الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصابات المافيا أم حثالات ؟؟.

عبدالسلام سامي محمد

2018 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كنت دائما اسمي حكام العراق و الاقليم بعصابات المافيا لكن اليوم راجعت نفسي و اجريت مقارنة بسيطة بينها و بين الحكام المذكورين فتوصلت الى قناعة بأن تسمية الحكام بعصابات المافيا هي غبن و ظلم كبير بحق الأخيرة ،، كون عصابات المافيا المعروفة للجميع و الموجودة بشكل خاص في إيطاليا و حتى في الكثير من دول العالم و رغم ارتكابها للكثير من الجرائم الكبيرة و تخطيطها المستمر للجرائم المنظمة بغية الحصول على قدر كبير من الأموال و على وجه الدقة و التحديد من الأثرياء و المسؤولين الكبار في الدولة و اصحاب الشركات و المعامل و غيرهم لكنها ظلت كل هذه الفترة الزمنية الطويلة بل و ستبقى تحتفظ بشكلها و عملها السري الغامض على هيئة منظمات ارهابية سرية لا يعرف أحد عنها و عن اسرارها الكثير ،، فلم نسمع ابدا قيام قيادات تلك التنظيمات السرية و غير المعروفة للمجتمعات و الانظمة بمحاولة المطالبة بأضفاء صفة الشرعية القانونية و الدستورية على نفسها كما هو عليه الحال مع قيادات الاحزاب العراقية الحاكمة في بغداد و الاقليم و التي خربت البلاد و أفسدت العباد ،، فعصابات المافيا تملك و بكل تأكيد نظاما داخليا قويا و صارما و ذلك للحفاظ على اعضائها و خلاياه و لتقوية و تنظيم عملها الغاية في السرية و الغموض الا انها و في كل الأحوال لا تملك و لا تحاول ان تؤسس احزابا متخلفة و فاسدة و شمولية التوجه و لا في نيتها شيء من ذلك القبيل ابدا ،، كما ليست في نيتها التأثير سلبا في سن القوانين و كتابة الدساتير للمجتمعات و الشعوب حسب اهوائها و وفقا لما تطلب منها مصالحها ،، كما لم نسمع و لو مرة واحدة بأنها تاجرت أو تريد ان تتاجر بالشعارات القومية و الوطنية و الدينية و المذهبية لأخداع المجتمع لغرض تحقيق أهدافها الاجرامية ،، فلا احدا من قياداتها رفعت يوما من الايام الشعارات القومية و الوطنية و لا الدينية و المذهبية للضحك على ذقون الآخرين لتمرير مصالحها الخبيثة ،، إضافة إلى ذلك فأنها اي عصابات المافيا قلما استغلت و تستغل جهل و غباء الناس لتنفيذ مشاريعها و قلما استغلت او استخدمت وسائل الاعلام لغرض الدعاية و الترويج لنفسها لترسيخ أهدافها و أطماعها الشريرة ،، كما انها لم تحاول ان تؤسس و تقيم لنفسها يوما من الايام جيوشا و فرقا عسكرية او أفواجا و فيالق من الميليشيات المدججة بالاسلحة المتطورة لقمع الشعوب و الاقليات او لحماية نفسها من الأخرين او للحفاظ على جرائمها و على فساد و جرائم قادتها و قياداتها الفاسدة او بغية الهروب من المحاسبة القانونية و العقاب ،، كما ان تلك العصابات السرية لم تفكر يوما من الايام القيام بسرقة قوت المجتمعات و الشعوب الجائعة و خبز الفقراء و المساكين في وضع النهار و بشكلها الفضيع كما يتم ذلك من قبل المسؤولين الفاسدين و القادة و القيادات الحزبية الكبار ،، كما لم نسمع قيام تلك العصابات بفرض سياساتها و نهجها و توجهاتها على المجتمعات بالقوة او بالقيام بالتعدي السافر على كل من يخالفها في الفكر و القناعة و التوجه ،، إضافة إلى ذلك فلن و لم تقم قادة العصابات المذكورة في اي وقت من الاوقات بتبرير جرائمها علنا و من دون اي حياء او بتخوين و تهميش و قمع المعارضة السياسية او بقمع المتظاهرين المسالمين المطالبين بحقوقهم و حرياتهم الانسانية بقوة الحديد و النار ،، كما انها لم تكن يوما من الأيام سببا رئيسيا من وراء اثارة الفتن الطائفية و نشأة النعرات و الحروب القومية و الدينية في محيط تواجدها ،، كما لم تفكر ابدا في القيام بتدمير البلدان كليا و من الأساس و لا بتحطيم البنى التحتية و الفوقية للبلدان التي تتواجد و تعمل فيها خلاياها السرية ،، و لا بتدمير حاضر و مستقبل المجتمعات و الشعوب تدميرا كاملا و بشكلها الكارثي الفضيع مثل قادة الاحزاب الفاسدة في كل من سوريا و العراق و السودان و افغانستان و غيرها من البلدان ،، فمن خلال هذه الأمثلة المذكورة توضح لي اخيرا بأن عصابات المافيا الاجرامية و بالرغم من خطورتها الفادحة على سلامة و أمن و أمان المجتمعات البشرية الا انها كانت و ستبقى أكثر حفاظا على القيم الانسانية و الاخلاقية من حثالات الحكام التي حكمت و تحكم العراق و اقليم كوردستان و كذلك التي حكمت و تحكم الشعوب و البلدان الشرقية عموما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق