الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حليمة وعاداتها القديمة

زيد شحاثة

2018 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حليمة وعاداتها القديمة.
المهندس زيد شحاثة
تفاجأ كثير منا, بسماع خبر إنفصام تحالف العبادي مع تيار الحكمة بزعامة الحكيم, كما تداولته الأخبار صباح يومنا هذا.. بالرغم أن عمليتنا السياسية, بما فيها من عيوب وتشوهات تكوينية, لا يستبعد حصول أي حدث فيها.
من تفاجأ كان يرى, أن العبادي, بما أظهره من وسطية مقبولة, وتعامل فيه مظهر لرجل الدولة, وإستقلالية ظاهرية عن حزبه, ورغبة في إصلاح خراب أحدثه سابقه, رغم ماله من دور في بعضه.. ووسطية مشابهة يدعوا لها الحكيم, وميل للعملانية وتغليب لغة الحوار والتعقل, وسعي لكسب جمهور الشباب لمشروعه, الذي يقدمه ببناء دولة المؤسسات المدنية.
بالرغم من إعلان الطرفين, أن سبب تحالفها, يعود لتقارب مشروعيها, ورغبتهما ببناء دولة قوية, تنهض بإحتياجات الوطن والمواطن.. لكن أي تحالف فيه تفاصيل فنية وسياسية, وكما يقال, فأن الشيطان يكمن في التفاصيل!
ما قد يخفى على كثيرين, أن بطانة العبادي وكما هو, مجرب مع الجعفري و المالكي, تدفع بزعيمها ليكون الملك المتوج, وزعيما أوحد, وتحيطه بهالة تقديسية سلطوية, لا لأجله.. وإنما تخلق منه بعبعا, لتنتفع ومصالحها الخاصة والحزبية, من خلاله, فتدفعه لان ينفرد بقراراته, وتعزله عن محيطه السياسي وحلفائه, وعندما ينتهي ويصل الى حافة الهاوية, تتخلى عنه وتلتف حول من سيليه, كحكاية حليمة وعادتها!
الحكيم من جانبه, لا يقبل أن يكون تابعا, وهو الرقم الصعب, والقوة الناهضة الشبابية الجديدة, التي يحسب لها الجميع حسابا, فهو من نجح في إحياء التحالف الوطني من سبات عميق, وأظهره خلال فترة قصيرة كمؤسسة منتظمة, لها سياقات الدولة, وعودة التحالف لموته السريري, بعد أن سحب يده منه, وهو الرجل الوسطي, الذي رغم إختلافه مع كثير من الأطراف, لكنه يحتفظ بخيط تواصل ومقبولية معها جميعا, وهو ولديه خطوط تواصل ومودة, مع صمام أمان الساحة العراقية وقت الأزمات, وإن لم تعلن, وهي المرجعية الدينية.. ولن يقبل بأي حال من الأحوال, أن يكون تابعا وهامشيا, يسير خلف غيره.
العبادي وحاشيته, كانت تريد من التحالف مع الحكيم, أن تجعله تابعا, و صندوقا لجلب الأصوات, بما يمتلكه من مواصفات وتنظيمات شبابية, يقال أنها أفضل ما يمتلكه حزب أو تيار على ساحتنا السياسية, وليس بالضرورة أن يكون العبادي هو صاحب الرغبة, لكنه أضعف من أن يقف في وجه فريقه المحيط به.
الحكيم من جانبه, كان ينظر للعبادي, والتحالف معه كفرصة, لنواة تحالف وطني, بما يمتلكه الرجلان من مقبولية, مقارنة بما يتصف به خصومهما, وفرصة لتحقيق مشروع الدولة.. و حليفا لا يمتلك كثيرا من الشخصيات التي, يمكن أن تحقق أرقاما إنتخابية, لكنه كشخص رئيس الوزراء يمكن أن يحقق أرقاما إنتخابية, يمكن الإنتفاع منها.
التحالفات السياسية عندنا, تبنى على أساس المصالح المشتركة الأنية, أو الخيارات التي لا بدائل لها, كالشر الذي لابد منه.. وبشكل متعجل, وبتفاصيل فضفاضة غير محسومة, لتبقي الباب مفتوحا للمشاكل والمهاترات السياسية.
الإنتخابات كأداة سلمية لتداول السلطة, وبالرغم من أنها يجب أن تدور, حول مشاريع وأهداف إستراتيجية, غايتها خدمة المواطن.. لكنها أيضا, تكتيكات وخطط, وألاعيب وحيل.. تمارسها الأحزاب على بعضها الأخر, وربما على المواطن.
لكن من يدري.. فالأمور بخواتيمها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة