الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السّياسيون لم يعودوا يُديرون البلاد.. بل الأعمال الكبيرة..

خالد ديمال

2018 / 1 / 27
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تدير الحكومة الإعلام من خلال وزارة الثقافة والإتصال، ثمة بعض الحرية هنا على الأقل، مقارنة مع أماكن أخرى من العالم، مثل كوريا الشمالية وإيران، فهناك سيطرة كاملة على جميع جوانب الحياة، كما أن الناس هنا يصوتون حسب توجهاتهم وميولاتهم السياسية والعقَديّة، إما أن تُمَاهِي السائد، أو بإمكانك انتقاء خيار آخر، المشكلة تكمن في سيطرة الدولة من خلال ‘‘الحكومة’’، وعدم وجود مصدر بديل للمعلومات، ولكن ثمة مشاكل دقيقة لها علاقة بالنزاهة..
فعندما بدأ الربيع العربي، عارضت بلاد كثيرة ما يحدث، ظن الجميع أن الديموقراطية قد ماتت، لأن هذا ليس ما تريده الأغلبية، في أن توصل الشعوب صوتَها، وقد يكون هذا مختلفا عن المستقبل، وهذا يعتمد على الشخصيات المؤثرة، الأمر يتعلق بالتصويت، أو بالأحزاب السياسية، لأن هناك موقفا مشبوها يتبنّاه ‘‘الغرب’’ يتعلق بالديموقراطية في الشرق الأوسط، خاصة عندما نستحضر الإنتخابات الفلسطينية، بإعتباره أكبر انتخاب مُراقَب في التاريخ، والذي فازت به حركة ‘‘حماس’’، ولم يكن الغرب راضيا عن النتيجة، فأوقف الغرب ذلك الإنتخاب، وقال بأنه لم يتحمل حكم حركة ‘‘حماس’’، بل أكثر من ذلك، أن المجتمع الدولي لم يتحدث إليهم، وأخذ السلطة منهم، واستمرت الأمور هكذا، في اتجاه الباب المسدود، رغم أنهم اختاروا الديموقراطية..
على الغرب في الشرق الأوسط أن يتحمل النتيجة، بلا كثير من التدخل، بل وتقبُّل التعايش مع هكذا وضع أحيانا، بأن يؤيّد النزاهة، إذا أراد الغرب عالما أكثر صدقا، وأكثر تحسُّنا، حتى في موضوع اللاجئين، عوض اتخاذ إجراءات أكثر شدّة، مثلما يفعل أفراد ‘‘داعش’’، من خلال المساعدة على جعل العالم أفضل، وبأن نسلك جميعا الإتجاه الصحيح..
في السياسة الغربية، أصبحت هناك شفافية، هذا لأن السياسيين لم يعودوا يديرون البلاد، إنها الأعمال الكبيرة، لكن توجد معايير جديدة من النزاهة، تحتاج إلى بعض الإيجابية، قد تنعكس في التفهُّم، والتّعاون، والعلاقات الجيّدة بين الأحزاب المختلفة، وهو عنصر أساسي للإستمرار المُسالِم والصحي لمجتمع مُتصامِت عبر أرجاء الكرة الأرضية، إنْ كان الأشخاص من قوميات وديانات مختلفة، ويريدون أن يتسامحوا مع بعضهم البعض، ويتشاركوا وِجهات النظر والآراء المختلفة في الحياة، فقد يستطيعون المساهمة في توفير عالم أفضل.. التسامح يوجِد منصّة للأفكار الجديدة للتعبير عن التعاطف والمشاعر، لمساعدة بعضنا البعض على تقوية إيماننا في بيئة بشرية مشتركة.. التسامح يوفر لنا الأمل في الفترات المظلمة التي نواجهُها حاليا.. لأن الأمر الأساسي هو الإنسان (حسبما قال تولستُويْ)، فالشخص دائما يكون سندا للشخص الآخر، فيما يتعلق بالأفكار والمعتقدات، ولو كان أحدهُما مخطئا، بيمنا الآخر محقّا، فنحن نحكم على بعضنا البعض انطلاقا من هذه القاعدة، في الوقت الذي يزداد فيه الخوف من الأجانب، وفي اتجاه تصاعدي، دون معرفة السّبب أحيانا، خاصة في الغرب، حيث يزداد الضغط نتيجة أزمة الهجرة، إضافة إلى الضغوط الموجودة في الشرق الأوسط نتيجة الحروب، والإقتتال الداخلي، حيث تخاف الجماعات من بعضها البعض، بل بعضها يحاول أن يغيّر دين الآخر، ولو باستعمال القوة، وهو أمر لن ينجح خارج منطق القناعة الذاتية، بل باكتشاف ما هي أفضل نقطة في إيماننا، كي نتشارك فيها، حتى ولو اختلفت الأديان، والقوميات، ونقوم بعمل موحّد بطريقة ما، عوض الخوف غير المنطقي (من الإسلام) أو (من المسيحية) أو غيرها من الديانات، إنها العنصرية المطلقة في معظم الأوقات، وهي عنصرية مختلفة ومتجذرة، في إطار عمل يسمى ب‘‘كراهية الآخر’’، سواء كان مسلما أو مسيحيا، الأمر يتعلق في حقيقة الأمر بالعنصرية (العرقية)، أكثر من الدين، إنها مسألة مثيرة للإهتمام، هي مشكلة رئيسية، مازالت مستمرة في الحياة، إنْ تجاهلنا بعضنا البعض، إنْ لم نلتقِ ونتكلم ونتحاور مع بعضنا البعض، وندعو بعضنا البعض على وجبة ما، سنواجه انعدام الثّقة، والجهل حيال الشخص الآخر، فكلما تواصلنا معا، وتناولنا الوجبات معا، وكلما تطرقنا إلى المسائل المشتركة معا، وجلسنا مع بعضنا البعض، سنكتشف أننا نتمتع جميعا بقيمة ما، وأننا نتمتع بالإحتياجات عينُها..
سيواجه الغرب تحدّيًا، وهو الخوف من الأجانب، بشكل محتّم، والخوف من الآخر، بسبب الخوف ببساطة، لا أكثر، الخوف من ‘‘أيِّ أمنْ’’ غير واقعي، فثمة شعور غير منطقي بالخوف من مسألة الهجرة، رغم أن عدد اللاّجئين (السوريين تحديدا) ضئيل إلى حد ما في الغرب، مقارنة مع أماكن أخرى من العالم، هذا الأمر سيتسبب بضغط جديد في المجتمعات الغربية، وسيكون سببا في استصدار قوانين هجرة جديدة، تمنع دخول الأجانب، بمبررات دينية، وعنصرية في غالب الأحيان.. في اتجاه تروم أروبا من خلاله، إلى الإنغلاق على نفسها، وتترجِم من خلاله نظرية (صامويل هنتِنغتون) حول (صِدام الحضارات).. وعنوانه الأبرز هذه المرة ما يسمى ب‘‘الإسلاموفوبيا’’.. وتأثيرات الإرهاب على تماسك المجتمعات الأوروبية، ومنع دخول المهاجرين، بمبررات الإختلاف الثقافي والهوّياتي.. وغير ذلك كثير.. يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024