل قصارى جهدنا لتشجيع عائلات سجناء سياسيي الشعب العربي لمراجعة المراكزالأمنية للنظام من أجل إنقاذ أبنائهم.
7- يجب علينا فهم المرحلة جيدا والتحرك في إطار هذا الفهم,لأن إطلاق أي شعار لا يناسب المرحلة سيكون ذريعة بيد االنظام لاستخدامها ضدنا, و في النهايةسيكون ذلك لغير صالحنا.
توصيات مستقبلية للانتفاضة :
1- إن ديمومة هذه الانتفاضة وانتصارها مرهون باستمرار ظروفها من الناحيتين الكمية والكيفية.
2- يجبالاستفادةمن أقصى إمكانات شبكات التواصل الاجتماعية،في سبيل نشر الأخبار والتنسيق مع الآخرين.
3- يجب علينا تبديل أي خبر أو تقرير يتعلق بمظاهرات شعبنا وتحويله إلى فيلم,ثم إرساله إلى وكالات الأنباء العربية والفارسية, وفي حال وجود إمكانية للترجمة إلى اللغة الانجليزية, فيجب إرسالها إلى المحطات الفضائية الناطقة بهذه اللغة بأسرع ما يمكن.
4- يجب ان نسعى لتشجيع الأحياء الأخرى بالاشتراك في المظاهرات وإعلامهمعن مواعيد انطلاقها.
5- أن تكون كتابة الشعارات وتوزيع المنشورات من أهم نشاطاتنا وأن يتمالتخطيط لها بحيث تتناسب مع تطورات الانتفاضة العامة, وذلك بالغتين العربية و الفارسية .
6- لابد من المشاركة الفاعلة فيالمظاهرات, وأن نكون من الداعين لإطلاقها,وأن تكون بمثابة مدرسة لنتعلم منها مهما بلغت من المراحل، ويجب خلال هذه الفرصة الزمنية ان نتعلم أساليب وكيفية تسيير المظاهرات والتجمعات الكبرى والصغرى.
إذا يجب علينا تنظيم أنفسنا ومعرفة أساليب مواجهة قوى الأمن الداخلي وأن نستعد لها "من بينها الغاز المسيل للدموع, وطرق تفريق المظاهرات واعتقال القوى الأساسية والنشطة "
7- يجب علينا معرفة الجواسيس المندسين بين صفوفنا, ممن يهدفون لمعرفة القوى النشطة والتصدي لمحاولاتهم لحرف المظاهرات وجرها بعيدا عن الأهداف.
8- يجب علينا تجهيز أنفسنا لمرحلة ما بعد الانتفاضة, لأن هذه الانتفاضة لن تبق على هذا الوضع وسوف تتجه لمسار آخر.
9- يجب علينا أيضا تهيئة أنفسنا والتنظيم, من أجل القبض على زمام هذه الانتفاضة في مناطقنا وحمايتها من العدو،خاصة في اللحظة الذهبية لإسقاط النظام وحتى ووصول تلك اللحظة علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بمعرفة أماكن مراكز القمع. وفي حال سقوط النظام فعلى هذه المجموعات أن يكون لديها الاستعداد الكامل لإدارة وتنظيم شؤون الشعب العربي الأهوازي.
بقلم " عبدالخالق جرفي
ترجمة : جابر احمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا