الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة القرن ستشطب السعودية بعد القضية الفلسطينية...الخبير الدولي الأردني البروفيسور سفيان التل

أسعد العزوني

2018 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وتاليا نص الحوار
كيف تنظر إلى صفقة القرن وتداعياتها على المنطقة؟
سيلحق تماهي السعودية مع المخططات الأمريكية – الإسرائيلية ، الضرر بالحكم السعودي وسينتهي بشطب مملكة آل سعود وسيطرة إسرائيل على الجزيرة العربية بدءا من وصولهم إلى "يثرب" المدينة المنورة وخيبر.
إن صفقة القرن التي تتبناها السعودية وتجهل الكثير من خفاياها، تشمل مخططا خطيرا يهدف إلى شطب دول الخليج العربية، وليس فقط تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، كما وتهدف إلى تجذيرالسيطرة الإسرائيلية على المنطقة برمتها ،انطلاقا من نظرية الخطوة خطوة في التوسع الإسرائيلي والتي بدأت بابتلاع قرار التقسيم، ومن ثم السيطرة على مساحات واسعة في سيناء والضفة الفلسطينية والجولان والأراضي الأردنية، وها هو برلمانهم اليوم يصوت على ضم الضفة والسيطرة عليها،كما سبق وضم الجولان، بعد قرار ترامب الذي منحهم القدس عاصمة لهم بدعم من السعودية والإمارات.
ويعتقد الإسرائيليون بما قالته رئيسة وزرائهم السابقة غولدمائير ووزير حربها موشيه دايان عندما وصلوا إلى أم الرشراش"إيلات" لأول مرة، أنهم يشتمون ريح خيبر، وبالتالي ليس مفاجئا اختراقهم للأنظمة العربية الرسمية لتكون كافة القرارات المتخذة لصالحهم ولتنفيذ مخططاتهم.
برأيك هل صحيح أن صفقة القرن جاءت لتنففيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
يتضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أقره الكونغرس في جلسة سرية عام 1983 ،وخطة كيفونيم الإسرائيلية التي أعلنتها إسرائيل إبان اجتياح شارون للبنان صيف العام 1982، خطة القرن التي بدأ الحديث عنها بعد مجيء الرئيس ترامب مدعومة من عدة أنظمة عربية.
بدأ تنفيذ هذه الخطة في العراق ومن ثم سوريا واليمن وشمال إفريقيا والسودان ،وما تزال مراحلها تسير وفق المخطط في تقسيم المحروسة مصر إلى عدة دويلات، وتشمل هذه الخطة القضاء على كافة الممالك والإمارات في الجزيرة العربية وشطب الحقوق الفلسطينية وتصفية القضية، مضيفا أن الخطة تقضي باستحداث ثلاث دويلات جديدة في الجزيرة العربية، الأولى شريطية على طول الخليج من الشمال إلى الجنوب، والثانية شريطية وسط الخليج ممتدة من أقصى الشمال إلى بحر العرب، بينما الثالثة شريطية على طول ساحل البحر الأحمر وتشمل مكة والمدينة،كما تشير الخارطة المرفقة، مؤكدا أن هذه الخطة تشير إلى شطب الحكم السعودي.
ما هي أدوات تنفيذ هذا المشروع؟
الأداة الأولى هي الأموال الخليجية "عائدات النفط"بغض النظر عن من يمتلكها أفرادا أو حكومات والتي ستؤول إلى الهيمنة الأجنبية وستستقر في البنوك الأمريكية والإسرائيلية، بسبب ثقة وولاء أصحابها لأمريكا، وتورطهم بصفقات ربما تصل إلى مئات المليارات، كما حصل بين السعودية وترامب ودفعوا له نحو نصف تريليون دولار بحجة تقوية موقفهم العسكري، وهذه ليست إلا الخطوة الأولى في هذا الطريق، وعلى أصحاب المليارات ألا يتفاجأوا بخطوات كثيرة تجردهم من كل ما يملكون،وما يحدث في فندق الريتز- كارلتون بالرياض من احتجاز لأمراء ورجال أعمال سعوديين ليس إلا الخطوة الثانية على نفس الطريق، وسوف تستمر الخطوات إلى أن يصل أصحاب المليارات والدولة أيضا إلى وضع الإفلاس المالي التام، تماما كما حدث ويحدث حاليا في أموال العراق وما حدث في أموال شاه إيران درس لمن شاء أن يتعض..
وستكون الخلافات القبلية المستفحلة بين أنظمة الخليج هي الأداة الثانية لتحقيق مشروع إعادة تقسيم الجزيرة العربية والسيطرة على أموالها وثرواتها، وستشكل هذه الخلافات محركا ومحفزا سياسيا لنبش الخلافات الحدودية، وإثارة الفتن الداخلية مثل ما هو حاصل اليوم مع السعودية والإمارات ضد كل من قطر واليمن ،ناهيك عن الخلافات بين آل سعود والهاشميين ،والتي بدأ العزف على وترها واستغلالها إعلاميا لتوتير الأوضاع السياسية تمهيدا لخلق الأجواء المواتية لنزاعات مسلحة لا تخدم إلا "إسرائيل" وستكون هي المستفيد الوحيد منها.
جرى تكليفي قبل أكثر من خمسة عشر عاما بكتابة تقرير عن الخليج للأمم المتحدة ،وكشف لي ضابط إنجليزي يعمل مع الإمارات أن الضابط البريطاني الذي رسم حدود كل الإمارات في الخليج تعمد أن تكون الأسوأ عالميا وقال: "اتحدي إذا كان هناك احد في العالم يستطيع أن يصنع أسوأ من هذه الخارطة" لأنها تعمدت خلق مشكلة حدودية بين كل دولتين، واصفا الخلافات الحدودية هذه بأنها ألغام مؤقتة سيتم تفجيرها في الوقت الذي يراه العدو مناسبا، ويبدو أن الوقت الحالي هو الأنسب لذلك.
أما الأداة الثالثة لتنفيذ مشروع إعادة تفتيت الجزيرة العربية فتتمثل في المكر الصهيوني للسيطرة عليها وعلى ثرواتها،وأذكر بمئات المليارات من الماركات التي فرضتها الصهيونية على ألمانيا كتعويضات عن ما يسمونه"المحرقة".
هل ترمي إلى صندوق تعويضات اليهود العرب الذي تتحدث عنه إسرائيل؟
نعم فنفس الخطة موضوعة ليتم تنفذها في الخليج، بحجة تعويض اليهود عن ممتلكاتهم في يثرب وخيبر على وجه الخصوص منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي طردهم منهما،وليس سرا القول أن الحكومة السعودية وضعت يدها على خيبر قبل سنوات طويلة وأخرجت من كان فيها ،وقامت بتسييجها وحولتها إلى منطقة محمية، بمعنى أن الحكومة السعودية أرادت إيصال رسالة للصهيونية أنها تحمي قلاع وحصون اليهود في خيبر.
وبهذا تقدم السعودية مبررا لليهودية العالمية للمطالبة بها، في حين لم يتمكن الصهاينة من إثبات أن لهم أية أثار في القدس، وعلى العكس من ذلك فأن السعودية لم تطبق هذه الحماية على الآثار الإسلامية التي تم ويتم إزالتها بحجة أن خير القبور الدوارس.
لقد رصدت "إسرائيل" مئات الملايين من الشواقل وشكلت فرقا لإعداد الدراسات والأبحاث لتقدير التعويضات و المطالبة بها، وان التسريبات الإعلامية وبدأت في هذا المضمار لوضع الفكرة على مسرح السياسة الدولية والحوار حولها.
ما هو مصير النفط والغاز في الخليج حسب فهمك لصفقة القرن؟
سيكون نفط وغاز الخليج الأداة الرابعة التي ستستعمل لإعادة تقسيم الجزيرة العربية، حيث أن إسرائيل تخطط للاستيلاء على نفط وغاز الخليج من خلال تحويله وتخزينه في الكيان الصهيوني وإعادة بيعه من هناك، بعد أن نجحت تجربتهم المشتركة مع الأمريكان في الاستيلاء على نفط العراق وعائداته.
و لهذا الغرض ستنفذ شبكات أنابيب من العراق والخليج تنتهي في الموانيء الإسرائيلية على المتوسط ،ومنها أنبوب نفط وغاز العراق عبر الأردن إلى العقبة وإيلات وشواطئ البحر المتوسط ،وتتضمن صفقة القرن هذه الخطط، كما أن هناك خططا لبناء ميناء ومطار جديدين في غزة وكذلك اوتوستراد يصل المتوسط بالبحر الأحمر وينعطف من هناك جنوبا إلى السعودية،إضافة إلى خط نفط بين إيلات والمتوسط،ونفق يربط مصر بالأردن يمر 5 كم بعيدا عن إيلات.
ما هي قراءتك كخبير دولي لما جرى بين مصر والسعودية حول الجزيرتين؟
إن جزيرتي تيران وصنافير والجسر السعودي الذي سيربط السعودية بمصر يحمل معه حسب التسريبات من السعودية إلى مصر خطي أنابيب للنفط والغاز معلقين أسفل الجسر، ،كما أن وصول هذين الخطين إلى الحدود المصرية سيكون بمثابة الوصول إلى إسرائيل ضمنيا حسب خطة 2020 الإسرائيلية التي تقضي بتخزين النفط والغاز العربي فيها، بعد شرائه بثمن بخس ومن ثم إعادة تصديره إلى أوروبا بأسعار خيالية وبتواطؤ عدة أنظمة عربية.
ما ذا يعني مشروع "النيوم" السعودي بالنسبة لصفقة القرن؟
سيشكل هذا المشروع قفزة نوعية تنقل السعودية من عصر قول "أجلكم الله "عند ذكر المرأة إلى عصر الانفتاح الغربي على الشواطئ، ويهدف أيضا إلى نقل وتوطين من تبقى من الفلسطينيين فوق أرضهم إلى المدن الجديدة في السعودية والأردن، بما فيها من مغريات جذابة، بعد أن يتم إعلان يهودية الدولة والبدء بترحيل الفلسطينيين،فالمشروع ليس تبادل أراض في فلسطين فقط، بل هو مشروع إسرائيلي يهدف إلى ابتلاع الجزيرة العربية بكاملها.
ما هو دور السعودية والإمارات في تأجيج الشارع الإيراني ولماذا؟
ما يجري بين إيران والسعودية يمهد لحرب سعودية –إيرانية بحجة لجم التوسع والقوة الإيرانية، ولكن بتخطيط أمريكي- إسرائيلي خفي أو معلن، وستكون السعودية والإمارات هما الأداة لتحريك الشارع الإيراني كما هو حاصل حاليا ، وستدفع أمريكا بهذا الاتجاه لتوريط السعودية مع إيران، تماما كما سبق وورطت العراق في حربها مع إيران.
هل ستواجه صفقة القرن عقبات ؟
هناك استنتاج تاريخي مبني على أساس أن كل دولة قوية تخطط للتوسع والسيطرة على أراضي وثروات غيرها، ويتم تنفيذ هذه الخطط في حال عدم وجود مقاومة من الطرف الآخر،وبالتالي فإن أي مقاومة صغرت أم كبرت يمكن أن تحبط هذه الخطط كليا وجزئيا، وبناءا عليه هناك خياران لا ثالث لهما أمام السعودية والإمارات للخروج من المأزق:
الخيارالاول: الاستمرار في النهج القائم حاليا بالوثوق في الولايات المتحدة وإسرائيل والتعاون معها ،وتبني وتنفيذ خططها في الصراع المسلح مع الدول العربية ومن ثم إيران، وفي هذا الخيار يتحتم القبول بالنتيجة النهائية وهي فقدان الأموال الخليجية بكاملها العامة والخاصة وفقدان الثروة النفطية والغازية، وغيرها كالذهب مثلا وتقسيم الجزيرة العربية واحتلاها ووصول الصهاينة إلى خيبر والمدينة المنورة(يثرب) ودفع تعويضات لا تنتهي لليهود، وإنهاء حكم آل سعود وأمراء الخليج.
الخيار الثاني ويضمن هذا الخيار للسعودية والإمارات الاحتفاظ بملكهما وأموالهما وثرواتهما النفطية والغازية ومنع تقسيم أو احتلال الجزيرة العربية، وهذا الخيار هو خيار رخيص التكاليف مقارنة بالخيار الأول، ومن منطلق أن وجود إسرائيل في المنطقة هو سبب المشاكل والحروب التي عانت وتعاني وستعاني منها المنطقة، وان إشغال إسرائيل في حرب عصابات وصواريخ طويلة المدى، سيوقف كل الخطط الاسرائيلة في المنطقة وسيحدث موجات من الهجرات العكسية من إسرائيل، لذلك فالحل يكمن في أن تخصص السعودية و الإمارات بضع مليارات لدعم كل من حماس وحزب الله ، والتوفيق بينهما وتوحيد خططهما وليبدءا كفريق واحد بالدخول في الصراع المسلح المتواصل والمستمر مع الكيان الإسرائيلي.
إذا استعمل العقل فالسياسة تفكير متغير ومتطور لحماية المصالح وليس حجر زاوية لا يتغير من مكانه، بمعنى ألا بديل عن الخيار الثاني، وإلا الدمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل