الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبناء العاقون-2

جعفر المهاجر

2018 / 1 / 6
الادب والفن


الأبناء العاقون.2
جعفر المهاجر.
أشداقهم العفنة مفتوحة دوما
ليلتهموا المزيد من قوت الشعب
إنهم يأكلون في بطونهم نارا
ليشيدوا بها قصورهم الفارهة الملونة
التي خراطيمها كخراطيم الفيله
ويركبوا أحدث المركبات
ليتحدوا بها فقراء الوطن
إنهم يحملون في ظاهرهم هيئة البشر
لكنهم حيتان شرهة
كروشهم تتضخم يوما بعد يوم
ويقولون هل من مزيد؟
وهناك الملايين من الجياع
يبحثون عن كسرة خبز
ليسعفوا بها أمعاءهم الخاوية
وهناك من يموت في ىشطآن مهجورة
بحثا عن مأوى
لكن مأواه أمواج البحر
وبطون أسماك القرش
أيها المفسدون في الأرض؟
ياعشاق السحت؟
إن النار التي تلتهمونها
لابد أن تحرق أمعاءكم العفنة
ولابد أن تذوقوا ماكنتم تأكلون
لأنكم أقذر من الذباب
وأحط من الذئاب
ولأن نفوسكم الآسنة
سقطت في حضيض التردي الأخلاقي
لم يبق حقل قمح في أحضان الوطن
إلا وأتت علي سنابله رياحكم السوداء
أيها السراق العاقون لوطنكم
تبا لكم ولسحتكم ولصوركم
تبا لكم ولقصوركم الفارهة
تبا لكم ولمركباتكم الحديثة
وما كنزتم من مال
لابد أن تذوقوا وبال أفعالكم
بعدما سرقتم لقمة الخبز
من أفواه الفقراء
ومن سواعد العمال وعرقهم
وعروقهم التعبى
وشفاهم اليابسة
بعدما طحنتم أضلاع الجياع
من أجل رغباتكم المحرمة
ولم تتركوا في عيون المحرومين
سوى الدموع الحارقة والآهات
والنقمة عليكم وعلى وجوهكم الكالحة
أنتم وقطعان الإرهاب وجهان لعملة واحدة
وجميعكم مجرمون حتى النخاع
لأنكم أعداء للفضيلة
ولابد أن تتطهر الأرض من رجسكم
لكي يخفق علم الوطن
مزهوا بأبنائه الشرفاء
وإكراما لدماء الشهداء
الذين صدوا الهجمة الوحوش الداعشية
وحققوا الأمان للشعب
أما أنتم فلا مكان لكم في حضن الأم الرؤوم
الأرض الطاهرة التي رعتكم واحتضنتكم
وتنكرتم لها
لإنكم أشرار مخادعون
وللعهود ناكثون
ومن أسفل السافلين
وأولئك عشاق الحرية والأمل
لأنهم من الأخيار المؤمنين
بقداسة الإخلاص للوطن
وتربته الطاهرة
والحرب العوان عليكم
واجب مقدس
على عاتق كل وطني غيور
يحب ماء وتراب وهواء وطنه
أيها الأبناء العاقون لوطنكم
لقد رفضتكم الأرض والسماء
بعد أن سددتم السهام الغادرة
نحو صدر الوطن
وشحب وجهه من كثرة الجراح النازفة
لقد طفح الكيل بكم
وآن الأوان لسحقكم كالحشرات
تحت أقدام الشعب
ولابد من إشعال كل المصابيح
لكشف بؤركم وجحوركم وأرصدتكم
لكي يقف الوطن على قدميه
شامخا ناصع الجبين
وتلبس الأرض ثوبا جديدا زاهيا
وتشرق الشمس مزهوة ضاحكة
وتطهر الأرض من شروركم ووبائكم
لكي تطلق الفصول طيورها الحبيسة
وتخضر حقول القمح
وتطلق الأنهار أناشيدها
وتنطلق الفراشات الملونة في الحقول
والطيور البيضاء في الفضاء
لكي تنمو الأزهار الملونة
وتنشر عطرها الفواح في الحدائق
بعد ذبول طويل.
جعفر المهاجر.
6/1/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا