الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح في جدليات – 28 – عشتار سيخمت.

نضال الربضي

2018 / 1 / 23
سيرة ذاتية


بوح في جدليات – 28 – عشتار سيخمت.


عشتار سيخمت في أرض المعركة
لقد أفنت ما لا يُحصى
دماء ٌ لا حاصر لتدفُّقها حول قدميها
إنها عشتار سيخمت
سيخمت كالي
التجسيد الأنثوي لهادس من قبل أن يكون هذا المعتوه المُلتحف بالسواد
كم تشرب من دماء
تبا إن اليدين تقتلان
و الرجلين تدوسان
و الفمُّ حفرة ٌ لا قرار لها
يشرب
بنهم شديد
ذلك الدم الأحمر
رع خائف ٌ في عُلاه
حورس يرتعب
يصيح برع، بنفسه: أوقفها ستفنيهم
رع يمزجُ البيرة َ مع الصباغ الأحمر
صارت دماً مُسكراً
و ألقاه ُ من ورائها
و من الأطراف
فانهمر
فتحت الفم لتشرب
سكرت عشتارُ فكفَّت
لا موت للباقي
يكفي من مات
صار القانونُ أن الحياةَ نتاجُ السَّكرة
بعد أن كفَّت
يدُ السكرى
و أن الموت هو القرار
و لا هرب
من شيخوخة تُفني
من عمر ٍ يهرب
من وقت ٍ تسرقه الأيَّامُ
من مطلوب ٍ يدق
كجرس كنيسة ٍ من بعيد
أن قدَّاس الضعفاء
يريد له عابدين
فيلبي كل البشر الدعوة
و كل بشر ٍ يرى على المذبح نهايته
هذا قُدس الأقداس
و قرارُ الأيَّام
و مُستقرُ الجهد
و نتاج السعي
عشتارُ يا ربَّة الفسوق
و بهيَّة النساء
يا حبيبة َ نفسكِ
و مُقدِّسة َ فجوركِ
أيتها المُعطية منك ِ ليعود َ إليكِ
هلا قلت ِ لنا:
متى من جديد، تفيقين من سُكرك الجميل؟
الذي يعطينا الحياة
ليبدأ مع صحوك ِ الفناء
قولي لنا حتى نُعطي رع بيرته
و صباغه الأحمر
هذا القربان الذي به نشتري أنفسنا من جديد
من يديكِ
من تحت ِ دوس رجليكِ
حتى تسكري مرَّة أخرى
و يدور َ الكون دورته
الصمت الآن في ضواحي القلوب
أنتظركِ كي تبكي يا عشتار
فهل ذرفتُ عيونُكِ يوما ً دمعة ً
كي يرتشفها فؤادي المُغرمُ؟
عفوكِ فيروزُ و بيروتُ
فأنا لا أملكُ أبلغ َ من ذاك النص
إنه نصُّ الدموع
و هل أحزنَ على مدينة ٍ أكثر مما على بيروت؟
أرزتكِ انكسرت
بين الطوائفِ و أغطية الرأس لأولئك َ الذين
كلهم على الحق
أصارحك ِ عشتار:
لم أعد أحب ُّ الحق
إنه سيفُ الباطل
و كلاهما ضد الإنسان
أصارحك عشتار:
ما زلت أعشقُ الإنسان
و سأبقى
لكني: غاضبٌ منه لأنه يرفضُ أن يفهم
هل نغتصبُ عقول البشر و أفئدتها لنجعل منهم بشراً:
كلا!
ويحكم هي تسكتُ مُغتصبه؟
أسف ٌ يا مُظفَّر
لكن أنطقني العقل و القلبُ معاً:
أريدهم أن يفهموا
لكنهم لا يريدون
هو خيارهم
لن أغصبهم على نقيضه
إن اختاروا صاروا
و إن لم يختاروا فقد انتصر القطيع
لكني أبقى أحبهم
و عشتار ستبقى تشرب من دمائهم
بينما يمزج رع البيرة
بالسائل الأحمر
كي تكفَّ عنهم قليلاً
سيخمت
باست
ميدوسا الأفعى
أمهم كالي
هي كلُّ تلك الآلهاتُ الدائرات دورانَ الحتمية الكبرى!
و سأبقى أقول:
الإنسان هو المقدس الأول
من كان له عقل للفهم فليفهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تباركت عشتار
بارباروسا آكيم ( 2018 / 1 / 23 - 19:57 )
تباركت عشتار أَحْسَن العاشقين


2 - الاستعارات و الصور التشبيهية في النص
نضال الربضي ( 2018 / 1 / 24 - 07:23 )
العزيز بارباروسا أكيم،

تحية محبة و سلاما!

استعرتُ من الميثالوجيا رموزها، و القصةَ المصرية القديمة التي تقول أن رع أرسل سيخمت لعقاب من عصوه من البشر، لكنها تمادت في شرب الدم، حتى اضطر أن يمزج البيرة بصباغ أحمر و يسكبها في ميدان الموت، فشربتها و هي تظنها دماً حتى ثملت و ارتاحت و كفت عن البشر.

سيخمت أو باست (الإسم المعروفة به في مصر الدنيا قبل أن تندمج الآلهتان) هما وجه الموت العشتاري، و استعرتُ المشهد الدموي كتمثيل لحتمية الموت و قسوته، الذي لا يرحم كما لا ترحم سيخمت، ثم استعرت سُكر سيخمت لأوظفه ممثلا ً عن فترات السعادة القصيرة في دورة الحياة.

انتقلتُ بعدها للبنان، كلوحة فسيفسائية كل لون فيها هو طائفة، و جميع قطعها تتلاحمُ لتعرض مشهد دم ٍ و اقتتال، حتى أقول أن كل من يدعي الحق و يحارب الآخر هو قاتل للإنسان منتهك لكرامته و أن الحق هنا يغدو غير ذي أهمية على الإطلاق ما دام الإنسانُ منتهَكاً، فأنا أشدِّدُ على سموِّ الإنسان و قيمته في ذاته، التي تعلو فوق كل شئ،

إنها صرختي القديمة الدائمة:
الإنسان هو المقدس الأول!

هكذا نبني الأوطان و الحضارات.

دمت و القراء الكرام بكل الخير و الفرح!

اخر الافلام

.. تفاعلكم | -نمر- طريق يثير ذعرا في طنجة والسلطات تستنفر


.. أهم 3 مناطق لتمركز الميليشيات الإيرانية في سوريا




.. خارطة بانتشار نقاط الميليشيات الإيرانية في سوريا


.. بدائل قد تستخدمها تيك توك ضد قرار الحظر الأميركي




.. مشترون محتملون لمنصة تيك توك حال وافق مالكها على البيع