الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى نقّادنا الميامين

وليد الأسطل

2018 / 2 / 19
الادب والفن



يقول (قدامة بن جعفر) في كتابه (نقد الشعر):(إنما سمي الشاعر شاعرا لأنه يشعر من معاني القول وإصابة الوصف بما لا يشعر به غيره، وإذا كان إنما يستحق اسم الشاعر بما ذكرنا، فكل من كان خارجا عن هذا الوصف فليس بشاعر وإن أتى بكلام موزون مقفى)
ألا ترون أنّ الجماليّة اللّغويّة و الدّهشة تكفيان كي تجعلا النصّ شعراً خاصّةً أنّ الزّمان قد تغيّر حتّى أصبحنا نقول هذا نصّ شعري؟ لماذا يعتبر الحداثيّون كلّ شيء قابلٍ للنقاش و للأخذ و الرّد حتّى موضوع الله ثمّ يشترطون في النصّ عناصر معيّنة كالإيحاء و عدم الشرح و الإبتعاد عن القافية و إلّا عُدَّ النصّ نثراً سطحيّاً مقفّى؟ لماذا ينبغي ربط القافية بالوزن و إلّا ما أصبح النصّ قصيدة نثر؟ لقد قرأت قصيدة نثريّة للشاعر الراحل حلمي ساالم عنوانها الشعرية، و هي مقفّاة، بل مسجوعة؛ فهل لا تعدّ قصيدة نثر بسبب أنّها كذلك (هاتان الساقان شهيقان: شهيق يهمس خذني، وشهيق يصرخ إنا مفترقان. عمودان من الدم المطلوق: الأول ورديٌّ شأن بكارات الأغشية البكر، الآخر فيه من الجرح القاني. كيف سأشرب من سمّانة ساق السيدة إذا لم أنعتها بالأيطل والظبي وأهتف إنهما الملعوقان. الساقان سؤالان عميقان انتصبا ساريتين، الساريتان بجمرهما المتأجج تحترقان الأم تقول: هما الفتنة تختبئان كسفاحين، السفاحان بفن القنص عريقان، إذا كمِنا برهةِ ليلٍ، برهة ليلٍ أخرى ينطلقان. هنا الساقان مثنى ربٍّ وهما المناحان الخلاّقان. الساقان مؤرجحتان بمشنقةٍ، وعلى الحبل يضيء المشنوقانِ. فماذا يخسر أهل الكوكب إن جُرِّحتا ومشت بقعٌ حتى الكاحل تشتجران وتعتنقان. وما قَدَري إن أنهيتا بالشفتين الواقف في بابهما راعٍ أرقٌ في عينيه الحراس الأرقون وبينهما جنديان بصابون الركبة أرقان. فويحك من هيمنة الساق على النص ومن هيمنة الوزن على الخفقان. اكسر: فالساقان حوافٌ في هوّات مفتوحات أو جيشان بعملاء الشهوة مخترقان. اكسر فوراء الساقين عظام تنخرها الرغبة ويرويها في الطلّ نشاز فوق نشازٍ يصطفقان. اكسر: فالساقان النثر المتوتر وهما في العائلة الولدان العاقان. شهيقان احترقا فاحترق شهيقان. اكسر: فالساقان إذا أشربتا كل ثلاثين نهارا طفْحَ الدم تصيران الشعرية إذ عجنت بالطمث وإذ كسر الحقان). ونصوصاً لسركون بولص و للماغوط باهتة الإيحاء واضحة الدلالة فلماذا عُدَّت قصائد نثريّة؟ كما انّ القصائد النثرية التي حواها كتاب النّبي لجبران لا تحوي ايحاءً او ايماءً و لا هم يحزنون و كذلك القصائد النّثريّة الواردة في مجموعته القصصيّة العواصف. هل يمكنني أن أفهم من هذا أنّه يجوز للمشهورين ما لا يجوز للمغمورين؟
أين نحن من قول فيكتور هوجو ذلك القول العُمدَة “إنَّ الشِّعرَ ليْسَ في قَوَالبِ المعَاني؛ وَإنَّمَا هُوَ في المعَاني نَفْسِهَا؛ فَالشّعرُ هُوَ الأمْرُ البَاطِنيُّ لِكُلِّ شَيءٍ في الوُجودِ. ” لماذا لا نعتمد نحن العرب هذا التعريف أم يجب دائماً مراعاة الخصوصيّة العربية؟ أليس الشعر إنسانيّاً؟ ألا ترون أنّه من علامات تخلّف الذّهنيّة العربيّة تعريفها للشعر بلفظه لا بمعناه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني