الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتحار... قصَّة قصيرة

مديح الصادق

2018 / 1 / 26
الادب والفن


للعشق طقوس لا يفقهُها سوى مُتيَّم بناره اكتوى، أو رشف العسل الذي هو الوجه الآخر للحب، وفي كلِّ حال فإنه سلطان ليس لنا عليه اعتراض، ولا نملك حياله - إن غزانا - أيَّ قرار،
هو العبودية بعينها، ولا غرو أن نكون لما يفرض علينا مستسلمين طائعين، حكت الأجيال ما كان منذ بدء الخليقة من قصص عنه عجيبة، وروايات، لم تكفِ دروسها أن تمنع من به غُرِّر
أن يترك ساحته، لك المجد، أيُّها الحبّ.
الساعة تعدَّت منتصف الليل، من معه استغرقوا بنوم عميق مبكرا وعليهم أن يستيقظوا مبكرين، أغنية حزينة تثير المواجع تُعيده إلى حيث كانت له مع الأهل مواقف والأصحاب، وما به
مرَّ من تجارب، بل محطَّات تستحقُّ الوقوف، وتلك الساعة لم يعد له مُتَّسع للوقوف عند كل المحطَّات، هو الآن أمام واحدة منها تستوجب أن يكون حاسما فيها القرار، ولا تراجع؛ فما عاد
هناك ما يستوجب التريّث، أو ما كان ينعته بصبر العاشقين على بعض، وأن العاشقين لبعضهم كما يقول الشعراء عنهم؛ مثلما هو الجسد للروح.
الموقد قبالته مُستعر يزيد استعاره ما فيه من همّ، ورزمة أوراق كان يخفيها عمن حوله بحذر شديد، صور لمواقف شتى كان عندها يُبطئ الخطى كي يدون ما تثير فيه من قصائد تحثه
على الإبداع، رسائل على آلة الشيطان حكت له عن لوعة عشق، وما تخفيه له من لوعة الهيام، يعيد ما كتبت فيها اللقاء الأخير، لقد أنهت مُهمَّتها، وأنجزت ما كانت بحاجة إليه، وشرُّ
الناس من مثَّل دور هائم بغية أن ينال ماهو بحاجة إليه، بل هذا الصنف أحقر ما في الكون، عليهم لعنة السماء، ومنهم غاضب ملائكةٌ للحبِّ مُسلَّطون.
الموقد خافت لا يُذكي ناره سوى طعام جديد، وما بين يديه كافٍ لأن يُذكيها، وهو بين نارين، كن حاسما يا هذا، فالجرح لم يزل نازفا، وما هو بالعادي أن يلدغك من جُحر من تظنَّ أنه
بالروح سيفديك، واليمين الذي به أقسمت حتما تكون في حلٍّ منه، فأنت صادق الوعد حتى انكشفت ألاعيب من به تعلَّقت، وأن تنام موجع القلب من خدعة خير من أن تغفو وأنت مضحوكٌ
عليك، هيَّا ألقِها في النار، تدفَّأ بها، وزد عليها جهازك النقَّال بكلِّ ما يحويه.
عليك أن تنام، ألقِ ما تبقَّى بكأسكَ، لِتخمد النار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق