الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة سد إليسو-الجزرة عنق الزجاجة لمشروع كاب GAP التركي وتأثيرها على مستقبل العراق المائي والبيئي

رمضان حمزة محمد
باحث

2018 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يعد سد اليسو أكبر مشروعٍ مائي يقام في تركيا بعـد سـد أتـاتورك العملاق. ويقع على نهر دجلة على بعد (65) كم مـن الحـدود العراقية، وهو من النوع الإملائي الركامي. يبلغ طوله (1820)م وارتفاعه (135(م وحجم سـعته التخزينية(10.40) مليار مترمكعب،ومساحة بحيرته ((313كم3 تبلغ قدرة المحطة الكهرومائية للسد ((1200 ميكـا واط.
وسد الجزرة لذي يقع الى الجنوب من سد اليسو بمسافة (35) كم، وعلى مسافة (4) كم شمال مدينـة الجـزرة قـرب الحـدود السورية. يعمل هذا المشروع على إنتاج الطاقـة الكهربائيـة وارواء الأراضي الزراعية، يبلغ حجم الخزن الكلي للسد (1,2 ( مليون م3 ومحطته الكهرومائية تبلـغ قـدرتها ((240 ميكاواط. ويصل معدل إنتاجها السـنوي إلى ((1200 مليون كيلو واط ساعة في السنة مع مشروع إرواء سهل سيلوبي الذي يقع على الجانب الأيسر من نهر دجلـة على بعد (40) كم جنوب مدينة الجزرة بين دجلة ورافد الخابور(هيزل). ويتم توفير المياه لهذا المشروع عن طريق سـدي قـرق اميـر وهيـزل المخصصين لأغراض الري وتوليد الطاقة الكهربائية. وتّقدر المساحة التي سيرويها المشروع بـ (32000(ألف هكتار. وقد تم الانتهاء من بنائه عام 1994 ومشروع إرواء أراضي نصيبين-جزرة-أيدل (بالضخ) والذي يقع على طول الضفة اليمنى من نهر دجلة، وتبلغ المساحة التـي سـيقوم باروائهـا) 89000(ألف هكتار.
وبناء وتشغيل سد إليسو سوف يؤثر تأثيرا كبيراً على هيدرولوجية، هيدروجيولوجية، مورفولوجية وبيئة نهر دجلة وبيئة المنطقة التي يجري النهر من أراضيها حيث سيغير من نمط تدفق المياه الموسمية عن طريق حجز جميع حمل النهر من الترسبات التي تتدفق اثناء فيضان النهر في فصل الربيع وسيتسبب في تقليل تدفقات النهر في فصل الصيف الى سوريا والعراق الى مستويات متدنية بحدود 60 متر مكعب في الثانية، إن تشغيل السد لاغراض الري والزراعة سيتم بموجبه تحويل جزء كبير من مياه النهر للغرض أعلاه وسيقلل من تدفق المياه من خزان سد إليسو الى مجرى نهر دجلة الطبيعي لان ملء خزان سد إليسو سيسبب إنخفاض تدفق المياه الى دول المصب وهي العراق وسورية مما يخلق ظروفاً صعبة جدا سيما إن المنطقة تشهد سنوات من الجفاف الشديد وظروفاً مناخية قاسية. لذا فإن خزان سد إليسو سيكون عائقا أمام موجات الفيضانات الكبيرة والتي تساعد في تجديد المواد الإنشائية من المواد الغرينية والرملية والحصوية (ونقص هذه المواد يؤثر سلبا على توفرها وأسعارها وجودتها ولا سيما إن البلد يشهد حملة واسعة في مجال الإعمار والنهوض الحضاري) والترب الزراعية الخصبة والمواد العالقة والغذائية ويتسبب في نقص الأكسجين والمواد العضوية للثروة السمكية على طول عمود نهر دجلة وخفض منسوب المياه الجوفية في المكامن تحت الارضية في منطقة مرور مجرى النهر وسيكون مشروع ماء دهوك الرئيسي المقام على نهر دجلة في منطقة «خراب ديم» من أوائل المشاريع المائية ذات البعد الاستراتيجي والانساني الذي سيتأثر بنقص الإمدادات المائية في مجرى نهر دجلة وكذلك إمدادات مياه الشرب لمعظم المدن العراقية التي تعتمد على مياه نهر دجلة لأغراض الشرب والخدمات البلدية الاخرى وحتى ربما يصل هذا التأثير الى المناطق المجاورة لمجرى النهر كذلك. بالاضافة الى هذا فانه من الممكن أن تؤثر إقامة وتشغيل هذا السد سلبا على توليد الطاقة الكهربائية وخزن المياه للاغراض المختلفة في السدود المقامة على نهر دجلة في العراق مثل سد الموصل والمشاريع المائية الاخرى المقامة على مجرى نهر دجلة داخل العراق حتى ملتقاه بنهر الفرات في كرمة علي قرب البصرة في غضون بضعة سنوات لأن إقامة خزان سد إليسو سيؤدي الى مستوى كبير من التقلبات الموسمية على طول مجرى نهر دجلة، وعند منع الرواسب الخشنة والناعمة من الوصول باستمرار وبشكل طبيعي الى مجرى النهر من خزان سد إليسو فإن مياه النهر تميل للحث وتأكل ضفاف وقاع النهر باستمرار مما يغير شكل النهر الهندسي، وتخفيض مستوى مناسيب النهر وترتفع مستويات عالية من المواد الملوثة من مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي الى مجرى النهر بدلا من الجريان الطبيعي قبل تنفيذ هذا المشروع لان التلوث سيؤدي الى تقليل ونقص ملحوظ للأوكسجين المذاب في مياه النهر لعدم وجود محطات معالجة الصرف الصحي اسفل السد. ان نقص إمدادات المياه الى العراق وسورية ستسبب في تدهور نوعية المياه السطحية والجوفية على حد سواء بسبب قلة الوارد المائي الخارج من خزان سد إليسو وتصريف مياه البزل من الاراضي الزراعية التي تروى من مياه خزان السد اضافة الى ما ذكر فإن النتائج المترتبة على إنهيار السد بسبب اي حادث أو عمل من أعمال الطبيعة او الانسان ستكون كارثية إنسانية لا تحمد عقباها وسيؤثر على حياة ملايين الناس الذين يعيشون على ضفاف مجرى النهر، وفي فصل الصيف فان قلة الوارد المائي في مجرى النهر سيعرض مناطق واسعة من مناطق أسفل السد الى ان تكون مأوى رئيسي لناقلات الأمراض مسببة امراض مثل الملاريا وغيرها. وهذا التلوث يخلق أخطاراً صحية على عامة الناس الذين يشربون مياه النهر ويتناولون الأسماك التي يتم صيدها في مجرى النهر. إن ظروف نقص الأوكسجين في النهر على الأرجح سيتسبب في مستويات أعلى بكثير من إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل غاز الميثان. كل العوامل التي تم ذكرها بايجاز تسبب تشوه وتغير شكل النهر ومورفولوجيته الطبيعية القائمة قبل اقامة السد وحجز المياه في خزان السد.
اذاً وعلى ضوء هذه المعلومات المطلوب وضع خطة علمية مدروسة لاستخدام وادارة المياه، لأن النمو المطرد للسكان والحاجة الفعلية إلى المياه للاستخدامات المختلفة تتعاظم يوماً بعد يوم ويجب العمل على تغيير النظرة التقليدية إلى المياه بتشر ثقافة ترشيد استخدام المياه لكل القطاعات مثل الشرب والزراعة والصناعة وخاصة أن لدى العراق صناعة نفطية (استخراج وتصفية) واعدة وهذه الصناعة ستستهلك كميات كبيرة من المياه. لذا فان مشروع سد إليسو لا يمثل وحده الخطر القادم كما يتصـور البعض، بل أن مشروع ( اليسو–جزرة ) يعد أكثر خطورة وتأثيراً علـى مسـتقبل العراق المائي والبيئي وه لذا ينبغي على الحكومة العراقية التحرك سريعاً لمواجهة النقص المتوقع في واردات ميـاه نهـر دجلة حيث أكتمل إنشاء هذه المنظومة، من اجل تدارك أخطارهما المحتملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل