الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجهات جملة العنوان في المجموعة القصصية (بلاد مابين رماد ورصاص)

أمجد نجم الزيدي

2018 / 2 / 20
الادب والفن


مجموعة (بلاد مابين رماد ورصاص) القصصية للكاتب سعدي عوض الزيدي، اعتمدت وبمجملها على رؤية متعددة لصورة واحدة، بنيت على الموجهات التي صاغتها جملة العنوان، والتناص مع العبارة المعروفة والتي توصف بها ارض العراق (بلاد مابين الرافدين)، ولكنه يبدل الرافدين بالرماد والرصاص، ورغم عدم التمييز اي من الرافدين هو الرماد والاخر الرصاص، الا ان الايحاء الذي يولده يقودنا الى ان الربط بين الرافدين الذين هما رمزين للحياة وديمومتها، وهو الصفة المميزة لهذه البلاد والتي اكتسبت تسميتها منهما، والرماد والرصاص الذين اصبحا هما الرمزين المميزين لهذا البلد في الزمن الذي تعالجه القصص، وذلك باستبدال القيمة الدلالية بينهما، وإن اختلفا بالصفات المتعاكسة باعتبارالآخرين مرتبطين بالموت والدمار..
تركيبة العنوان هذه تقودنا الى مدارات قصص المجموعة التي اخترنا منها نصين قصصييين، إذ تعتبر مدارات متعددة لجسد واحد وإن كانت مختلفة من ناحية البنى السردية وتشكلاتها.
بني النص الاول في المجموعة وهو (السد العدلي) على تناص وتداخل بين تعبيرين دالين وتسميتين مختلفتين معروفتين، هما (السد العالي) و (الطب العدلي)، والاشتباك بين دلالتيهما، والايحاء الذي يولده ذلك الاشتباك، يمكننا ان نسقطه على ثيمة القصة، بالتركيز على القيمة الدلالية التي توحيها جملة الاهداء (الى ارواح شهداء الصحافة العراقية)، وبني النص ايضا على مجموعة من الخطوط الدلالية، التي تتوازى وتتقاطع داخل النص وفق رؤية عامة توحدها، مثلها العنوان وتناصه، هي الاشارات التي انعكست من عيني الطفل في بداية القصة، (جميع السيارات المارة عبر الطريق ترى ذلك الرجل النائم على الارض. ولكن آلة التصوير الملقاة على جانبه أثارت تساؤلات الطفل)،ثم التوازي بين المرأة وجود افتراضي لدلالة اخرة تظهر تالياً( ضرتها المفترضة، واحدة من عشيقات المصور كما تظن)، (هرة ومهرة وآلة تصوير هو ذا اختزال الجد والوجدان لدى مصور الصحيفة الأكثر انتشارا بين الناس..)، ثم الخيط الاخر وهو (المرأة الهرة زوجة الطيار المعاق) وهذا التشابك بين هذه الخيوط يرينا السدى الدلالي الذي بناه النص، وأن جنح ربما بعيدا عن الدلالة القريبة والتي يولدها العنوان، كما اسلفنا.
بني النص على اربعة مراحل، اولاً صور عيني الطفل والمدار الدلالي الذي اشتغلت فيه زمكانياً، والزوجة واشتباكها مع الصورة، ثم المرأة الهرة، اما المرحلة الاخيرة فهي اختطاف المصور، ونلاحظ ان هذه المراحل اشتغلت بصورة متوازية ومتقاطعة رغم ان الخيط الدلالي الاول وهو الطفل اصبحت خلفية ايحائية، توجه بناء الدلالات، التي قادت الى تلك الخاتمة..
اما في نص (الطرق السديمية) نلاحظ بأن هناك موجهاً دلالياً، افتتاحياً للنص، هو الآية القرأنية (59) من سورة (ص) "هَـذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَبَاً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ"، والتي ستهيمن على بناء الدلالات، وتربك تلقيه، بمحاولة المتلقي ايجاد علاقات تربط بين متن الآية القرأنية التي تصدرت النص، ومتن النص، حيث لا نجد ترابطاً مباشراً، ولا تأثيراً بنائياً واضحاً على الثيمة القصصية، او بناء الشخصيات، ولكن تظهر بصورة ضمنية – طيفية- إن حاولنا قراءة النص وفق تأوبل تلك الآية، حيث تبنى على وجود فريقين او نموذجين داخل بنية دلالية واحدة، لها ابعاد زمكانية محددة، إذ لو قرأنا النص لوجدنا إن هناك نموذجين سلبي وإيجابي، متمثلان بالامريكان و العضو النقابي الانتهازي، كمثالين عن النموذج السلبي، وشخصية الاخ النقابي السابق، والشهيد ضمناً، كمثال عن النموذج الايجابي، ولكن هذين النمودجين (السلبي والايجابي) يتقاطعان مع الاية القرأنية والتي تفسر على انها (حكاية ما يجري بين التابعين والمتبوعين من الطاغين في النار من التخاصم والمجاراة)"تفسير الميزان ج17ص219"، وهذا تقاطع واضح كما هو ظاهر، ثم ان هناك متنين متداخلين للقصة، وهي قصة الامريكان وقصف الطائرات واسر الاخ الناجي، التي تطوف بنا بعيدا عن المتن الاولي، بألية الاستذكار (مرارة اللحظة لم تمنعه من استذكار اخيه).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با