الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتقام قريش من الإسلام ونبي الإسلام

محمد عبد القوي

2018 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حاربت قريش رسول الله بضراوة شديدة وكانت كل الحروب ذات هدف سياسي بحت، وهو القضاء علي السيادة اليثربية الجديدة التي تنازع سيادة مكة وزعمائها الأمويين بالقضاء علي الرسول نفسه - السيد الجديد - الذي ينازع سيادة زعيم مكة أبي سفيان صخر بن حرب الأموي، ولما رأي الأمويين ميزان القوي أين يتجه، ولما رأي أبي سفيان نيران الجيوش الإسلامية وهي قادمة لفتح مكة، خرج لكي يعلن خضوعه وينقذ نفسه، ومع ذلك عفي الرسول عنه ولم يكسر أنفته وقال ((من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن))

وبعد وفاة الرسول، ومرور القليل من السنوات وبعد أن غسل يديه هو وأبناءه بدماء الإمام علي والمسلمين، وصل معاوية إلي الحكم ليصير ملكا عضوضا بعد أن قال له أبيه ((ها قد جاءتكم (أي الخلافة) تلقفوها تلقف الكرة))

وحينها - في زمن معاوية وولده يزيد - حدث ولا حرج عما جري لآل بيت الرسول وكيف تم جز رأس الحسين لترسل إلى العاصمة، وكيف تم غرس رأس زيد بن علي في رمح ثم غرسه بدوره بكل إستهزاء فوق قبر جده رسول الله، وإن ينسى المسلمون أو يتناسوا فإن التاريخ يقرع أسماعنا بجملة مسلم بن عقبة المري لتأديب مدينة رسول الله ((يثرب)) ومن فيها من الصحابة والتابعين بأمر الخليفة القرشي يزيد بن معاوية فقتل من قتل في وقعة الحرة التي هي من كبرى المخازي التاريخية، إذ إستباح الجيش نساء المدينة أياما ثلاثة حبلت فيهن ألف عذراء من سفاح واغتصاب علني وهن المسلمات الصحابيات وبنات الصحابة والصحابيات، فضلا عن قتل 4500 من أصحاب رسول الله، ليقف يزيد يردد مفاخرا أنه أخذ بالثأر وإنتقم من أهل بدر

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا وإستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل

لا يعرف يزيد أن من قاتل أشياخه بجانب المهاجرين والأنصار هم ملائكة الله، لم يكن يعرف أنه لم يأخذ ثأر بدر فعلا لأن الله هو الذي نصرهم علي أشياخه الظالمين {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون، إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلا إن تصبروا وتتقوا ويؤتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وما جعله الله إلا بشري لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين} لكنه لم يعرف ذلك لأنه لم يكن يؤمن بالحقيقة، وهذا ليس حكما علي نياته، ولكنه حكما بناءا علي أفعاله وإستقراء لتلك الأحداث، ونحن حكمنا لا يكون إلا بالأفعال، وأفعاله هو ومعاويه تثبت ما أذهب إليه

ألم يقتل معاوية، محمد بن أبي بكر ثم أحرق جثته علي الطريقة الرومانية في جوف حمار ؟!
ألم يقتل معاوية، الحسن حفيد الرسول بالسم وليتقول علي الله بقوله ((إن لله جنودا من عسل)) ؟!
ألم يقتل معاوية وجيشه 25 ألف من المسلمين والصحابة في معركة صفين ؟!
ألم يتلاعب بكتاب الله وأمر برفعه علي أسنة الرماح ؟!
ألم يأخذ الحكم عنوة ؟!
ألم يقتل ويغتصب يزيد أهل المدينة - مدينة رسول الله ؟!
ألم يحول المسجد النبوي - مسجد رسول الله - إلي إسطبل للخيول لتبول فيه ؟!

أما زياد بن أبيه ، والي الأمويين على إقليم العراق ، فقد شرع القتل بالظنة والشبهة حتى لو مات الأبرياء إخافة للمذنب، وشرع قتل النساء ، أما نائبه (سمرة بن جندب) فإن يديه قد تلوثتا فقط بدماء ثمانية آلاف من أهل العراق على الظن والشبهة، بل إتخذ تطبيق الحدود الإسلامية شكلا ساخرا يعبر عن تحكم القوة لا حكم الدين، كما في حال (المسود بن مخرمة) الذي ندد بشرب الخليفة للخمر فأمر الخليفة بإقامة الحد إحقاقا للشرع لكن على المسود بن مخرمة !

ثم لا تندهش لأفاعيل السلطة وشهوتها في التقوى والأتقياء فهذا الملقب ب(حمامة المسجد) عبد الملك بن مروان لكثرة مكوثه في المسجد وطول قراءاته للقرءان وتهجده ليل نهار، يأتيه خبر أنه قد أصبح الخليفة فيغلق القرءان ويقول له ((هذا آخر العهد بك)) ثم يقف في الناس خطيبا فيقول ((والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا وإلا ضربت عنقه))

ولابد أن يجد الحجاج بن يوسف الثقفي هنا ولو إشارة لأنه كان المشير على الخليفة وبرغم أنه لم يثبت عليه حب الخمر أو اللهو لكنه كان أيضا هو الرجل الذي ولغ في دماء المسلمين وكانت مخالفته في أهون الشؤون تعني قص الرقبة، فهو الذي قال ((والله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الذي يليه إلا ضربت عنقه)) وهو أحد خمسة ذكرهم عمر بن عبد العزيز قبل خلافته في قوله ((الحجاج بالعراق والوليد بالشام وقرة بمصر وعثمان بالمدينة وخالد بمكة، اللهم قد إمتلأت الدنيا ظلما وجورا)) وقد سار الحجاج على سنة سلفه زياد في إعدام النساء والقبض على أهل المطلوب حتى يسلم نفسه، ومنع التجمهر، وإنزال الجنود في بيوت الناس ووسط العائلات يلغون في الشرف كيفما شاءوا إذلالا للناس وكسرا لإنسانيتهم حتى انه أعدم من العراقيين في عشرين سنة هي مدة ولايته مائة وعشرين ألفا من الناس بقطع الرأس بالسيف أو الذبح من القفا أو الرقبة دون أن نعرف من هم هؤلاء الناس ولماذا ذبحوا اللهم إلا على الإحتجاج على ضياع كرامة الإنسان، أو لمجرد الشبهة والظن

ولكل هذا فلقد طمسوا أحكام القرءان تماما ...

- القرءان يقول {وإعدلوا} وهم يظلموا

- القرءان يقول {إدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وهم يغيرون علي البلاد ليقتلوا رجالها ويسبوا نسائها ويستعبدوا أطفالها

- القرءان يقول {وقاتلوا في سبيل الله (الذين يقاتلونكم) و(لا تعتدوا) إن الله (لا يحب) المعتدين} في تأكيدات ثلاثة لكل مؤمن رزين عاقل، وهم يقولوا بالهجوم علي الدول للقتل والغزو والنهب

- القرءان يمتدح الصحابة خاصة السابقون الأولون { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} ...{والسابقون، السابقون، أولئك المقربون، في جنات نعيم} وهم قتلوا السابقون الأولون بل قتلوا أصحاب بدر بل تفاخروا لأنهم قتلوهم

- القرءان يحرم قتل النفس {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله} وهم قتلوا آلاف النفوس

- القرءان توعد من يقتل المؤمن بعقاب شديد {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم، خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} وهم قتلوا آلاف المؤمنين

- القرءان يقول {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وهم يقولوا أن الكريم هو العربي وغير العربي هو أعجمي (بهيم)

- القرءان يحرم الزنا {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} وهم نكحوا مئات الزوجات وركبوا آلاف الجواري وإمتلأت قصورهم بالقيان والبغاء شديد الفحش

- القرءان يحرم الخمر {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} وهم كانوا يشربون الخمر كالماء

- القرءان يعطي الحرية حتي في الكفر {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وفي عهدهم نشروا مذهب الجبرية وأشاعوه وأيدوه ودعوا إليه حتي لا يشتكي أحد من ظلمهم وتسلطهم لأن ذلك وقتها سيكون من الله لأنهم مجبرين عليه، وهو إفتئات شديد علي الله والله منه براء بنص آياته

وغيره وغيره الكثير مما فعلوه من جرائم، ومما طمسوه وعطلوه من دين الإسلام، ومما أضافوه من قيم الجاهلية

هذا هو التاريخ وهذا ما حدث وهذا هو الواقع وليس الشعارات التي يرددها الجهلة وواهمين المعرفة من المستغلين جهل الناس وأميتهم وإنحيازاتهم العقلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بارك الله فيك ما قصرت
بولس اسحق ( 2018 / 2 / 3 - 07:33 )
{ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون، إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلا إن تصبروا وتتقوا ويؤتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وما جعله الله إلا بشري لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين}... احسنت لأنك على ما يبدو مقتنع اقتناعا كاملا بصحتها ... ولا عزاء للعقل لان بقية الفقرات التي وردت فيها الآيات... لا اعلم ان كنت تعلم بانها نسخت بآية السيف ام لا!! تحياتي.


2 - تصحيح وابدأء راي
سمير آل طوق البحرأني ( 2018 / 2 / 3 - 09:37 )
ان الابيات التي اوردتها على لسان يزيد لم يقلها بعد واقعة الحرة بسبب رفض اهل المدينة حكم يزيد بعد واقعة كربلاء بل قالها عندما وضع راس الحسين بين يديه ونسيت ان تبين بيت الشعرالصريح في عقيدة الامويين بالرسالة الاسلامية ونبيها محمد وهو:
لست من خندف ان لم انتقم ** من بني احمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا ** ملك جآء ولا وحي نزل
انتشر الاسلام بقوة السيف والهدف هو السلطة والحكم باسم الاسلام الذي اصبح الهوية الجامعة للعرب. ان اسلام مليار ونصف مسلم على الكرة الارضية في هذا القرن هو اسلام الوراثة لا غير ومن شب على شيء شاب عليه. بعد رجيل المؤسس وابعاد اهل بيته عن التشاور في سقيفة بني ساعدة وحرب الردة وما تلاها من حروب لا يدع مجالا للشك بانه انتقام المسلمين كافة من الاسلام ونبيه وليس انتقام قريش فقط. اما آيات التسامح التي ذكرتها فجلها نسختها آية السيف حسب التفاسير الاسلامية. ما هو المطلوب من مسلمي هذا العصر؟؟. المطلوب هو الايمان بحرية الاعتقاد ولكم دينكم ولي دين والتعايش السلمي بين اليشر وادراج البيت الآتي في منهج التعليم:
ان انت انصفتني حقي فانت اخي ** آمنت بالله ام آمنت بالحجر