الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوة هي ما ينقص العرب

طاهر مسلم البكاء

2018 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش العرب أسوء ايامهم عبر التاريخ ، وتهضم حقوقهم وتؤكل وتنهب ثرواتهم في وضح النهار ، فيما ينشغلون بالتناحر والتقاتل بين بعضهم البعض ،ولو تناولنا بعض الأمثلة القريبة التي تدل على عظيم انحرافهم وانقيادهم الى تحقيق أهداف أعدائهم ،لرأينا العجب ،فداعش التي هي فكر صهيوني غربي ،استولدت للبطش بدول العرب وتخريبها وبعثرت ثرواتها، نمت بتعهد العرب ورعايتهم ومولت بأموال العرب !
وتجرأ الرئيس الأمريكي ترامب على الموافقة على نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الى القدس ،في سابقة لم يفعلها أحد من قبله ،وهي استهانة عظيمة بالعرب واحتقار لجموعهم ،وهو الذي قام بجباية المليارات من ثرواتهم ولما يمضي عام على حكمه .
اعتبر الآخرون ولم يعتبر العرب :
ثبت امام العالم ان أمريكا ويتبعها من دول اوربا لم تصدق في مواعيدها ونقضت العهود وخانت المواثيق عندما أغرت العراق بتدمير أسلحته ثم انقضت على البلاد لتدمرها للمرة الثانية في غضون اثنى عشر سنة ،وفعلت الشئ ذاته مع الرئيس الليبي معمر القذافي ،حيث لاتزال ليبيا الى اليوم تعيش المأساة الأمريكية الغربية بتمزيقها وتسليمها لقمة سائغة للأرهاب ،وكان هذا كافيا ً للرئيس الكوري الشمالي ليعتبر ،رافضا ً محاولات امريكية وغربية لأحتوائه على طريقة العراق وليبيا .
عصر القوة لاعصر الخنوع :
ثبت بمالايقبل الشك، ومن خلال عشرات الحوادث ان عصر امريكا هو عصر القوي ،وان جميع من راهنوا على العلاقات والمصالح معها وهم في حالة من الضعف باؤا بفشل وهزائم منكرة ،كما أمتصت أمريكا ثروات حلفاءها الضعفاء ،ما أمكنها ذلك سواء بالترغيب أو الترهيب ،وكان ماظهر من تصريحات خلال حملات الرئاسة الأمريكية دليل صارخ على ان أمريكا لاصاحب لها ولاصديق بل مصالحها أولا ً وحتى لو لم يستفد الطرف الآخر ، فأستغلال دول الخليج في تمويل داعش كان في طريق تحقيق أهداف أمريكا ولم يكن في صالح الخليجيين أبدا ً،وتخويفهم من أيران أغراضه واضحة وهي شراء المزيد من السلاح الأمريكي من جهة وأرتماء أكثر في الحضن الأمريكي من جهة أخرى ،ومثله أشعال فتيل حرب اليمن الطاحنة .
وفي العراق الذي كانت تحلم الأدارات الأمريكية المتعاقبة ان تراه مجزئا ً الى ثلاث دول ،كانت تصريحات ترامب وبوش الأبن كافية للتدليل على عمق الأهتمام الأمريكي بالسيطرة على نفط العراق ،سواء نال شعب العراق منه شيئا ً ام لم ينل !
والغريب انهم كانوا يريدون بقاء داعش مسيطرا ً على المدن العراقية لعشرة سنوات على الأقل ،وسارعوا الى أعادة بناء قواعدهم ،ونشر جنودهم في العراق ،بعد ان سحب أوباما هذه القوات، بعد الخسائر المهولة التي تعرضت لها .
وفي سوريا ورغم التدخل الروسي القوي للقضاء على المجموعات الأرهابية ،فأن امريكا زرعت قواعد عديدة لها محاولة بناء كردستان سورية على غرار ماموجود في العراق ،ووقفت دائما ً بالضد من عودة الدولة الشرعية ومحاولتها إعادة السيطرة على البلاد .
ان أمريكا التي تقطع آلاف الكيلومترات التي تفصلها عن بلاد العرب ،عابرة بحار ومحيطات ،تريد ان يظل العرب في أسوء حال وان تستمر بأمتصاص ثرواتهم فيما يغطون بنوم ثقيل من الجهالة والتخلف ،كما انها تريد ان يبرز حليفها ومدللها كيان الصهاينة كدويلة رائدة في المنطقة وهذا واضح من تدميرها لدول العرب الواحدة تلو الأخرى مستغلة أنفرادها بقطبية العالم .
وعلى العرب ان يعوا ويفهموا جيدا ً ان لاسبيل للخلاص من هذا الكابوس إلا ّ بتدعيم ركائز القوة وتدعيم كرامتهم للحفاظ على ثروات بلادهم ومن ثم البناء للمستقبل ،وإن مئة سنة من تجربة أمريكا كافية لفهم هذه الحقائق والتوقف عن ترجي أمريكا وانتظار ان يأتي رئيس فيها يحترم العرب ..فمن هانت عليه نفسه فهو على غيره أهون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب