الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري السعيد وعبدالقادر اسماعيل البستاني

سيف عدنان ارحيم القيسي

2018 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالقادر اسماعيل البستاني هو احد رواد الفكر الديمقراطي والاشتراكي في ثلاثينيات القرن العشرين كتب عنه الكثيرون عن دوره الفكري والسياسي والذي ترجمه من خلال كتاباته في مجلة المستقبل عام 1929 والتي كانت تعد تجربة فريدة في تاريخ الصحافة العراقية فا اغلب ما كتبه البستاني كانت تعبر عن حس حقيقي تعبر عما يعانيه المجتع العراقي فهو زار الاهوار وكتب عن معاناة اهلها وخصوصا المراة العراقية وما تعانيه من شظف العيش،بلور مفاهيمه اكثر في جماعة الاهالي،ليصبح عضواً في المجلس النيابي في انقلاب بكر صدقي لكن عضويته لم تستمر طويلاً فسرعان ما اسقطت عنه جنسيته العراقية بسبب انتمائه للحزب الشيوعي العراقي،ان البستاني الذي ينحدر من عائلة دينية تعمل في اوقاف الكيلاني وجد نفسه متمرداً على ما يعانيه مجتمعه من احتلال بريطاني وسوء وضع اقتصادي دفعه للتمرد كثيراً والخروج من واقع الاسرة التي ضمت مجموعة من الاخوة بينهم الطبيب والقانوني،ومنهم من تبوء الوزارة والذي اصبح قريباً من الطبقة الحاكمة وهو خليل اسماعيل البستاني الذي لم يشفع لأخويه عند اسقاط الجنسية عنهم(عبدالقادر ويوسف)مهما يكن من امر فشكل عبدالقادر البستاني رقماً مخيفاً لدى النظام الملكي ككل وجرأته بما يفعل ويقول وهذا الامر انعكس على اخيه الذي كان يشغل منصب مدير مديرية الداخلية العامة فلم يشفع له ذلك لقاء اخيه بل ورفض لقائه خوفاً من ان يساء امر لقاءه على اخيه في الرطبة خلال الايام الاولى للحرب العالمية الثانية وهو ما يذكره خليل في مذكراته عندما وصلت للرطبة في احدى سيارات النيرون في طريق عودتي الى بغداد رأيت سيارة ركاب تعود لشركة نقل اخرى واقفة امام مدخل الحدود العراقية وكان عدد من الاهلين ومن بينهم بعض رجال الشرطة متجمعين حولها ولما سالت عن الموضوع قيل لي ان الشرطة اوقفت عبدالقادر اسماعيل اخي ثم علمت انه قادم من الشام ليذهب لبغداد وان معاون مدير شرطة الرطبة اتصل بالجهات المختصة في العاصمة لتلقي المعلومات ببشأنه وقد امر بتوقيفه انتظاراً للنتيجة كان وقع الخبر شديد علي لأنيي لم اكن اعلم بمجي اخي الى العراق ولو كنت رايته في دمشق لنصحته بعدم العودة منعاً لوقوع مشاكل لا تخفى فاستغفرت الله العلي العظيم وقد حصل مما كنت اتوقع ،قبل أن نستأنف السفر الى بغداد بنيرون علمت ان الاوامر صدرت من السلطات المختصة في العاصمة باعادة عبدالقادر الى سوريا فوراً وقد تعمدت عدم الاتصال به وقد تعمدت عدم الاتصال به منعاً للتقولات او لا انني اشغل منصب له علاقته الكبرى بالادارة والامن ولا يجوز الاتصال بشخص غير مرغوب فيه لدى الحكومة القائمة،في صباح اليوم التالي ذهبت لمقابلة رئيس الوزراء نوري باشا السعيد بصفته وكيلا لوزير الداخلية لاعلامه برجوعي وتلقي اوامره حسب الاصول .وعندما قابلته رايته في وضع غير عادي اذ كان وجهه متجهماً واثار الغضب باديه عليه فقال بصوت مرتجف اين قابلت عبدالقادر اسماعيل وكيف اتى الى العراق ولما اكدت له عدم علمي بمجيئه من الشام وقلت اني اخبرت بذلك في الرطبة اجابني كيف جاء بصحبتك اذا الى الرطبة فقلت له انه لم يأت بصحبتي ولم اراه في الشام ولم اقابله في الرطبة وانني اقدر ما توجبه علي وظيفتي فلم يصدقني مع الأسف اذ قال هل يصح ان يستغل مركزك ودخل الحدود العراقية معك قلت له اوكد لك انني لا اعلم شيئاً من ذلك فتركني ودخل غرفته وكانت اعصابه متوترة جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة