الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدنا

إيمان مصطفي محمود

2018 / 2 / 11
الادب والفن


وحدهم الغرباء يمكنهم سماع أنين نخلة يتيمة تاهت عن موطنها إلى أرصفة المدن
وحدهم عابروا السبيل يعلمون أن الحقائب التي يحملها المهاجرون محشوة فقط بالأحلام والذكريات.
وحدهم المُتشائمون حدّ الموت يُمكنهم الإحساس بحرارة شبق الفجر أكثر من الجميع.
وحدهم الإنطوائيون يعلمون أن الإنقياد وراء إغراءات العالم سيُكلفهم ثمن حريتهم وفهمهم القديم للحياة.
وحدهم ثوار بالبزات العسكرية يعرفون قيمة الثورة.
وحدها أم الشهيد تنتبه لغياب طيف حلم قديم راود ابنها قبل ذات رصاصة.
وحده طفل يتيم سيتفهم ألم عصفور أضاع الطريق إلى سربه.
وحدها امرأة وحيدة ستتفطن إلى أن الأغاني الحزينة هي كل ما يتبقى في النهاية لترتيق ثقوب ذاكرة مهملة.
ووحده الحب كان قادرا علي إقناعنا بأن امرأة تحسدها الحياة علي حياتها قد تُصبح امرأة حزينة وأن رجلا بحزنٍ فطري قد يفرح ذات شتاء كئيب , ووحده ذلك الحب كان قادرا علي إقناعنا أن أوهام الحزن والفرح ستنقضي سريعاَ لكنه الحزن وسيبقي حُزنا إلي الأبد
وحدنا أنا وأنت وهم نمضي جنبا إلى جنب كُلّ مع نفسه دون أن نتفطن أن شيبة نبتت في مكان ما من القلب أذنت لنا بالانطفاء.
ووحيدون كآخر غجري في المدينة نُدرب قلوبنا علي الوجع ونحفر عميقا لنكتُم أسرارنا عن الليل ونقنع المرايا بالصمت حتي لانظهر عراة في حضرة الضجر والموت .
وحدناا ...

بقلم /إيمان مصطفي محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير