الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ندم المصريون على ثورة 25 يناير؟

اسلام احمد

2018 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا جدال في أن ثورة 25 يناير أحد أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث يث إذ لأول مرة في تاريخ مصر يتم تغيير رأس الحكم بارادة شعبية حرة وليس من داخل النظام أو بانقلاب عسكري أو ضغوط خارجية , والمؤكد أنها حظت بتأييد ملايين من الشعب المصري بعد أن بلغ فساد واستبداد نظام مبارك حدا لم يعد يحتمل , وحتى من لم يشاركوا فيها من المصريين تعاطفوا معها وأيدوها وبالتالي كتب لها النجاح والتأييد

غير أنه بعد سبع سنوات من قيام ثورة 25 يناير بوسع أي باحث أن يكتشف بسهولة أن الشعب المصري قد ندم على قيامه بها , يبدو ذلك واضحا من كتابات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي ومن أحاديث الناس في الشوارع , وكذلك من وسائل الإعلام , فكيف حدث ذلك؟!

الحقيقة أنه عقب قيام الثورة جرت مياه كثيرة في نهر الحياة السياسية المصرية , وجرى ارتكاب أخطاء من الجميع قد أدت في النهاية إلى انحراف الثورة عن غاياتها وأهدافها , فعدم تمكن الشباب الذي قام بالثورة من الحكم وعدم امتلاكه بديل إصلاحي لنظام مبارك واكتفائه بالاحتجاجات والتظاهرات الثورية , وكذلك أخطاء المجلس العسكري الذي قاد البلاد عقب الثورة وفشله في أن يؤسس لمسار دستوري وإصلاحي بديل يقود إلى تحول ديمقراطي سليم , فضلا عن طمع جماعة الإخوان المسلمين في السلطة , كلها قد أدت إلى تمكين الأخيرة من الحكم وبالتالي فشل الثورة في تحقيق أهدافها!

ولأن جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت أخطاء وجرائم كارثية خلال حكم محمد مرسي تصل إلى حد الخيانة العظمى فقد شعر المصريون بالخطر على ضياع البلاد ومن ثم ثاروا ضد حكم الجماعة في 30 يونيو 2013 مستنجدين بالمؤسسة العسكرية , وبالتالي وصل الرئيس السيسي الى الحكم , ومن هنا تحديدا بدأت المشكلة إذ في ظل حكمه شهدت البلاد أزمات اقتصادية خطيرة تتمثل في ارتفاع الدين العام الداخلي والخارجي , وتراجع احتياطي النقد الأجنبي فضلا عن العجز الكبير في الموازنة العامة للدولة وتراجع معدلات السياحة والاستثمار , ناهيك عن ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل انخفاض قيمة الجنيه المصري ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني , ومع زيادة معدل التضخم (وصل الى30% في سابقة لم تحدث منذ 70 عاما) وبالنظر إلى نسبة فقر تصل إلى ثلث المجتمع ونسبة بطالة تصل إلى 20% فقد كان من الطبيعي أن يعاني الشعب المصري بشكل لم يحدث من قبل على مدار تاريخه

ومما زاد الأمر سوء قرار تحرير سعر الصرف (التعويم) فضلا عن رفع الدعم عن الوقود والبنزين (استجابة لتعليمات وشروط صندوق النقد الدولي) , صحيح أنها قرارت علاجية قد تكون مهمة ومطلوبة ولكن لم يصحبها سياسات تحرزية تحمي الفقراء ومحدودي الدخل من آثارها

كما شهدت مصر في عهد السيسي أكبر عمليات إرهابية على مدار تاريخها , (قتل في عملية مسجد الروضة وحدها 305 شهيد) , نتيجة السياسات الخاطئة التي ينتهجها النظام في مواجهة الإرهاب واعتماده على الحل الأمني والعسكري وحده دون حل فكري أو سياسي

أضف إلى ذلك الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد في ظل حالة الانقسام المجتمعي وانسداد الأفق السياسي فضلا عن تراجع الحقوق والحريات وغياب سبل الحوار والمشاركة السياسية نتيجة قوانين قمعية مخالفة للقانون والدستور على رأسها قانون التظاهر وقانون الإرهاب اللذان أتاحا للحكومة القبض على كثير من الشباب بدون حسيب أو رقيب حتى وصل عدد المعتقلين في مصر إلى عشرات الآلاف حسب تقديرات مراكز حقوق الإنسان

وقد بلغ نظام السيسي حدا من الاستهانة بالحقوق والحريات أنه لم يسمح لأحد بالترشح أصلا ضد الرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة , وحين ظهر مرشح جاد وهو الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق تم القبض عليه بدعوى ارتكابه مخالفات قانونية جسيمة! , ومن قبله تم الضغط أيضا على الفريق أحمد شفيق وتهديده , ما دفعه إلى العدول عن الترشح!

في سياق كهذا يبدو واضحا أن الهامش الديمقراطي البسيط الذي حافظ عليه مبارك طوال فترة حكمه أصبح غير موجود الآن , كما أنه بمقارنة الأوضاع الاقتصادية في عهد مبارك ونظيرتها الآن نجد أن الأولى كانت أفضل , وبالتالي نفهم لماذا ندم الشعب المصري على قيامه بثورة 25 يناير وأصبح يترحم على أيام مبارك ويتمنى رجوعه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام