الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


،،فلسطين،، نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي

حاتم بن رجيبة

2018 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


العالم يتحرك ويتغير، الكواكب والمجرات بعضها ينفجر وأخرى تولد من لا شيء، الكائنات والإنسان والشعوب تتغير وتتحول. الكل في ديناميكية دائمة، من ينعزل ويتصلب يندثر، من يتأقلم يبقى ويتطور وينمو. العود الأخضر اللين يقاوم أعتى الرياح وينجو، المتصلب ينكسر ويمحي!

ماذا يريد الإنسان؟ أليس الحياة والسلام؟ من يحب الكل يخسر الكل! تنازل وقدم لتأخذ! كن لينا ومطواعا وسلسا حتى تقاوم المصاعب و تجتاز الأزمات!

الملايين تهاجر أوطانها طواعية وتركب الأغوال وتتحدى الموت والمخاطر وتهلل عند مغادرة الديار والأهل والعشيرة، لأن الأمل في حياة أفضل عند الغرباء أكبر! الموطن ليس دائما مرادفا للسعادة، بل أحيانا مرادفا للبؤس والدمار.

ما الجدوى من البكاء والعويل؟ إلى أين سيفضي نطاح الصخر والجبال؟ سوى إلى وجع الدماغ والألم والموت؟ أليس من الأجدى العمل في ما هو متاح و ماهو ممكن وقطع العضو المهشم وبتره قبل أن يهلك الجسد كله؟

لماذا حل اليهود بفلسطين؟ أليس هربا من الموت والإضطهاد في كل بلاد العالم؟ قرابة الألفي سنة! لو اجتاح الوباء قوما كان اليهود من جاء به، لو فسد المحصول كان اليهود من أتلفه ، لو أفلسوا فمن مكيدة اليهود. من يستطيع تحمل كل هذا الظلم ألفي سنة؟ من لايحن في كنف هذا القهر المستمر إلى وطن يهودي لا يكونون فيه أقلية تداس و تهان متى شاءت الأغلبية؟ هل لا كنت ستفعل مثلهم لو عانيت ما عانوا؟

لماذا تركوا ،، يودايا،، فلسطين في القرن الثاني بعد الميلاد؟ أليس هربا من الموت وأملا في الحياة؟ لماذا عادوا إليها بعد ألفي سنة؟ بعد أن تجذروا في أوطان جديدة في كل أصقاع الكون؟ أليس هربا من الفناء وأملا في حياة آمنة، لا أحد يعايرهم ،،باليهودي القذر ،،؟

هل ارتكب اليهود مجازر وظلموا عرب فلسطين؟ هل هدموا الديار واستعمروا القرى والعباد؟ أكيد ! هل تصلب العرب و أغلقوا باب الحوار أمام اليهود ولم ينظروا إليهم بعين الرحمة ولم يتفهموا حنينهم إلى وطن يلمهم ويحميهم ويلات الذل والتحقير والتشهير والتعذيب والتمييز والغطرسة ؟ أكيد! ألم يعوا أنهم في مركز ضعف ولا أمل لهم في نيل أكثر مما هو متاح؟ بلى!

ألا يحق لليهودي ما يحق للعربي والهندي والياباني إلخ ؟؟؟ ألا يحق له وطن يقيه براثن المعتدين وقبيلة تواسيه ؟

ماذا تريدون ياعرب؟

فلسطين عربية مسلمة نقية صافية؟ اليهود والمسيح فيها أهل كتاب ومواطنون من درجة ثانية؟

ما صار قد صار! طرد اليهود قديما من ديارهم كما طرد العرب من قراهم حديثا. رجع اليهود هربا من المجازر في روسيا وأوروبا ومن العنصرية والمحرقة في كل أصقاع العالم. كل ذلك حدث.

هل تريدون رمي اليهود في البحر أو طردهم بالكامل؟ ماذا سنربح؟

الأرض؟ وبعد ؟ نحن نريد الحياة والسلام . نريد الخير للجميع. يريدون دولة يهودية تحميهم و تؤاسيهم؟ فليكن. نقبل بتقسيم الأمم المتحدة ويكون منطلقا لحياة جديدة، ضميرنا مرتاح وبالنا هادئ. نسامح ونتسامح. ربما تنشأ دولة فدرالية علمانية في المستقبل تلم شمل الكل وتنتصر على المتعصبين الدينيين والقوميين! إلى أن يحدث ذلك نقبل بالتقسيم وبدولتين عربية ويهودية.

من من العرب الذين يرفضون العيش معهم ينتقلون إلى الجزء العربي ومن من اليهود من لا يقبل العيش معنا ينتقل إلى إسرائيل! نهاية أليمة بدلا من ألم دون نهاية !

الملايين من الفلسطينيين في المخيمات، في الصحاري دون وطن. دون حام وتحت رحمة الأسياد. إلى متى؟ تشتت وذل ومهانة! إلى متى؟ حان الوقت للم الشمل في وطن واحد، كما جاء في التقسيم ، القدس للجميع ، تحت الوصاية الأممية أو مقسمة.

على هذا الأساس نشتغل ونضع اليد في اليد مع العقلاء من اليهود أنفسهم. وكفانا عناد ونطاحا للصخور.

نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي !!!

ألم يغادر الملايين من مسلمي الهند إلى باكستان والسيخ من باكستان إلى الهند؟ ألم يرحل الآلاف من اليونانيين من تركيا إلى اليونان والأتراك من اليونان إلى تركيا؟ ألم يرحل ويطرد الملايين من الألمان من بولونيا وأوروبا الشرقية؟ هذه هي الحياة مزيج من الوحشية والفرح. علينا أن نرحم متى كنا أقوياء ونتأقلم عند ضعفنا.

نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي