الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات عن -وعد بلفور- المشؤوم

حسين مروة

2018 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مقتطفات للشهيد المفكر حسين مروة عن "وعد بلفور" المشؤوم


ومنذ 80 عاماً، وبتاريخ 20 تموز 1937 نشرت جريدة " الهاتف " العراقية، خطاباً للشهيد حسين مروة ألقاه أمام متظاهرين في مدينة النجف الأشرف (في العراق)، بمناسبة مرور 20 سنة على توقيع وعد بلفور المشؤوم، هذه مقتطفات منه :

يا أبناء هذا البلد العربي الأشمّ، البلد، الذي عرفَتْه العروبة في أحرج مواقفها القومية صلب القناة، قويّ الصخرة، ملتهب الأيمان، وعرفته القضية الوطنية في أدقّ مراحلها..

ها أنتم اليوم في موقف من مواقف العروبة، تباركه روح من الحق الصراح، وترفرف عليه أجنحة من أرواح الأبطال المستشهدين في سبيل الحق الخالد. فأية محنة هذه التي تعصف اليوم في نفوس الملايين من أبناء الضاد العليّة ..؟! إلاّ أن هذه المحنة النازلة من ظلال المسجد الأقصى المبارك، لهي أحوَج أن تستمدّوا لها من هذه القوى المعنوية روح التضحية بعزيمة الإباء وأن تستلهموها آية الجهاد الصابر المستبسل ..

أيها الشعب النبيل

إنّ ما تسمّيه السياسة الحاضرة "مسألة فلسطين" ليس هو مسألة فلسطين حقاً، بل لسنا نعرف في مبادئ العقيدة القومية العليا مسألة إقليمية خاصة تنتسب إلى هذه البقعة وحدها من بقاع العربية والإسلام، لكن الذي لا ريب فيه عندنا أنّ هناك قضية واحدة كبرى لا تتجزأ، قضية واحدة لا تقبل القسيمة أبداً من منطق الحق المقدّس الخالد الذي تجاهد له هذه الأمة الكريمة من ربع قرن من الزمن، أيما جهاد. أجل: هناك قضية عربية وحسب، فما تمتحن فلسطين من محن الاستعمار اليهودي، إنما تمتحن به القضية العربية حقيقة، وما تتلقّاه ديار المسجد الأقصى من مصائب السياسة إنما تبلاه أكباد رجال العرب لأجل القضية المقدسة، وما يردع أبناء الأقدمين العرب في البيت المقدّس، إنما يردع العروبة على كل أرض وتحت كل سماء لتحفظ له في صدرها أعذب الذكريات الغالية..

إنّ القرار الغاشم الذي أقدمت عليه اللجنة الملَكيّة البريطانية هو الاعتداء الصريح على العروبة، وهو الامتهان الصريح لهذه الدماء الزكية التي أراقها العرب دفاعاً عن حقهم السليب في مدى عشرين عاماً من الزمن، أو هو كما يقول الزعيم العربي الأستاذ محمد علي علوية باشا، قرار " يؤدّي إلى إخراج شعب هادئ من داره وإلى تهديد العالم العربي في كيانه، وإنه ظلم صارخ، لو نُفّذ لكان من أكبر فضائح القرن العشرين "

إنّ الحق الذي تدافعون عنه واضح ناصع، لا التواء فيه ولا مواربة ولا خفاء.. وها هي الشعوب العربية تقيم اليوم ألف دليل ودليل على أنْ لا قوة أو نفوذاً غير نفوذ العرب ما دامت العروبة رمزاً للإباء السامي.

ومن الحق أن نرفع الرؤوس في هذا الوقت اعتزازاً لأنّ العراق الأبي هو أول بلد عربي لبّى نداء العروبة في هذه المحنة الصعبة..

وختاماً: عاشت فلسطين عربية ما دامت الأرض، وما دامت السماء.. ورحم الله شهداءها الأبرار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م