الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفاز الاسود

محمد محمود غفير

2018 / 1 / 4
الادب والفن


مراهق يدفع عجلة يد محملة بارتفاع المترين قهوجي يحمل صنية فضية بها عدد كبير من اكواب الشاي صائحا اوعي الشاي السخن و سع وسع سيارات نقل و اجرة عربة كارو يجرها حمار هذيل و ابنه حافلات متهالكة ينبعث منها عادم اسود و السماء تحولت الي شمس كبيرة تصب حرارتها و غضبها ايضا علي هذا الضجيج العشوائي .
حقا انها هي ، لم يسقط شرطا واحدا من شروط الكمال ان كان له شروط .. انها كامل الاوصاف كما قال عبد الحليم حافظ ، ملتزمة دينيا ترتدي الزي الشرعي الكامل . الطرحة اللف الكبيرة التي تغطي اغلب الجسد غير واضح المعالم بفعل الجلباب الفضفاض لم استطع رؤية كفيها لتغطيته بقفاز اسود .
سوف اكسب الدنيا و الاخرة حتما سيكون منزلنا مفعما بالايمان ، ما اجمل ان تكون زوجتك متدينة تربي اولادك تربية اسلامية صحيحة ليكونوا براعم الايمان .
اريد ان افاتحها .. لكن ماذا ستقول .. حتما ستشك بي انني متحرش لكن هل مثلاه يتحرش بها .. ساقول لها انه الحب من اول نظرة لا بد انها لا تؤمن بمثل هذا الحب بل لعلها لا تؤمن بالحب البتة .
لا يوجد شئ اسمه الحب يوجد شئ اسمه الزواج .. ماذا افعل و ماذا اقول لها حين تسئلني لماذا انا ؟ و انا بالتحديد هل اجيب باني احببت .. خسئت هل انت من هذا النوع الذي يؤمن بالحب و اشياء اخري عليه العوض في شباب المسلمين في الغرب يعلمونهم الحرب و القتال و نحن نعلمهم الحب يا ويلتي .
ربما خرجت تلك العبارات التي سوف تجعلني طريح الفراش لمدة طويلة بفعل الاكتئاب الذي سوف اتعرض له اذا ماقذفتني بتلك المساوئ .
انها تتمتم بشفتيها لعلها تبسمل , تحوقل, تصلي علي النبي ....
هل صليت علي النبي اليوم و جدتها علي ورقة ملتصقة بجدار .
تفحصت هيئتي ربما انضوت علي مخالفة اسلامية .. تبا لي انني لا ابدو علي اي مظهر اسلامي ليتني ارتديت الجلباب الابيض و تركت لحيتي تنبت اليوم .
ماذا افعل لكي ابدو امامها بمظهر اسلامي ربما لا ترتبط بشخص غير اسلامي .. ماذا عساها ان تقول لوالدها الذي بالضرورة ملتحي و ماذا تبرر لوالتها المنتقبة حتما .. ربما يظن والديها باني علمانيا ، لكنني سوف استجمع قواي الفكرية و اقول لهما مذكرا اياهم بان بعض الظن اثم .
نبضي في ازدايد متسارع ، العرق يتصب من كافة مسامي قميصي الكاروهات تشبع بالعرق .. لم اكن ناقصا لهذا العرق ربما تنفرني بفعل العرق .. الشارع لا يزال مزدحما ، السيارات متكدسة .. هل اذهب لتغيير ملابسي و وضع العطر الجاذب للنساء ، و لكن ماذا لو عدت فلم اجدها سأفكر بالانتحار بعد فقداني لها .
استجمعت قواي .. امتلكت زمام المبادرة انني اقترب , بينما يفصلني عنها خطوتان حتي وجدتها تقفز داخل اتوبيس 911 الذي فر بعيدا بعد ان انفرج الطريق و زال الزحام .
تم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه