الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات سيلوسية 5 : انشتاين والمجتمع الاخلاقي

سيلوس العراقي

2018 / 2 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من يمكنه أن يفسّر الانسان ؟ الانسان كائن فريد في كلّ شيء، لا يمكننا تفسير الانسان مثلما الأشياء إنْ لم نتمكن ونجهد لمعرفته جيدًا وبما فيه الكفاية لنبدأ بتفسيره، فنقع ربما في الحبّ والاعجاب وفي الاندهاش، في حبّ الحياة والانسانية
مايميز انشتاين انه نموذج (ربما لا يكون الوحيد بكلّ تأكيد) لهذا السرّ الذي تتمكن جوانب وهويات عديدة "متعددة" في شخصه بالتعايش معًا وبانسجام بالرغم من عدم انسجام او تطابق الهويات فيما بينها. ربما كان يختار ماهو ايجابي وطيب من كلّ هوية من هوياته المتعددة لكيما تتمكن من المساكنة والمعايشة فيه ومعه، هل انه : كائن مجنون أم عبقري، استثنائي أم عادي ؟ أم انه كلها معًا ؟

انه يؤمن بالانسان، بالحكمة، بالعلم، بيهوديته، بالصهيونية، في امكانية أن تكون وتفكر عالميًا وليس قوميًا أو عنصريًا، وهو يؤمن بالأمة اليهودية. إنه لا يؤمن بالله كشخصٍ يمكن عبادته، يؤمن بامكانية خلق مجتمع أخلاقي، بالسعادة ، بالوحدة وعدم الانعزال، كل هذه وغيرها تعيش في انسان واحد

كان انشتاين (1879 ـ 1955) يهوديًا مخلصًا، وكان جيدًا بالنسبة لليهود، و كان تركيزه في اليهودية على الفكرة الأخلاقية اليهودية. فكتابه "أفكار وآراء" يوضح بأنه يؤمن ويحبّذ أن تكون اليهودية مهتمة حصرًا بالموقف الأخلاقي للحياة، الذي يسميه، أساس السعادة والمجتمعات المتحضرة

غير أن انشتاين لم يقبل فكرة الإله التقليدية. بالنسبة له، فإن إله اليهود هو ببساطة نفي الخرافات

بالنسبة له، الله يعني القوة المتحركة في الكون، وليس الإله الشخصي الذي يمكن أن يُعبد
ومع ذلك، فان حياته كعالمٍ لم تكن من دون روحٍ ومن دون شعور بالروحانية. فيقول "أجمل شيء يمكننا أن نختبره، هو السر ..., والمرء الذي لم يعد قادرًا على التوقف برهبةٍ للتساؤل والتعجب والاندهاش فهو كالميّت

يقدّر انشتاين الأبعاد والمضامين الفكرية لليهود واليهودية. والمساهمة اليهودية للحضارة التي تنبع (بحسبه) من تقليدها في الدراسة والبحث والالتزام في العدالة الاجتماعية
هذان البعدان أو هاتان المقاربتان ـ يقول ـ أقلقتا وأزعجتا الأنظمة الشمولية كالنازية مثلا ، لذلك تدعو الأنظمة الشمولية لمحو اليهود واليهودية
ومع أن انشتاين كان رجلا عالميًا ولكلّ العالم، لكنه كان داعمًا قويًا للهوية والقومية اليهودية
وبالرغم من أنه كان يفضّل حياة التأمل والبحث لكنه تماهى مع الصهيونية بشكلٍ واضح ومنحها اسمه وشهرته مقدما لها التبرعات
كان مؤمنا بأن الصهيونية ستضمن مكانًا وموقعًا للأمة اليهودية المضطهدة بشدة، لتكون. ولتكون فرصة لخلق مجتمع أخلاقي

والى القصاصة التالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى ادراة الموقع
سيلوس العراقي ( 2018 / 2 / 8 - 14:50 )
يرجى حذف هذا المقال لانه مكرر
وقد تم نشره الوم بالنسخة المنقحة تحت عنوان
هويات متصارعة في انشتاين
مع الشكر

اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال