الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع على عفرين - السيناريوهات الصامتة

علي مسلم

2018 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري من حرب في عفرين منذ ال 20من شهر كانون الثاني الماضي بين القوات التركية وبعض فصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة وبين قوات سوريا الديموقراطية بقيادة حزب الاتحاد الديموقراطي الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني يأتي في سياق مشابه لما ما جرى وما يجري من حروب محلية في باقي المناطق السورية , ولا اعتقد ان يتمخض عن هذه الحرب الظالمة نتيجة تخالف في تداعياتها عما جرى في المناطق السورية الاخرى , بدءاً من ريف دمشق وريف اللاذقية والجزء الشرقي من مدينة حلب وارياف ادلب و حماة , ولعل اسطع عنوان لما جرى هو محاولة تحويل سوريا أرضاً وشعباً الى مناطق نفوذ دولية دون النظر الى ما كان يسعى اليه السوريون على انه صراع بين الشعب والنظام .
وقد انطلق المجتمع الدولي منذ البداية لوضع حد لهذا النزاع الدامي عبر الوسائل الدبلوماسية على ان يتم ترجيح الحل السياسي كبديل للحل العسكري , لكن هذا السيناريو اصطدم كما راينا مع ما كانت تسعى اليها بعض القوى الراديكالية المحلية المرتبطة بأجندات خارجية من جهة وبين تمادي النظام خصوصاً بعد التوغل الروسي في مفاصل الازمة السورية بشكل مباشر عام 2015 ووقوفها الى جانب النظام وسعيها للإبقاء على النظام بما ذلك رأس النظام والهيكلية الامنية القائمة وهذا ما ساهم في دفع الامور نحو المزيد من التأزم والتعقيد .
وبناء على ذلك انصب الاهتمام الدولي في سياقها الواضح لدفع الامور صوب توافقات دولية – اقليمية على شكل صفقات سياسية غير معلنة يتم بموجبها تعزيز التواجد الدولي على الاراضي السورية كخيار لا بدا منه بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية التي بذلت في اطار مفاوضات جنيف ( 2012 – 2018 ) وغيرها , وبناء على ذلك تم توزيع مجمل الخارطة السورية الى مناطق نفوذ بين الروس والامريكان وبحضور اقليمي مباشر ( تركيا وايران ) عبر اتفاق ما سمي باتفاق وقف التصعيد في استانة (2017 ) والذي شمل أكثر من اربع مناطق نزاع ساخنة أخرها كان في ادلب وريف حلب الغربي , وكان واضحاً ان منطقة عفرين لم تكن مشمولة بتلك الصفقات بشكل مباشر , لكنها كانت حاضرة بقوة في الاستراتيجية التركية , وربما ساهم الوجود العسكري لقوات سوريا الديموقراطية في عفرين لتعزيز المطالب التركية باجتياحها تحت حجة الحفاظ على امنها القومي , ومن الواضح ان الحكومة التركية عبر سعيها المستميت نجحت في اقناع الاطراف الدولية المعنية سيما روسيا بالسماح لها باجتياح عفرين نظراً لامتلاكها المزيد من الاوراق الضاغطة , ومن بينها وجود اكثر من 3,5 مليون مهجر سوري على اراضيها .
وقد جاء جولة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى الشرق الاوسط على خلفية الانتقادات الشديدة اللهجة التي تقدمت بها تركيا متهمة حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية بالتواطئ مع القوى الارهابية حسب وصفها واستمرارها في تقديم الدعم اللوجستي لهم , هذه الجولة التي انتهت في تركيا نهار أمس لتفضي الى صفقة شبيهة بالصفقات السابقة على صيغة ملفات سياسية عالقة يتم معالجتها بعد شهر , بحيث تستمر تركيا في حربها الظالمة على عفرين , وقال تيلرسون في هذا الصدد " نقف متكاتفين مع تركيا في مواجهة التهديدات الارهابية , واضاف بلداننا يشاركان الاهداف نفسها في سوريا " وقد تقتصر الحملة العسكرية التركية ربما على كامل ريف عفرين , مع الابقاء على كريدور بعرض 10 كم يصل مدينة عفرين بمناطق النظام في نواحي نبل والزهراء مقابل انسحاب قوات الحماية الكردية من منبج ومحيطها الى شرق نهر الفرات على أن يحل محلها قوات امريكية تركية مشتركة , ومن المتوقع أن يتم تسليم مدينة عفرين الى قوات النظام السوري بعد سحب الاسلحة من يد قوات الحماية الشعبية ....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE