الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العولمة لمصلحة الشعوب

خالد بهلوي

2006 / 3 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عندما أصدر ماركس وانجلس البيان الشيوعي 1848 وأطلقوا شعار يا عمال العالم اتحدوا كان ذلك شكل من أشكال العولمة بهدف توحيد الجهود العمالية ضد الضغمة الرأسمالية ولتحرير المظلومين والفقراء والدول الواقعة تحت نير الاستعمار ولتحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بشكل عادل وتحقيق الحد الأدنى من المعيشة لسائر الكادحين
ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي وحلف وارسو التي كانت تنافس حلف الأطلسي عسكريا واقتصاديا وتقف حاجزا أمام جشع وطغيان الرأسمال العالمي ومساندة دول العام الثالث للحصول على استقلالها وحريتها
ظهر مصطلح العولمة لتحرير التبادلات الاقتصادية من القيود الجمركية والحدودية وخاصة بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية ثم تحولت العولمة الى عولمة ثقافية وسياسية وعسكرية
فظهرت الولايات المتحدة الاميريكية كقوة وحيده وادعت إنها القطب الوحيد القادر على الديمومة وبدأت بتصدير مفاهيم جديدة سمتها النظام العالمي الجديد تارة بالترغيب وآخر بالترهيب للحفاظ على مصالحها وإرباح شركاتها عابرة القارات والقوميات مستندة إلى الأعلام الموجه لفرض مفاهيم وتفكير جديد كأفلام الهوليود ورعاة البقر وتصدير الكوكا كولا ومطاعم الماكدونالد
وزادت غطرستها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بحشد أكثر القوى وإيجاد جبهات واسعة لمحاربة الإرهاب
لكن هذه العولمة تلقى مواجهة ومجابهة قويه بدليل المظاهرات التي جرت في دافوس وجانوا بالتوازي مع مواعيد انعقاد الاجتماعات للدول الصناعية الكبرى الثمانية مطالبين بحق الشعوب في حياة سعيدة وتقليص الفوارق بين الشمال الغني الجنوب الفقير وإعفاء هذه الدول من الديون المتراكمة
وما جرى في مهرجان الطلبة والشبيبة العالمي في فنزويلا لمناهضة الإمبريالية حيث شارك أكثر من 144 دولة ممثلين عن ملايين الشباب العاطلين عن العمل والباحثين عن لقمة العيش حيث يعيش بليون شخص على دولار واحد يوميا بينما تملك 24 دولة 85 % من ثروات العالم
إن سياسة أميركا الحالية بفرض عقوبات اقتصادية او تدخل عسكري في شؤون بعض الدول مستغلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كغطاء لتمرير سياساتها العدوانية على الشعوب ونهب خيرات شعوبها هي سياسة مرفوضة ومفضوحة من الشعوب الحرة والوطنية بحجة الديموقراطية وحق الشعوب في حياة حرة كريمة
على الصعيد العربي فشلت الأنظمة العربية في دخول الحداثة وتامين الحريات والديموقراطية لشعوبها حيث يتعرض السيادة الوطنية للكثير من الدول للخطر أمام تزايد الضغوط الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط متذرعة بحربها الشاملة على الإرهاب أو لزرع بذور الديموقراطية ومساندة الشعوب ضد حكامها
علينا الوقوف والدراسة التحليلية الجدية لظاهرة العولمة وافرازاتها والتحليل الصحيح لطبيعة الرأسمالية والشركات الاحتكارية التي شغلها اليومي نهب خيرات الشعوب ولهذا علينا إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان وحرية المرأة ومحاربة البطالة وحماية البيئة ومحاربة الإرهاب المنظم لسحب البساط من تحت أقدام الاميريكين وأنصارهم
في منظمة التجارة العالمية – صندوق النقد الدولي- البنك الدولي – وشروطهم التعجيزية على الدول الفقيرة مقابل منحها قروض
العولمة قسمت العالم إلى شمال غني وجنوب فقير وأصبح العالم أشبه بصالة قمار وسوق بورصات عالمية هدفها تراكم الرأسمال وزيادة حيتان الاحتكارات
لقد وعد أباطرة العولمة بالرفاهية والسلام والأمن للشعوب وإطفاء بؤر التوتر في العالم
إلا انه تبين إن القوى المتضررة من العولمة هي الدول الفقيرة لأنها استمرار للرأسمالية بكل استغلالها ونهبها وجشاعة احتكاراتها
فطالما هناك فقراء وأغنياء يستمر النضال من اجل حقوق الطبقات الفقيرة
إن التضامن بين الشعوب المتضررة خير وسيلة لمحاربة الإرهاب
وللعلم إن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية فد خدمت البشرية فأصبحت الكرة الأرضية شقة صغيرة فعندما نتفرج على لعبة كرة قدم نتقاسم الإثارة والتأييد
لفريق واحد وبنفس اللحظة تظهر انفعالاتنا رغم البعد الجغرافي الشاسع ووحدت دون علمها بين نضال الشعوب والمجتمعات المدنية وتبادلت القوى الوطنية الحوار والنقاش وأشكال وأساليب النضال ضد الحكام المستبدين الذين يفقرون شعوبهم ويخضعون لابتزاز وضغوط أميركا وأعوانها
يقول مثل ياباني إننا نقف في الوسط من العولمة لكنهم يدفعوننا إلى طرف ما
علينا التكيف مع العولمة والاستفادة من إيجابياتها والتخفيف ما أمكن من سلبياتها وضررها على شعوبنا 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي