الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الألم و الحزن في الشعر العراقي المعاصر

حسين عجيل الساعدي

2018 / 2 / 14
الادب والفن


كتب بلزاك( 1799 / 1850) يقول :"الألم لا نهائي ، أما الفرح فمحدود".
قد تكون ظاهرة الألم والحزن دالة يُعرف بها الشعر المعاصر ، ولكن يتفرد بها الشعر العراقي المعاصر ، حيث شكلت هذه الظاهرة ، حالة أنفعالية ، ومركز أستقطاب ، وسمة مستديمة بارزة في نصوص الشعر العراقي المعاصر ، حتى أضحت إيقاع أستوطن ويستوطن في نفوس وقلوب الشعراء العراقيين ، المنقوعة بالألم والحزن المركب ، فنرى هذه السمة ترسم لنا رؤية وجودية مستندة الى المعاناة والألام التي يعاني منها المجتمع العراقي بمجمله . فالشاعر لسان حال مجتمعه نراه يحمل كل هذا الألم والحزن ، فهو الذاكرة الحية للمجتمع من خلال قصائده ، فلا نجد تعبيراً مكثفاً عنهما - الحزن والالم -أنعكس في النصوص الشعرية مثل ما يطرحه ، فتعبيره أشد تعبيراً عن واقع الإنسان العراقي ، فالنص الشعري العراقي يفيض بالحزن والبكائية في لغته و عاطفته وتكوينه الوجداني . فهو ينطلق من الأعماق ، ولا يكون مجرد ترف فكري ، ولا تختلف إرهاصاته في كتابة النص وأحاسيسه عن آلام المخاض والولادة .
أن ثنائية الحزن والألم شكلت نتاجاً لواقع أجتماعي يحياه الإنسان ويعاني منه . حتى أضحى هذا الواقع المحرك الأساس في عملية الإبداع الشعري التي لا تتم إلا في معادلة الحزن والألم ، فكان للبيئة الأثر في إثراء المعجم الشعري للشاعر ، فنرى الشاعر العراقي يحترق وهو يحمل فوق كاهله الفواجع ، والهموم ، والأحزان .
أن العامل الاساسي والمؤثر في الشخصية العراقية ، هو الحزن وعدم القدرة على تجسيد الروح المتفائلة ، مما جعل المبدع العراقي لا يستطيع تقديم حتى الفرح ، أو الإحساس به . ومسببات ذلك عند الشعراء متباينة ، منها العاطفية أو السياسية أو الأجتماعية . كذلك طبيعة الحزن عند الشاعر مختلفة المشاعر في رؤيته للواقع ، فالوجع الشعري مرآة لهذا الواقع ، في تعبيره عن القضايا الوطنية والأجتماعية والنفسية ومعالجتها في نصوصه الشعرية .
والشعر المعاصر يعبر بوضوح عن هذه الظاهرة من خلال نغمة الحزن التي صارت علامة فارقة تلفت الانتباه ، فتحرض الشاعر على الابداع ومنبع إلهام يعتمده في إنتاج نصوصه الشعرية ، " فالقصائد لا تولد من تحقيق ورضا وإنما تولد من الحزن والإخفاق والبحث الذي لا يُغني " .
يتضح أن الحزن يكاد يكون قاسماً مشتركاً ومحوراً أساسياً بين شعرائنا المحدثين والمعاصرين ، التي أتسمت أشعارهم بالنزعة التشاؤمية الناتجة من الإحساس بالتأزم النفسي والشعور بالألم ، حزن عبر عنه الشاعر نزار قباني حين قال:
أنـا جـرحٌ يمشي على قدميه وخيولي قـد هـدَّهـا الإعيـاءُ فالشعراء تتباين دواعي حزنهم بإختلاف شخصياتهم وتكوينهم النفسي . ولكن السؤال ، الى متى يحمل الانسان والشاعر العراقي هذا الألم وأبجدياته ؟ أما من ضوء في نهاية النفق المعتم ؟ إن الحزن العراقي عموماً ذات طابع بنيوي يدخل في تركيبة الشخصية العراقية ، فهو أنين يمتد من سومر إلى يومنا هذا ، ويندر أن تجد شاعراً حدیثاً یخلو شعره من مضمون الحزن ، فالحزن (خبز الشعراء) كما قيل عنه ، أما الفرح والتفاؤل فهو أستثناء . وصدق الشاعر محمد الماغوط حين يقول " ليس الفرح مهنتنا " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با