الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطورا من التراث الفلبيني لها حكمة بليغة

محمد عبد القوي

2018 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علي عادة خيال البشر في كونهم كائنات مفكرة، أرادت شعوب الفلبين في عصور ما قبل الكتابة والتدوين، أن تعرف كيف خلق الإنسان بهذا الشكل وهذه الهيئة وجاء إلي هذا العالم، وبغض النظر عن تفاصيل كثيرة وصلت إلينا عن ذلك الزمان وكيف كان يفكر، فإن أكثر ما أثار إنتباهي هي الأسطورة التي تحدثت عن سبب تنوع ألوان بشرة الإنسان

تقول الأسطورة أن تنوع لون بشرة الإنسان راجع إلى ساعة الخلق، عندما وضع الإله الخالق حفنة من طين فى الفرن لصنع الإنسان : فى المرة الأولى لم يكن الطين قد نضج على النار فخرج الإنسان أبيض البشرة، وفى المرة الثانية ترك الإله الطين مدة طويلة على النار، فخرج الإنسان أسود البشرة نتيجة إحتراق الطين، وفى المرة الثالثة كانت النار هادئة ومتوسطة (دون زيادة أو نقصان) فخرج الإنسان البرونزى أي الفلبيني، وهذا كان سبب تنوع البشر وأجنساهم

لقد كان يؤمن بتلك الأسطورة ملايين البشر، لكنهم لم يروها أسطورة، وإنما رؤوها حقائق ومعارف مطلقة، لأن المستوي الإدراكي والتراكم المعرفي لذلك الزمان هو أقصي ما وصل إليه الإنسان، أما اليوم فنحن ندرس تلك الأساطير بإعتبارها لغة تعبيرية، تعبر عن إنسان ذلك الزمان وكيف كان يفكر، وكيف كان يتفاعل مع الأشياء من حوله، وكيف كان ينظر إلي الخلق، وكيف كان ينظر إلي التكوين ...إلخ

اليوم يوجد أيضا ملايين من يعتقدون أنهم يستندون إلي حقائق ومعارف مطلقة، بإعتبار أنهم كثرة، وأنهم الحاكمون ومن بيدهم السلطة والقرارات وأنهم النموذج الأمثل لأن ما لديهم هو الكون متجسدا والصواب متجسدا والخير متجسدا
بإختصار يعتقدون أنهم توصلوا إلي الحقائق النهائية في كل شأن وبلغوا سقف المعرفة وهو ما جعلهم يتغاضون عن كل ما عند غيرهم من مناهج تفكير وعلوم ونظريات وفلسفات وتركة إنسانية كبري أنجزت كل ما وصل إليه الإنسان وما سيصل إليه

إن شعوب تفكر هكذا، لا ينتظر منهم شيء جديد، لا ينتظر منهم سوي أن يتجاوزهم الزمن وتبقي أحاديثهم وأفكارهم أساطير وهم ذاتهم يبقون أسطورة من أساطير التاريخ البشري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah