الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الناقد الجزائري شريبط أحمد شريبط

محمد عبيدو

2018 / 2 / 4
الادب والفن


غادرنا اليوم بمستشفى ابن سيناء بعنابة و ذلك عن عمر ناهز 61 سنة الناقد الدكتور الكاتب شريبط أحمد شريبط أستاذ الأدب الجزائري بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة... صاحب المؤلفات النقدية المهمة العديدة. بعد معاناة لسنوات طويلة مع عدة أمراض تعاونت على إضعاف جسده كالقصورالكلوي والسكري ومضاعفاتهما ومتاعب عديدة‘ ولم تثنه كلها عن المقاومة الكتابة والعمل والسفر والمشاركة في الملتقيات هنا وهناك . وكان اول لقاء لي معه اثناء انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1997 حيث كان الراحل ضيفا ضمن وفد الجزائر . وعن معاناته مع المرض يقول : " في البداية لمّا بدأت طباعة أعمالها الأدبية ، كنت في بداية مرضي ، كنت أعاني من القصور الكلوي الحاد و بدأت أخضع لعملية تصفية الكلى منذ عام 2000م بمعدّل ثلاث مرّات في الأسبوع ، و تراكمت عليّ مجموعة من الأمراض و هموم أخرى، تراكمت لدي أعمالي أريد أن أطبعها و أعمالها أيضا أن أطبعها ، و بدأت رحلة طباعة الأعمال الكاملة و كانت شاقة ، متعبة و مؤلمة، خاصّة و أنّني كنت في ظرف صحي قاس جدا ، كنت أقرب إلى القبر ، إلى باطن الأرض من سطحها، و كنت أسابق الزمن و يسابقني ، يلاحقني و ألاحقه، كنت صباحا أقوم بعملية تصفية الكلى و في المساء إلى ساعة متأخرة من اللّيل أقوم بالكتابة " .
الدكتور شريبط أحمد شريبط من مواليد 1957 ، بعرش التنافتة، بلدية عين قشرة ، ولاية سكيكدة ، ألقى أول محاضرة في منتصف السبعينيات و هو لم يزل بعد تلميذا بثانوية العربي التبسي بمدينة سكيكدة بمناسبة يوم العلم ، ليصبح أحد رواد النقد في الجزائر مارس الراحل العمل الثقافي طوال عقود من الزمن‘ له عدّة مؤلّفات و كتابات حول الحركة الأدبية الجزائرية المعاصرة و تطوّر البنية الفنّية في القصة الجزائرية المعاصرة ، و هو صاحب معجم النقاد العرب، و لعلّ من إنجازاته المهمّة أيضا طبعه لأعمال الأديبة الجزائرية الكبيرة الراحلة زليخة سعودي و التي أقصتها الظروف ، همّشتها العادات و التقاليد و اختطفها الموت في أوج العطاء و ريعان الشباب . تعدّ زوليخا السعودي من رواد الأدب الجزائري كتبت في نهاية خمسينيات و بداية ستينيات القرن الماضي ، في زمن صعب بنضج كبير و بعمق ، رحلت عن عالمنا و عمرها لم يتعد الثلاثين سنة تاركة وراءها رصيدا من الأعمال الأدبية ، جمعها الأستاذ شريبط أحمد شريبط لتصدر في كتاب .
و من اعماله كتاب:«تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة»،.وكتاب «الخطاب الأدبي الجديد:وهم الواقع وعنف المتخيل»،ينقسم إلى قسمين رئيسين: الأول قراءة بعض نماذج الرواية الجزائرية،أما الثاني،فيضم مجموعة من الدراسات، عالج في بعضها قضايا أدبية، وتناول في بعضها الآخر تجارب بعض الشعراء الجزائريين.وتحقيق كتاب:«مائة ليلة وليلة وحكايات أخرى»للباهي البوني ،و الحركة الأدبية المعاصرة في عنابة ، و الأديب عبد المجيد الشافعي، مقاربة تحليلية نقدية لإنتاجه الأدبي ، و "دراسات ومقالات في الأدب الجزائري الحديث ، إشارات ثقافية... وكلام بارد ، الإشارات، مقاربات في الأدب والثقافة، والفكر ، و "كتاب جميلة بوحيرد ، ويقع في أربع وخمسمائة صفحة (504)، ويحتوي على العديد من القصائد والأعمال الأدبية التي أبدعت تخليدا لأسطورة النضال الجزائري جميلة بوحيرد. وقد صدرت قبل عامين الأعمال الأدبية الكاملة له في طبعة أنيقة عن منشورات مؤسسة بونة بمدينة عنابة،وبدعم من وزارة الثقافة الجزائرية،حيث توزعت على عشرة مجلدات ضخمة،جمع فيها الباحث أحمد شريبط كتاباته المتناثرة ،والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من أربعين سنة،توفر تلك الكتابات للباحثين،والمهتمين بالأدب الجزائري، مرجعاً لدراسة التحولات الثقافية في الجزائر،والثقافة العربية، وقد شغل الدكتور شريبط منصب رئيس فرع عنابة لاتحاد الكتاب الجزائريين من عام 1982 إلى غاية سنة 1999م، كان عضواً بالمجلس الوطني لاتحاد الكتاب والصحافيين والمترجمين الجزائريين من سنة 1985 إلى سنة 1999م، وبالأمانة التنفيذية لاتحاد الكتاب الجزائريين من سنة 1979 إلى سنة 2002م ، وسبق ان انجز شريط وثائقي عن حياته وتجربته من إخراج أحسن مجرداوي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع