الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والثورة المضادة

محيي الدين محروس

2018 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تأتي أهمية تمييز مفهوم الثورة عن الثورة المضادة، من خلال الخلط المتعمد أو غير الواعي الذي يؤدي إلى استنتاجات خاطئة تشكل خطراً وتضليلاً يؤدي إلى إضعاف جماهيرية الثورة.
من هنا تأتي أهمية التمييز بين مفهومي: الثورة والثورة المضادة.

ضمن العديد من التعاريف العديدة للثورة نستطيع القول بأن:
الثورة هي الحراك الجماهيري الواسع ضد النظام السياسي المستبد، بهدف إسقاطه، و إقامة نظام يحقق مصالحها عبر مجموعة من التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع.

كمثال: ثورات بعض الشعوب العربية التي أطلق عليها: „ثورات الربيع العربي" في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. حيث تحركت الجماهير الواسعة وأطاحت في بعض هذه البلدان برؤوس النظام السابق، ولا يزال هذا الحراك الثوري مستمراً حتى تحقيق أهدافه.

أما مفهوم الثورة المضادة، فهو أكثر تعقيداً، وتجري حوله العديد من الإشكاليات النظرية التي تؤدي إلى تحليلات ومواقف سياسية عملية خاطئة تضر بالثورة.

لنأخذ على سبيل المثال الثورة في مصر، حيث دخل الجيش ليلعب دور الوسيط في إزاحة الرئيس السابق وسلطته، ومن ثم قام خلال المرحلة الانتقالية، بإعادة إنتاج النظام من نفس الطبقات السياسية، بعد إبعاده للقيادات السياسية البارزة السابقة، مع توسيع طفيف في القيادات السياسية. بكلمات أخرى، تمت استمرارية النظام السابق، من حيث تمثيله للطبقات الاجتماعية، تحت مسميات أخرى للقيادات السياسية!
هل ما جرى في مصر هو ثورة مضادة؟بالطبع، لا ! طالما لم تنتصر بعد الثورة في الإطاحة بالطبقة الرأسمالية، التي ما زالت حاكمة تحت أسماء جديدة.
من هنا يتضح لنا، بأن الثورة المضادة: هي التمرد الذي يهدف إلى الإطاحة بالنظام الثوري الجديد القائم أو خلال العملية الثورية لتفريغها من محتواها وحرفها عن أهدافها.
من هنا يتضح لنا، بأن بلدان ثورات الربيع العربي، لا تزال في المرحلة الأولى من الثورة: الإطاحة بالأنظمة المستبدة( وليس فقط برؤساء الدول)، أي الإطاحة بالقوى السياسية التي كانت وما زالت بيدها السلطة. ولا تزال المعركة مستمرة بين قوى الثورة التي تطمح للتغيرات الجذرية لصالحها، وبين قوى النظام السابق، إن كانت تحت أسماء جديدة كما في مصر، أو ما زالت في على رأس الحكم كما في سوريا.
وقد تجري الثورة المضادة بالتوازي مع الثورة. حيث تقوم القوى السياسية الحاكمة السابقة ( كما في مصر ) و الحالية ( كما في سوريا ) بمحاولات تفريغ الثورة من محتواها و تصفية قواها الثورية، وذلك بشكلٍ مباشر أو عن طريق قوى دخيلة على الثورة ( في سوريا: رفع شعارات دينية من التنظيمات الإسلاموية تحت رايات جهادية، لحرف الثورة عن أهدافها السياسية، أو بعض القوى السياسية التي استولت على قيادة الثورة الرسمية).

إن عدم التمييز بين الثورة والثورة المضادة، أدى إلى ابتعاد العديد من الناس عن الثورة، عند متابعتهم لما تقوم به قوى الثورة المضادة، ظناً منهم بأنها تمثل الثورة، وهذا من بين أهداف النظام في سوريا وغيرها من بلدان الربيع العربي.
من هنا، تأتي أهمية متابعة القوى الثورية نضالها على محورين: ضد الأنظمة الاستبدادية للإطاحة بها، ومن جهةٍ أخرى تعرية قوى الثورة المضادة التي لا تقل خطراً عن النظام.
الانتصار دائماَ للشعوب المناضلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم