الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حداثة الغرب وهلوسة العرب ...!

جمال الصغير

2018 / 2 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما فعله فلاسفة أوروبا قديمة ضد الكنسية كان صحيحا،وأكبر دليل على ذلك أنهم صنعوا من فكرهم الذي يدعو إلى العقل و التحرر دولا قوية وجيوشا كبيرة واقتصاد عاليا جدا،لكن رغم كل هذه الأفكار الجريئة على المسيحية واليهودية إلا أنهم احترموا سلطة البابا،وحينما قالوا للدنيا كلها إننا نملك بديل لدينيات وهيمنة الكنيسة وهي عقولنا،صنعوا بدل النقد اليومي نظام محكوما واحترافيا أخرجوا الناس من العبودية إلى التحرر،وهذه صفقة غير قابلة للخسارة طالما أنهم وجدوا في التشريع في الإنجيل والتوراة مجرد روحانيات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم يجدوا تشريع للحياة أو قواعد مستنبطة من المسيحية واليهودية لصناعة دولة،وأكبر دليل أن كلمة سيف معدل ذكرها في القرآن صفر، لكنها ذكرت في الإنجيل 390 مرة.
لهذا الحداثة في الغرب نجحت وكانت مبدأ لتطور،لكن العرب جعلوا من الحداثة قاعدة أساسية لنقد الإسلام،يوميا يمارسون النقد بنكهة الطعن،من كثرة المقالات والحصص التلفزيونية ضد الإسلام،بدأت أشك أن في الأمر جانب نفسي،كهلوسة عربية قيدت فكر هؤلاء فجعلتهم يظنون أن الحداثة هي نقد الإسلام،لا أحد يحرم العقل حينما يفكر،بل بالعكس ننتظر منك أخي العلماني أن تقدم لنا حلولا لمشاكل قطاع التربية،أو تنهي مشاكل الإضراب في الجزائر بطريقة علمية حضرية،أو تأسس لنا نظاما لدولة الجزائرية تجعلها من الدول المتطورة،أو تضع لنا كتابا عنوانه المفاهيم العلمانية لتأسيس دولة حديثة ومتطورة حينها لو تكتب لنا في المقدمة أن كل الحلول التي وضعتها في هذا الكتاب لا يجب أن يقترب منها الدين،ممكن نلتزم الصمت ونقدم مصلحة الناس على فكرنا الإسلامي،لكن للأسف أعلم مفكر علماني في العرب مازال يتكلم عن حديث الذبابة .
يمكن لمشروع فصل الدولة عن الدين أن ينجح بمنظور أخلاقي ومشروع علمي يقدم للناس،لكن بهلوسة نفسية مريضة تجعل الجراءة عالية جدا حتى تصل إلى نقد القرآن،هذا أمر معقد ومشكلة العصر،فإما تقدمون مشروعا مقنعا يكون حضاريا ومثقفا لبناء دولة،حينها ستجدون الإسلامي والملحد والمتطرف وحتى داعشي الفكر معكم، لكن كونك لا تقدم ولا فكرة علمية متطورة ثم تفتح صفحتك الفيسبوكية وتبدأ بسب الدين والطعن في القرآن وتقول هذا من باب الحرية،تأكد أن العصبية الدينية تولد من فكر العلماني العشوائي بحق الدين الذي توزعه صباحا ومساءا بدون خلفية علمية متطورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تناقضات المقال
محمد البدري ( 2021 / 1 / 24 - 05:11 )
اذا كان ما فعله فلاسفة أوروبا قديمة ضد الكنسية (والمسيحية) صحيحا فلماذا ما يفعله اعلاميين او اناس عاديين ضد الاسلام هلوسة.؟
الم تر كيف لا يوجد فلاسفة ومفكرين في عالم الاسلام يمكنهم القيام بما قام به فلاسفة اوروبا فما كان الا ان تولي الامر اناس آخرين لتحقيق اهدافا هي من صلب كرامة الانسان. حتي في العلوم والطبيعيات التي ليست بحاجة الي فلاسفة بقدر حاجتها الي علماء فان الاسلام يقف ضدها

اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة